أخمد منتخب عمان لكرة القدم كل آمال الأزرق في مواصلة المشوار في «خليجي 22» المقامة حالياً في الرياض، وذلك بعد أن سجل خماسية ملعوبة أقصت الكويت من البطولة في مفاجأة من العيار الثقيل.

Ad

ودع منتخب الكويت لكرة القدم منافسات خليجي 22 بخسارة مذلة بخمسة أهداف أمام نظيره العماني في المباراة التي جمعت بينهما أمس في ختام مواجهات الدور التمهيدي للمجموعة الثانية، والتي شهدت فوز منتخب الإمارات على العراق بهدفين، لتتأهل عمان مع الإمارات للدور نصف النهائي ممثلتين عن المجموعة الثانية.

أهداف المباراة الخمسة سجلها سعيد سالم بواقع ثلاثة أهداف، في الدقائق  45، و47، و59، وعبدالعزيز المقبالي 44، و90.

الأزرق أطل بوجهه الشاحب في المباراة، وخسر بخماسية، وهي نتيجة حققها منتخب الكويت قبل 40 عاما على عمان الذي رد الدين أمس.

 ولم يقدم الأزرق مع مدربه البرازيلي فييرا أي جديد في المباراة، بل واصل فييرا مسلسل التأليف الذي بدأه بعد التفوق على العراق، في مباراة الامارات التي كادت أن تكون مسلسلا شبيها لمواجهة ليلة أمس، لاسيما أن فييرا أشرك أكثر من لاعب في غير مركزه أمام عمان، ففهد العنزي لم يقدم اي جديد في الجهة اليسرى، والمشعان لم يكن موفقا في الجانب الأيمن، وبدا بدر المطوع تائها بين أكثر من مركز، الى جانب غياب تام للاعبي الوسط، والدفاع أيضاً.

الأزرق لم يقدم في مواجهة عمان وأيضا لم يقدم في البطولة ما يشفع له للاستمرار حتى النهاية، ولولا بعض اللمحات الفنية لفهد العنزي، وبدر المطوع في البطولة لما حقق فييرا وخططه العقيمة أي فوز في البطولة، لتبقى الكرة الكويتية مع الاتحاد الحالي الذي انشغل طوال الأيام الماضية باستبعاد المنسق الاعلامي طلال المحطب من جديد، ويستمر الأزرق في الحضيض.

العماني يستحق

استحق المنتخب العماني الفوز بالمباراة في ظل أداء مثالي طوال شوطيها، وتركيز عال، ونجح المدرب الفرنسي لمنتخب عمان في التعامل بواقعية وفلسفة مع المباراة، ليتمكن المقبالي صاحب الهدفين، وسعيد سالم وباقي اللاعبين في المنتخب العماني من تلقين منتخب الكويت درسا كرويا من العيار الثقيل.

تباعد الخطوط

تراجع منتخب الكويت لكرة القدم في شوط المباراة الأول بشكل مبالغ فيه في ظل رغبة صريحة وواضحة للحفاظ على شباكه من دون اهتزاز، ولم يتقدم الأزرق بشكل فعال إلى الهجوم في ظل تباعد خط الوسط عن دعم يوسف ناصر وبدر المطوع في المقدمة، كما كان لتشكيلة فييرا الذي استمر في تبديل مراكز اللاعبين بشكل محير أثر كبير في ظهور الأزرق بعيدا عن خطورته المعهودة.

 في المقابل، بدا المنتخب العماني أكثر تركيزا، وتميزت هجماته، لاسيما في آخر الشوط، بالدقة والتركيز، كما كانت الكرات في عمق دفاع الكويت سلاحا مؤثرا لمدرب عمان لوجوين، ليتمكن العمانيون في نهاية هذا الشوط من التقدم بهدفين.

خطة فييرا

ولم تختلف خطة فييرا كثيرا أمام عمان عن التي خاض بها مواجهة الإمارات السابقة، حيث اعتمد فييرا على مهاجم واحد هو يوسف ناصر يسانده من الخلف ثلاثة لاعبين هم بدر المطوع الذي يمنحه فييرا حرية الحركة في جميع أرجاء الملعب، الى جانب فهد الأنصاري الذي شغل الجانب الأيسر، في حين شغل عبدالعزيز المشعان الجانب الأيمن، وجاءت المساندة من الخلف لفهد الأنصاري وطلال نايف، بينما التزم دفاع الأزرق بالواجبات الدفاعية بشكل كبير، باستثناء تقدم محسوب لفهد الهاجري من الجانب الأيمن.

 وضمت تشكيلة الأزرق نواف الخالدي في حراسة المرمى، وفهد عوض، وفهد الهاجري، وخالد ابراهيم، ومساعد ندا في الدفاع، وفي الوسط فهد الأنصاري، وطلال نايف، وعبدالعزيز مشعان، وفهد العنزي، وبدر المطوع، ويوسف ناصر في الهجوم.

