ابتعد القادسية عن أجواء المنافسة على لقب دوري ڤيڤا لكرة القدم في الجولة الـ19 للبطولة، بتعادله السلبي مع الجهراء، بينما واصل العربي انتصاراته، ومازال الكويت يطارده.

Ad

يقترب العربي رويدا رويدا من استعادة لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ الظفر به في موسم 2001-2002، بفوز غال على النصر، ويواصل الكويت مطاردته للمتصدر بفوز ثمين على الشباب، وتراجع القادسية، وتقلصت حظوظ الجهراء بقوة بعد تعادلهما سلبيا ضمن منافسات الجولة الـ19 لدوري ڤيڤا.

ولم تسفر الجولة عن جديد سوى ارتفاع ملحوظ في المستوى عن الجولات الثلاث الماضية، حيث لم يشهد الترتيب من الأول للخامس جديدا، لكن يمكن القول إن الجهراء والقادسية أجهزا على بعضهما فقط، ففوز فريق على الآخر كان سيبقيه في دائرة المنافسة بقوة، لكن كلا منهما يمني النفس راهنا بتعثر الأول والثاني، بجانب تحقيقهما الانتصارات، وهو أمر يبدو مستبعدا، في المقابل فإن العربي هو الفريق الوحيد في البطولة الذي يمتلك تحديد مصيره بسواعد لاعبيه.

وسيكون الموقف في الجولات السبع المتبقية مشتعلا بين الأخضر والأبيض، وستلعب مواجهتهما معا في الجولة الـ22 دورا مؤثرا في تحديد وجهة اللقب... "الجريدة" تلقي الضوء على الأندية محور الأحداث في الجولة الـ19 من خلال هذا التحليل:

العربي ممتع

ضربت جماهير العربي مجددا المثل في شحن اللاعبين معنويا، حينما تواجدت بكثافة في مدرجات استاد علي صباح السالم بنادي النصر، الأمر الذي نجح في استفزاز اللاعبين وجعلهم يقدمون مستوى رائعا، وتم تتويجه بتحقيق الفوز على النصر بثلاثة أهداف دون رد.

وأكد اللقاء وصول لاعبي العربي إلى مرحلة رائعة من الانسجام والتناغم، وأن الأردني أحمد هايل يقدم المستوى الأفضل له في موسمه الثالث مع الأخضر، رغم ان المسؤولين عقدوا النية في نهاية الموسم الجاري على الاستغناء عن خدماته، وبات هايل اسما على مسمى: تحرك بكرة وبدون كرة وأهداف غزيرة في الفترة الأخيرة جعلته المهاجم الأول في الفريق راهنا، في ظل تواجد الحاضر الغائب فراس الخطيب.

وبغض النظر عن مرحلة تجديد الدماء التي يمر بها العنابي حاليا، فإن هذا الأمر لا يبخس حق الأخضر في الفوز والمستوى والظفر بنقاط المباراة الثلاث عن جدارة واستحقاق شديدين.

الكويت متألق

أما الكويت فقد واصل مطاردته للعربي، وبات منافسه الأول على اللقب فعليا، ووصل إلى مرحلة الاستقرار الفني بتحقيق انتصارات عريضة مصحوبة بعدد كبير من الأهداف، آخرها هزيمة الشباب في عقر داره بخماسية، وأهم ما يميز الجهاز الفني الحالي بقيادة محمد إبراهيم اعتماده على أكبر عدد ممكن من اللاعبين، الأمر الذي جعل مستوى الجالسين على مقاعد البدلاء متساويا مع الأساسيين.

ونجح الأبيض في تحقيق العديد من الإيجابيات في اللقاء، أهمها الفوز بالنقاط الثلاث، والإبقاء على فارق النقاط الخمس مع الأخضر، والوقوف على مستوى عدد كبير من اللاعبين، أما السلبيات فتتمثل في إصابة نجم الفريق الصاعد الواعد أحمد حزام الشمري.

وبات المحترفان العمانيان عبدالعزيز المقبالي وعبدالسلام عامر يمثلان لغز محيرا، فالمستوى الذي يقدمه كل منهما منذ التعاقد معهما أقل كثيرا من طموح مسؤولي النادي، لذلك ليس من المستغرب الإبقاء عليهما في مقاعد البدلاء.

الجهراء والقادسية «سلبية»

لم يقدم الجهراء والقادسية ما يشفع لأحدهما بتحقيق الفوز، فأصحاب الأرض لعبوا من أجل عدم الخسارة في المقام الأول، والدليل تحفظهم الزائد عن الحد طوال زمن اللقاء، رغم ان إمكاناتهم تؤهلهم لهز شباك الأصفر، ومن المؤكد أن المسؤول الأول عن هذا الأداء العقيم هو الجهاز الفني، الذي لم يتدخل في تغيير أسلوب اللاعبين وحثهم على الهجوم.

في المقابل، سيطرت حالة من العصبية على أداء القادسية، الذي وصل لاعبوه إلى مرمى المنافس في أكثر من منافسة، لكنهم افتقدوا التركيز فأهدروا أكثر من فرصة خطيرة، ومن المؤكد أن اعتراض القائد بدر المطوع على حكم اللقاء علي محمود بسبب وبدون سبب انعكس سلبا على أداء زملائه، لاسيما ان المطوع قدوة حسنة لجميع اللاعبين!

