أكدت نائبة رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس أذربيجان قولشان باشييفا، التي زارت الكويت مؤخرا، أن العلاقات الكويتية الأذرية تسير بشكل متطور في كل المجالات، مضيفة أن الشعب الأذري
لا ينسى مواقف الكويت المشرفة خلال أزمة بلاده مع أرمينيا. وقالت باشييفا في حوارها مع "الجريدة" إن العلاقات السياسية بين البلدين تشهد تقارباً ملموساً وفعالاً من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، إضافة إلى تطور العلاقات الاقتصادية عبر توقيع عدد من الاتفاقات المتنوعة بين الجانبين. وأوضحت أن المؤتمر الذي أقيم في جامعة الكويت بالتعاون بين مركز الدراسات الاستراتيجية الأذري ووحدة الدراسات الآسيوية كان مثمراً، مشيرة إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت تطورا للعلاقات الثقافية بين البلدين من خلال الزيارات التي يقوم بها عدد من رموز الثقافية الكويتية لأذربيجان. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:* بداية حدثينا عن العلاقات الأذرية الكويتية بعد مرور 23 عاماً عليها؟- العلاقات بين الكويت وأذربيجان في تطور مستمر في كل المجالات، وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات السياسية، إذ تعتبر علاقات فعالة ومتطورة، وهناك زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين على أعلى المستويات، إضافة إلى الندوات والمؤتمرات التي تعقد بين الجانبين، وبشكل عام العلاقات السياسية بين البلدين جيدة.أما العلاقات الاقتصادية فبدأت تتطور بشكل أوسع، خصوصا بعد زيارة الرئيس الأذري إلهام علي للكويت عام 2009 ما أدى إلى دعم تلك العلاقات وبلورها بشكل كبير، إذ تم توقيع اتفاقات كثيرة ومتنوعة تتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية، وجلب رجال أعمال من كلا البلدين. وخلال السنوات الخمس الماضية تطورت العلاقات الثقافية بين البلدين بشكل أكبر من خلال الزيارات التي يقوم بها عدد من رموز الثقافية الكويتية لأذربيجان، فضلا على إقامة أيام كويتية هناك، وإقامة أيام أذربيجانية هنا في الكويت، ومن واقع عملي البحثي أتمنى أن يكون هناك تبادل بين المراكز البحثية والعلمية بين البلدين.دول الخليج* ماذا عن العلاقات الأذرية مع دول الخليج العربي؟- أذربيجان تتمتع بعلاقات متميزة وجيدة مع جميع دول الخليج العربي، ولدينا سفارة في المملكة العربية السعودية، وأخرى في دولة قطر، وكذلك في الامارات العربية المتحدة، ونحن نعمل باستمرار على تطوير علاقاتنا بهذه الدول، ولكن علاقتنا قديمة بالكويت التي مدت يد العون والمساعدة لأذربيجان في وقت المحنة القاسية والحرب مع أرمينيا.* ما سبب زيارتكم للكويت؟- بداية أود أن أُعرف نفسي فأنا نائبة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس الجمهورية، وهو مركز بحثي وعلمي تابع للدولة ويتم تمويله منها، وهو تابع لمكتب الرئيس، ونحن نقوم كذلك بتنظيم المؤتمرات والندوات المتعلقة بالعالم العربي، لأن منطقة الشرق الأوسط منطقة مهمة لأذربيجان التي تعد جزءا لا يتجزأ من العالم الإسلامي، ولهذا قررنا أن نطور هذا المجال، والكويت من الدول المهمة بالنسبة لنا لذا كانت على رأس قائمة الدول التي سأزورها، ولهذا قررنا أن نبدأ بزيارتها. ولا يفوتني أن أشير إلى أننا التقينا مع وحدة الدراسات الآسيوية في جامعة الكويت، وأقمنا مؤتمرا للطلبة شارك فيه باحثون محليون وطلاب من جامعة الكويت للدراسات العليا، وتحدثنا فيه عن منطقة جنوب القوقاز، وركزنا بشكل خاص على قضية "قرباخ" وهي القضية المركزية لأذربيجان التي يهتم بها المتخصصون في الكويت.