في خطوة تمثل تحديا جديدا للبيت الأبيض، أقر مجلس الشيوخ الاميركي مساء أمس الأول بشبه اجماع مشروع قانون يجبر الرئيس باراك أوباما على احالة أي اتفاق نووي مع إيران إلى الكونغرس لمراجعته وحتى رفضه الصيف المقبل في تأكيد لدور البرلمانيين في المراقبة.
وتبنى أعضاء مجلس الشيوخ بأكثرية 98 صوتا مقابل صوت واحد فقط، هو السناتور الجمهوري توم كوتون، مشروع القانون الذي لا يزال يتعين إقراره في مجلس النواب والذي يمنح الكونغرس حق النظر في اي اتفاق يتم إبرامه مع طهران.وتظهر نتيجة التصويت اجماعا لافتا لتأييد مشروع القانون المعروف بـ«قانون كوركر»، وذلك بعد ماراثون سياسي استمر أشهرا وانتهى بخسارة البيت الأبيض بعد تصويت الديمقراطيين حلفاء أوباما كلهم لصالح مشروع القانون.وسيناقش مجلس النواب (الغرفة الثانية للكونغرس) نص القانون الأسبوع المقبل علما بأن القادة الجمهوريين يؤيدونه.ورحب رئيس لجنة الشوؤن الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر بالتصويت قائلا إن «الأميركيين يريدون أن يتأكد مجلس الشيوخ ومجلس النواب، باسمهم، من امكان التحقق ومراقبة أي اتفاق نهائي قبل أن يقوم الرئيس بتعليق العقوبات المفروضة على إيران».من جهته، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس أوباما يمكن أن يصادق على مشروع القانون «بصيغته الحالية» أي إذا لم يدخل مجلس النواب تعديلات عليه.تراجع ونقاشوفي البدء عارض أوباما أن تكون للكونغرس كلمة في اتفاق نهائي من المفترض أن يتم التوصل إليه بحلول 30 يونيو بين طهران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا)، لكنه عاد وأعلن في 17 أبريل أنه لن يرد القانون لأنه «لا يعرقل المفاوضات» مع إيران. وستستأنف المفاوضات بشأن الاتفاق في فيينا في 12 مايو الحالي.علام ينص المشروع ؟في حال إقرار القانون الجديد لن تتمكن السلطة التنفيذية الممثلة في البيت الأبيض من رفع العقوبات المفروضة من قبل الكونغرس على إيران بعد التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي قبل موافقة الكونغرس نفسه والذي يمنحه القانون الجديد إمكانية دراسة ومناقشة الاتفاق النووي على مدى 30 يوما.في حال اعتبر أعضاء الكونغرس الاتفاق غير مناسب، سيكون أمام أوباما مهلة 12 يوما لاستخدام حقه في الفيتو وبعدها سيكون أمام الكونغرس 10 أيام حتى يتغلب عليه من خلال تصويت جديد بغالبية الثلثين.وعدل الجمهوريون في الوقت الحالي عن التصويت على عقوبات جديدة ضد إيران إذ ليس لديهم الغالبية الكافية لمواجهة أي فيتو يفرضه أوباما.كما فشل الجمهوريون في فرض شروط اعتبرت مستحيلة مثل اعتراف إيران بإسرائيل أو أن يؤكد أوباما أن طهران لا تدعم «الارهاب».نتنياهوفي السياق، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته الجديدة تواجه تحديات عديدة في شتى المجالات إلا أن أكبر تحد لها هو محاولة إيران الحصول على أسلحة نووية وبسط نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تحركات طهران ستهيئ أرضية مشتركة بين إسرائيل ودول المنطقة الأخرى.(واشنطن - أ ف ب، د ب أ)
دوليات
مجلس الشيوخ الأميركي يمرر «كوركر»
09-05-2015