ضغط عماني

في المقابل، حاول منتخب عمان الضغط على منتخب الكويت منذ البداية، وخاض مدرب الفريق العماني لوجوين المباراة بهجوم ضاغط من منتصف الملعب، وضمت تشكيلة عمان علي الحبسي في حراسة المرمى، وعلي البوسعيدي، محمد المسلمي، عبدالسلام عامر في الدفاع، وفي الوسط سعد سهيل، أحمد مبارك (كانو)، عيد الفارسي، رائد إبراهيم، قاسم سعيد، وفي الهجوم محمد السيابي، وعبدالعزيز المقبالي.

وانطلقت المباراة بحذر دفاعي من الكويت رغبة في جس نبض منتخب عمان، وأيضا تجاوز حمى البداية التي تصيب الأزرق منذ انطلاق البطولة، في حين كانت الرغبة العمانية واضحة منذ البداية لفرض سيطرته على مجريات اللقاء، وحاول المنتخب العماني البحث عن ثغرات في دفاعات الأزرق لكن من دون فائدة حتى ربع الساعة الأول من انطلاق المباراة.

تبادل الهجمات

 بعدها بدأ الأزرق في التقدم ومبادلة المنتخب العماني الهجمات التي كان أولها تمريرة بدر المطوع الى يوسف ناصر، الذي حاول السيطرة عليها داخل منطقة الجزاء لكن التكتل العماني أحبط الهجمة التي أعطت منتخب الكويت بعض الحماس لمهاجمة المنتخب العماني الذي تراجع قليلا قبل أن يعود ثانية للهجوم، وينال خالد إبراهيم، وطلال نايف انذارين من الحكم الاسترالي ويليام بن جامين، ويرد عمان ببعض الهجمات لكن خالد إبراهيم المتألق في دفاعات الأزرق أنقذ الموقف مع الحارس نواف الخالدي.

 وحاول منتخب الكويت الرد على الحماس العماني لكن عاب الأزرق تباعد الخطوط، لاسيما الوسط والهجوم، وهو ما حرم بدر المطوع ويوسف ناصر من تشكيل خطورة على الحارس العماني علي الحبسي، وازداد انحصار اللعب في وسط الملعب من دون خطورة على المرميين.

 وفي أجمل لقطات هذا الشوط انطلق يوسف ناصر في كرة من الجانب الأيمن، وتبادل الكرة مع بدر المطوع وفهد العنزي الذي أرسل الكرة عكسية لفهد الهاجري الذي كان قريبا من مرمى الحبسي، لكن الكرة مرت بسلام على العمانيين.

ورد المنتخب العماني بهجمة هي الأخطر عندما ارتقى عبدالسلام عامر لكرة عرضية برأسه، لكنها مرت بجوار القائم الأيمن لنواف الخالدي.

هدفان في نهاية «الأول»

أصيب منتخب الكويت في الدقائق الأخيرة بحالة من "التوهان"، لاسيما في خطه الخلفي، وفي آخر دقيقة من هذا الشوط، ومن كرة عكسية لقاسم سعيد، تمكن عبدالعزيز المقبالي اصطياد الكرة من بين مساعد ندا وفهد عوض ليسدد بقوة في شباك نواف الخالدي، فازداد ارتباك الأزرق لينجح البديل سعيد سالم في تعزيز هدف التقدم بعد أن حوّل كرة زاحفة من الجانب الأيمن في شباك الخالدي لينتهي الشوط الأول بهدفين للعمانيين.

لم يمنح منتخب عمان الأزرق الكويتي فرصة لتعديل وضعه في المباراة، وكرر تمريراته العرضية السحرية التي أربكت دفاع الأزرق المرتبك من الأساس، وتمكن سعيد من اصطياد الهدف الثاني له والثالث لمنتخب عمان بعد مضي أقل من دقيقتين من عمر الشوط الثاني، بعدها حاول فييرا مدرب الكويت تدارك الوضع بالدفع بوليد علي بديلا لعبدالعزيز المشعان، ولكن المصائب لا تأتي فرادى إذ طلب حارس منتخب الكويت نواف الخالدي الخروج لتعرضه للإصابة.

«هاتريك» لسعيد

تمكن قاسم سعيد في الدقيقة 59 من إضافة الهدف الرابع، بعد ان استغل خطأ دفاعيا كبيرا من دفاع الأزرق الذي واصل سقوطه في المباراة، وحوّل سعيد الكرة العائدة من خالد إبراهيم في الشباك الخالية من الحارس حميد القلاف الذي تقدم خارج منطقة الجزاء.

تواصل التراجع

استسلم منتخب الكويت تماما بعد الهدف الرابع، وتحمل دفاع الأزرق والحارس البديل حميد القلاف المسؤولية كاملة في المباراة، في حين واصل منتخب عمان اللعب بجدية لمواصلة تألقه في المباراة.

