جدد الحكم بإعدام مناصر للرئيس المعزول محمد مرسي، الحديث عن لجوء جماعة «الإخوان» إلى آلية دفاعية تعتمد على قلب الحقائق وتوظيف المغالطات وتوجيه الرأي العام، عبر مفاهيم تجافي ما يحدث في الواقع، وهي طريقة لها بُعد تاريخي بين صفوف الجماعة التي كانت تستخدم هذه الآلية لتضليل الخصوم السياسيين تارة واستمالة عقول الشباب تارة أخرى.

Ad

أبرز الوقائع التي كشفت الخدعة الإخوانية خلال الأسبوع الماضي، هي اعتبار الجماعة أن قاتل الصبية بإلقائهم من أعلى بناية في الإسكندرية، الذي حوكم بالإعدام شنقاً قبل أيام محمود رمضان، هو شهيد ولم يقترف الجريمة، ونظم الإخوان مسيرات تضامنية معه، على الرغم من تصوير الحادث واعترافه بارتكاب الجريمة في فيديوهات موثقة، وكذا التضامن مع المتهمة بالتمثيل بجثث شهداء قسم شرطة «كرداسة»، سامية شنن، حيث تعدت على جثامينهم بالضرب بالحذاء و«سكبت ماء نار» على رؤوسهم.

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد عبر عن دهشته مما وصفه بـ«القدرات غير العادية» لدى الإخوان على «قلب الحقائق» واستغلال ذلك جيداً لمصلحتهم، قائلاً لـ«الجريدة»: «الأمر ليس جديداً ولا يرتبط بالتطورات اللاحقة على سقوط حكم الجماعة في مصر، بل يرجع إلى الأجيال الأولى من عمر الجماعة التي تعتمد حيلاً تستطيع من خلالها الظهور في ثوب معين لا يمت بصلة لما يجري».

وتابع عيد: «عقب إنشاء التنظيم الخاص للجماعة بواسطة عبدالرحمن السندي، وتنفيذ الإخوان سلسلة تفجيرات واغتيالات سياسية، روجوا بعدها أنهم جماعة «تقاوم الاستعمار» لكسب تعاطف الرأي العام، والحال ذاته في 2013 حين خرجت الملايين وأسقطت حكمهم بدأوا نغمة الترويج لاختطاف شرعيتهم».

ويقول أستاذ الرأي العام في كلية الإعلام صفوت العالم، إن هناك معادلة إعلامية تستخدم لتوجيه العقول والتأثير عليها، تتلخص في «تكرار الرسالة الاتصالية» بواسطة «مرسل» يعتمد على تنميط عقل «المتلقي»، عبر التشويش، ثم الانتقائية المتحيزة لمعان بعينها، وبعدها تشويه واقع أو مشهد ما.