المشهد الحسيني في القاهرة
رغم وجود مساجد ومشاهد يقال إن رأس الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنهما) مدفون بها في ست مدن هي: دمشق والرقة وعسقلان والقاهرة وكربلاء والمدينة المنورة، إلا أن مسجد ومقام الإمام الحسين في مصر يعد أشهرها، ويقع في القاهرة الفاطمية، في حي يضم الكثير من المقامات والأماكن التاريخية، مثل خان الخليلي والجامع الأزهر.
وذكر النويري في كتابه "نهاية الأرب" أن المشهد الحسيني بعسقلان بناه الوزير بدر الدين الجمالي في عهد المستنصر بالله الفاطمي، وقام الأفضل بعد ذلك بإخراجه وعطّره ووضعه في مكان آخر من عسقلان، وابتنى عليه مشهدا كبيرا، ولما غزا الصليبيون بلاد الشام، واستولوا على القدس خشي الفاطميون من استيلاء الصليبيين على عسقلان سنة 549هـ، فعملوا على نقل الرأس الشريف إلى القاهرة. وخرج الوزير الفاطمي طلائع بن زريك هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس ووضعه في كيس من الحرير الأخضر على كرسي من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن في مشهده بالقاهرة وكان ذلك يوم الأحد 8 جمادى الآخرة سنة 549. وذكر الفارقي أن الخليفة الفاطمي نفسه خرج وحمل الرأس، وذكر الشبلنجي أن الوزير طلائع افتدى الرأس من الإفرنج، ونجح في ذلك بعد تغلبهم على عسقلان وافتداه بمال جزيل، وقد بني المسجد تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم ثلاثة أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر. ويضم المسجد خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بني من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام، وهو مصنوع عام 1303هـ، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة، وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311هـ. والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي إسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط.