«كتكوت»
ما الذي أتت به هذه المواطنة التي هُدِّدت بـ«الصك على الرأس»؟ ما الذي يمكن أن يبرر إيقاع رجل أعزل وضربه وسحله وإهانته بهذا الشكل؟ لنفترض أن هذه المواطنة وذاك المواطن قد أغلظا القول وأقبحا التصرف، فهل مهمة الأمن تربيتهما؟ هل منوط بالأمن إصدار الأحكام وتنفيذها في التو واللحظة؟
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
فما الذي حصل في تلك الليلة الغبراء؟ بل ما الذي يحدث منذ زمن، لربما منذ أحداث ديوان الحربش التي ضرب فيها د. عبيد الوسمي وسُحِل؟ هل تلبسنا الجان؟ هل هي "زيران"؟ هل المعارضة المفككة المسكينة التي خرقتموها واخترقتموها من كل جنب حتى أصبحت أشبه بمنخل صدئ ومخيفة إلى هذا الحد؟ ما الذي أتت به هذه المواطنة التي هُدِّدت بـ"الصك على الرأس"؟ ما الذي يمكن أن يبرر إيقاع رجل أعزل وضربه وسحله وإهانته بهذا الشكل؟ لنفترض أن هذه المواطنة وذاك المواطن قد أغلظا القول وأقبحا التصرف، فهل مهمة الأمن تربيتهما؟ هل منوط بالأمن إصدار الأحكام وتنفيذها في التو واللحظة؟ ولمَ لمْ يعد هذا الأمن يخشى تصوير الفيديو وانفضاح العنف؟ بودي أن أفهم حتى تترتب العلاقة بيني وبين هذا "الأمن" المرعب، أمن "واصل" لا يتوانى عن ضرب المواطنين، ولا يخشى تسجيلاً لهذا الضرب ولا توثيقاً، ما الحكاية بالضبط؟ مسٌّ من الجان أم وسوسة شيطان؟مركز إنساني يُضرَب فيه المواطنون ويسحلون، ماشي، نفوتها ونحن الذين اعتدنا أن نفوّت ما هو أكبر منها وأعظم، لكنْ مركز إنساني ونصف شعبه يشمت بالنصف الآخر فيَستحسن إهانته ويشجع ضربه؟ مركز إنساني يطالب فيه أحدهم، ومثله الكثيرون، بـ"عدم المبالغة في ردود الأفعال" بعد ضرب مواطن وسحله على مرأى من العالم أجمع؟ انفضحنا، الآن سيظهر أننا اشترينا لقب المركز الإنساني بفلوسنا، لا سمح الله.آخر شي: "هذا شريط مو بيض يخترب"، نعم صحيح، بس ممكن يفقس.