وشهدت الدقيقة 70 محاولات من الأزرق للعودة الى المباراة وتسجيل هدف الشرف لكن دفاع عمان والحارس العملاق علي الحبسي حرما الأزرق حتى من هدف الشرف في مباراة كشفت كل عيوب منتخب الكويت، ويتمكن عبدالعزيز المقبالي من اضافة الهدف الخامس في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة.

‏‫فييرا: الأزرق قدم أسوأ مبارياته... وأعتذر لجماهير الكويت

قدم مدرب منتخب الكويت لكرة القدم البرازيلي جورفان فييرا اعتذاره إلى الجماهير الكويتية والصحافة الكويتية أيضا.

وقال فييرا في المؤتمر الصحافي بعد المباراة امس في الرياض، ان الازرق قدم أسوأ مبارياته في البطولة، مضيفا "لا أجد أي مبرر للخسارة، سوى اننا كنا سيئين، والمنتخب العماني كان الافضل واستحق الفوز".

وأشار إلى أنه يتحمل المسؤولية كاملة، ولن يحملها لقصر فترة الإعداد أو أي كلام من هذا القبيل، وعليه مع اللاعبين التطلع إلى الأمام.   واعترف بأن الاهداف المتتالية للمنتخب العماني أربكت الازرق كثيرا وجعلته غير قادر على الرد.

ورفض فييرا الحديث عن مستقبله مع الأزرق معتبرا الامر سابقا لأوانه، ولا يستطيع الجزم به.  وعن الامور الادارية التي اثيرت في الفترة الماضية كاستبعاد المنسق طلال المحطب، وما تلا ذلك من احداث، أكد فييرا انها لم تؤثر على الازرق لأنها خارج الامور الفنية.

صدمة للجماهير الكويتية

أصيبت الجماهير الكويتية في مدرجات استاد الأمير فيصل بن فهد بصدمة كبيرة، بعد الأداء الهزيل لمنتخب الكويت في المباراة، واضطرت بعض الجماهير لمغادرة الملعب بعد تسجيل عمان للهدف الرابع.

‏‫لوجوين: سعيد بالفوز... وعلينا التطلع للأمام

أبدى مدرب منتخب عمان لكرة القدم الفرنسي لوجوين سعادته بالفوز على المنتخب الكويتي.

وقال لوجوين في المؤتمر الصحافي "علينا الفرح في هدوء، والعودة سريعا للمضي قدما نحو لقب البطولة".

وأضاف أن المنتخب العماني نجح رغم المصاعب في تجاوز منتخب كبير بحجم منتخب الكويت.

واعترف بان استدعاء سعيد الرزيقي، صاحب الهاتريك في المباراة، قبل البطولة مباشرة، جاء لاصابة اكثر من لاعب مؤثر في عمان.

وأشار إلى أن اللاعب كان محط انظار الجهاز الفني وتم تسجيله قبل شهر من البطولة.

وأشاد بالمنتخب الكويتي، وأكد أنه سعى إلى الفوز منذ البداية، لكن النتيجة لم تكن في الحسبان.  واعتبر أن تقدم عمان بهدفين كان سببا مباشرا في انهيار منتخب الكويت، مبديا احترامه لمدرب الازرق ولاعبيه.

لقطات

• تابع اللقاء من المقصورة رئيس اللجان الأولمبية الشيخ أحمد الفهد، الى جانب الشيخ طلال الفهد رئيس اتحاد كرة القدم، كما حضر رئيس الاتحاد العماني خالد بوسعيدي.

• ساندت منتخب الكويت جماهير لا بأس بها ملأت أكثر من مدرج في المدرج الهلالي، وزاد الجمهور الكويتي عن الجمهور العماني الذي كان في مدرج وحيد على يسار الجمهور الكويتي.

• بدا الاهتمام الإعلامي أمس أكبر بمواجهة الإمارات والعراق، وخلا المركز الإعلامي على غير عادته من التزاحم الشديد لوسائل الإعلام، واقتصر الحضور الإعلامي بشكل واضح على وفود الكويت وعمان.

• سرت عقوبة المنسق الإعلامي لمنتخب الكويت طلال المحطب منذ مواجهة أمس، ولم يحضر مع منتخب الكويت، وذلك على الرغم من الاستياء الشديد للمسؤولين في الكويت والتحدي الذي أطلقه رئيس اللجان الأولمبية الشيخ أحمد الفهد من أنه سيصطحب المحطب أينما ذهب في الرياض.

• صبت توقعات النقاد والإعلاميين قبل مواجهة الكويت وعمان في مصلحة المنتخب الكويتي بصورة كبيرة، وتوقع أبرز المتفائلين للمنتخب العماني تحقيق التعادل.

• كالعادة كان هناك صافرة في المدرجات مع أحد الجماهير حاولت كعادتها التشويش على اللاعبين.

• حرص رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد على النزول بين شوطي المباراة الى غرفة اللاعبين لرفع معنوياتهم.