هو عام جديد نعم، أفرغوا فيه ما شئتم من الأماني والطموحات، ولكن إياكم أن تنسوا أن حكومة السبت نقيضة حكومة الأحد، وحكومة الاثنين تنكر يوم الأحد، وحكومة الثلاثاء ترحل همومها لحكومة الأربعاء، وحكومة الخميس تعلق إنجازاتها على بركات يوم الجمعة.
اليوم هو اليوم الأول من العام الميلادي، هو عندي يوم كأي يوم في بلد منع فيه الفرح بقرار رسمي، فلا فرح رسمياً يتاح للأسر والأفراد تمضية الوقت فيه، ولا فرح (قطاع خاص) يمتص رغبات الناس بشيء من الابتهاج.هو يوم كأي يوم لأن حقي بإطلالة مريحة على البحر منزوع، وحق غيري بالهروب من علب السردين المؤجرة إلى البر موجوع، ما الجديد المفرح الذي أرجوه؟ وما السيئ الذي أنتظر زواله؟ كل ما أتمناه لا يكتب علانية، وكل ما لا أتمناه لا يكتب علانية، لأن "الصوت الواحد" ابتلع بقية الأصوات وغفر للخرس أقوالهم المشفرة.لست بأخرس ولست بيائس أو خائف، لا بل إني أعاني فقر التجاهل، وما أشكو منه هو انتشار مرض فقر الضمير والإنصاف فيمن لا ينتظر منهم غير الضمير والإنصاف، هو يوم كأي يوم مطلوب مني فيه الصمت أمام قضية إنسانية بحجم قضية (البدون)، ومستحسن مني تجاهل قضية صيته سعد العجمي، ومرغوب مني بل مؤمل مني قياسا على تقسيمات عنصرية أن أتعامى عن سحب الجناسي وملاحقة من قد أختلف معهم في الرأي والموقف والمبادئ.أي عام جديد أستقبله اليوم وأنا أزداد عجزاً كل يوم عن المساهمة في تكريس رؤية عبدالله السالم: "رغبة منا في استكمال أسباب الحكم الديمقراطي لوطننا العزيز، وإيمانا بدور هذا الوطن في ركب القومية العربية وخدمة السلام العالمي والحضارة الإنسانية... إلخ"، وأمامي خرائط جديدة لوطن ملون بالخلافات ومقسم بالصراعات، رسمها "حمال حطب" ونفذها "صباب قاز" والمستفيد "قيد ضد مجهول"، وأمامي حالة متواصلة من "الشقبلة" السياسية وتبدل المواقف حسب تبدل المواقع، فلا المعارضة معارضة ولا الموالاة موالاة، هي "معالاة" بوصلتها تتأثر بالأقطاب والأموال المغناطيسية؟هو عام جديد نعم، أفرغوا فيه ما شئتم من الأماني والطموحات، ولكن إياكم أن تنسوا أن حكومة السبت نقيضة حكومة الأحد، وحكومة الاثنين تنكر يوم الأحد، وحكومة الثلاثاء ترحل همومها لحكومة الأربعاء، وحكومة الخميس تعلق إنجازاتها على بركات يوم الجمعة، هو عام جديد نعم حاولوا تغيير عاداتكم في الهروب إلى كلمات جاسم السعدون كلما "هبد" سعر برميل النفظ، والهروب منه كلما انتصب مؤشر سعر البرميل للأعلى.هي الحقيقة كذلك كما أراها وربما يراها غيري، ومن لديه غير ذلك فليعجل به ولا يتأخر، فما أحوجنا لخبر سعيد في حاضرنا وصورة مشرقة لمستقبلنا. وكل عام وأنتم بخير.
مقالات
الأغلبية الصامتة: يوم كأي يوم
01-01-2015