وأثبت هذا المؤتمر أن الكويت تهتم بقضايا أذربيجان، وهذا يجعلنا نكرر إقامة مثل هذه المؤتمرات، وأشكر الكويت على هذا الدعم السياسي والاقتصادي والثقافي وهذا الانفتاح على المجتمعات الأخرى، وعلى وجه الخصوص أذربيجان.زيارة الأمير*هل من المتوقع أن يزور سمو أمير البلاد أذربيجان قريبا؟- الشعب الأذري سيكون سعيدا جدا بزيارة سمو أمير الكويت لأذربيجان، خصوصا أن الرئيس الأذري زار الكويت عام 2009 وقدم دعوة مفتوحة لسمو الأمير لزيارة بلادنا، لاسيما أن الشعب الأذري لا ينسى للكويت مواقفها المشرفة ومساعداتها التي قدمتها لبلاده خلال أزمتها وحربها مع أرمينيا، لذا نحن في انتظار زيارة سمو الأمير.*متى ستعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين؟- هناك لجنة الصداقة الأذرية الكويتية، وزار وفد من مجلس الأمة الكويتي أذربيجان، وهناك تعاون مستمر بين أعضاء اللجنة من الجانب الكويتي المتمثل بأعضاء من مجلس الأمة الكويتي ومن البرلمان الأذري، ونحن حريصون على تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، وذلك عن طريق عقد مؤتمرات وحلقات نقاشية وإعداد بحوث ودراسات تعزز مستوى التعاون.مكافحة الإرهاب*أين أذربيجان من مكافحة الإرهاب؟ وهل هناك تعاون أمني أذري كويتي؟- ظاهرة الإرهاب هي قضية الساعة، لذا فالتعاون الأمني بين البلدين يتم من خلال استشارات متبادلة، لأن هذه القضية تهم كل الدول الإسلامية، ومنذ فترة زار وزير الأمن القومي الأذري الكويت لتبادل الآراء والأفكار والاستشارات في هذا الخصوص.*هل أذربيجان مقبلة على بيع أسلحة أو معدات عسكرية للكويت خلال الفترة المقبلة؟- ليس لدي علم بهذا الخصوص، خاصة أن هذا الموضوع بعيدا عن تخصصي ومجالي المتمثل بالبحث والعلم.التوترات مع أرمينيا*ما سبب عودة التوترات مع أرمينيا؟ وبرأيكم ما الحل؟- هناك مجموعة "المنسك" التي تلعب دور الوساطة لحل هذا النزاع المستمر منذ 20 عاما، وتم تحديد ما يسمى بـ"مبادئ مدريد" التي من خلالها يجب أن يتم الحل، لكن أرمينيا رفضت هذه المبادئ، وعُقِدت عدة لقاءات بين الطرفين كان آخرها لقاء رئيسي أذربيجان وأرمينيا في سوتشي خلال مؤتمر الناتو، وكذلك في أكتوبر من خلال مبادرة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حاول حل القضية وتصفية النزاع. ورغم كل هذه الجهود الدولية فوجئنا بأرمينيا تقوم بتدريبات عسكرية يشارك فيها أكثر من أربعين ألف جندي على الأراضي الأذرية، فضلا عن أن الطيران الأرميني تجاوز الخطوط الحمراء وحلق في الأجواء الأذرية، وفي ظل هذه الظروف لم يكن أمام أذربيجان إلا أن ترد على هذه الانتهاكات فتوتر العلاقات بين الطرفين. ومن الواضح أن أرمينيا ليس لديها رغبة في تصفية النزاع، وهذا ما أضر بالاجتماعات واللقاءات والمبادرات والمطالبات التي صدرت عن كثير من المنظمات كالأمم المتحدة، ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي التي دعت كلها أرمينيا إلى سحب قواتها العسكرية من أراضينا، ولكنها للأسف لم تستجب لهذه المطالبات.*للجماعات الإسلامية المتطرفة أفرع كثيرة فهل لمثل هذه الجماعات وجود لديكم؟ وهل لديكم إخوان مسلمون؟- ظاهرة التطرف والإرهاب أصبحت ظاهرة عالمية، وفي أذربيجان أديان ومذاهب مختلفة، وهذه ميزة أن يكون هناك تنوع، وبالتالي لا نعاني مشاكل طائفية، ولكن كلما حدثت مشاكل من هذا النوع في الشرق الأوسط أثرت بشكل أو بآخر على أذربيجان، وفي كل مجتمع نجد أن هناك نسبة متطرفة، ولكن بشكل عام لم تحدث لدينا عمليات إرهابية أو اشتباكات بين الطوائف. وفيما يتعلق بالإخوان المسلمين فلا يوجدون في أذربيجان.
آخر الأخبار
باشييفا لـ الجريدة•: الأذريون لا ينسون مواقف الكويت المشرفة خلال الأزمة مع أرمينيا
29-11-2014