باختصار شديد، ابتعد الأصفر عن المنافسة، وإن صح التعبير بات خارج المنافسة، ما لم تحدث معجزة، في زمن انتهت به المعجزات، والواقع يؤكد أن المتبقي على البطولة 7 جولات حصيلتها 21 نقطة، لكن الواقع ذاته يشير إلى أن الأصفر بعيد عن مستواه، ولاعبيه مشتتي التفكير، والإدارة تفكر في كيفية وقف زحف قائمة أبناء النادي!

السالمية لديه الأفضل

بدوره، حقق السالمية الأهم، وهو الفوز على التضامن، وإضافة ثلاث نقاط إلى رصيده، لكن الفريق لم يظهر بمستوى مقنع، وبالطبع لديه الأفضل ليقدمه، خصوصا أنه اكتفى بهدفين فقط في مرمى التضامن "المستسلم" وأهدر ضعفهما.

وهناك فارق كبير بين السماوي الذي سحق القادسية بسداسية، والسماوي الذي هزم التضامن وبدا على لاعبيه التأثر بشكل لافت للنظر بالخسارة أمام العربي في الجولة السابقة، وهي الخسارة التي أوقفت طموحه في المنافسة على اللقب.

كاظمة رائع

من جانبهم، ضرب لاعبو كاظمة موعدا مع التألق والمستوى الرائع الذي لو قدمه السماوي في عدد كبير من المباريات لدخل زمام الأندية المنافسة على لقب البطولة، وتؤكد مباراة الساحل، التي حسمها البرتقالي لمصلحته بأربعة أهداف لهدف، أن الفريق يمتلك إمكانات جيدة، يمكن استغلالها في الموسم المقبل، من أجل احتلال مراكز أفضل في حال استمرار داسيلفا.

وهناك ملاحظتان على البرتقالي: الأولى استعادة يوسف ناصر حاسته التهديفية العالية، فلا تكاد تخلو مباراة في المرحلة الأخيرة من هدف له، والأخيرة ارتفاع الروح المعنوية للاعبين بعد الفوز على المنامة في عقر داره، ومن ثم الاقتراب من التأهل لدور الثمانية للبطولة الخليجية.

أرقام من الجولة

• شهدت الجولة الـ19 إحراز 21 هدفا بمعدل تهديفي 3 اهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل جيد للغاية، لكن ليس الأفضل في البطولة.

• 6 مباريات انتهت بالفوز، بينما حسم التعادل السلبي نتيجة مباراة واحدة، تلك التي جمعت الجهراء مع القادسية على استاد مبارك العيار.

• ثلاث ركلات جزاء احتسبت في هذه الجولة ونفذت بنجاح، بواسطة محترف اليرموك البرازيلي دانيال في شباك كاظمة، ومحترف اليرموك التونسي مهدي بن حرب في شباك خيطان، ولاعب السالمية فيصل العنزي في شباك التضامن.

• تصدر محترف كاظمة البرازيلي فابيانو صدارة قائمة الهدافين برصيد 17 هدفا، في حين تراجع محترف العربي السوري الغائب عن هذه الجولة إلى المركز الثاني بـ14 هدفا، ثم محترف السالمية الايفواري جمعة سعيد في المركز الثالث وله 12 هدفا، أما لاعب القادسية عبدالعزيز المشعان فما زال يتصدر قائمة الهدافين المحليين بـ8 أهداف، ويتبعه لاعب كاظمة ناصر فرج بـ7 أهداف، ثم يوسف ناصر وبدر المطوع ولكل منهما 6 أهداف فقط.

لقطات

• دعوة أطلقتها جماهير العربي بضرورة التواجد في مدرجات استاد علي صباح السالم بالحضور بالدشداشة والجريمبة، عدد كبير من الجماهير استجاب للدعوة، ما اضفى على المدرجات طعما خاصا.

• لافتة مستفزة رفعتها جماهير الجهراء ترحب بها بفريق القادسية تحت مسمى "مرحباً الزعيم الملكي"، واستفزت اللافتة بالطبع جماهير العربي!

• أرضية ملعب الشباب الجيدة كانت القاسم المشترك بين الجهازين الفني والإداري ولاعبي الكويت قبل وبعد مواجهتهم مع الشباب.

• يوم بعد آخر تزداد الانتقادات لمحترفي الكويت العمانيين عبدالعزيز المقبالي وعبدالسلام عامر، الأمر الذي يمهد لعدم تجديد عقديهما.

• رغم أن التعادل مع القادسية كان بطعم الخسارة فإن الجهاز الفني لفريق الجهراء بدت عليه السعادة بعد انتهاء اللقاء.

كريم يتحفظ عن أداء التحكيم

أبدى مدير الكرة في الجهراء، يوسف كريم، تحفظه عن أداء طاقم التحكيم بقيادة الحكم الدولي علي محمود في مباراة فريقه أمام القادسية، التي انتهت من دون أهداف، قائلا إن الجهراء كان الأقرب للفوز في مواجهة القادسية، بالنظر إلى أدائه في المباراة إلى جانب الفرص التي لاحت لكل فريق.

وأضاف كريم أن حكم المباراة تغاضى عن ركلة جزاء صحيحة من وجهة نظره، إلى جانب قرارات أخرى مؤثرة في المباراة.

واعتبر خسارة نقطتين في الوقت الحالي من عمر الدوري، أمرا مؤثرا على مسيرة الفريق وطموحه في تحقيق أمل الجماهير بحصد اللقب.