السيسي يفتتح المؤتمر الاقتصادي ويدعو العالم إلى الاستثمار

نشر في 14-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2015 | 00:01
No Image Caption
• 100 دولة مشاركة واستبعاد إيران وتركيا وإسرائيل

• كيري يشيد بتطبيق الحكومة إصلاحات اقتصادية

• محلب لـ الجريدة•: وقعنا عقوداً مع مستثمرين عرب والأيام المقبلة ستشهد مزيداً من الشراكة مع الخليج
افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، فعاليات المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، وسط مشاركة دولية واسعة وحضور عربي لافت، في وقت أكد رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب حرص بلاده على توفير جميع عوامل نجاح المؤتمر.

وسط حضور دولي واسع، أطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ على مدار ثلاثة أيام تنتهي غداً، وتشارك في أعماله وفود 100 دولة و25 منظمة إقليمية ودولية، وتبذل القاهرة مساعي للاستفادة من المؤتمر في ضخ استثمارات ضخمة في مفاصل الاقتصاد المصري لانتشاله من تعثره الممتد منذ ثورة 25 يناير 2011.

السيسي ألقى رسالة ترحيب بضيوف المؤتمر الذي يحمل شعار «دعم وتنمية الاقتصاد.. مصر المستقبل»، داعياً دول العالم إلى الاستثمار في بلاده خلال المرحلة المقبلة.

ويستهدف المؤتمر في المقام الأول، تسليط الضوء على الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي أجرتها الحكومة، وعلى رأسها إجراءات خفض دعم الطاقة والتعديلات التشريعية على قوانين الاستثمار وشملت حزمة تحفيز استثمارية، فضلاً عن التعديلات الضريبية التي أعلنت عنها الحكومة في الأيام القليلة الماضية.

توقيع عقود

وفيما بدت مدينة شرم الشيخ في أبهى صورها أمس، كشف رئيس الحكومة إبراهيم محلب لـ«الجريدة» أن حكومته وقعت بالفعل عدة عقود مع مستثمرين عرب فور وصولهم إلى مصر، مشدداً على أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الشراكة الاقتصادية بين القاهرة ودول الخليج (السعودية والإمارات والكويت)، وأشار إلى أن القاهرة ستعرض 22 مشروعاً عالمياً خلال فعاليات المؤتمر أهمها محور قناة السويس، مضيفاً: «هناك مشروعات تتعلق بالبنية التحتية لمصر، منها إنشاء مدارس ومشاف ومحطات لتوليد الكهرباء».

وأكد محلب أن مصر تمتلك موارد بشرية ضخمة، هي حجر الزاوية في عمليات التنمية المقبلة، مبيناً أن الاتفاقيات التي تعقد حالياً يتم الاشتراط فيها على أن تستخدم العمالة المصرية، وذلك بهدف القضاء على البطالة.

وأشار إلى أن حكومته بصدد العمل على تقديم مزيد من الإصلاحات الاقتصادية وإصلاح منظومة القوانين للعمل على تيسير عمليات الاستثمار، وأشاد بحجم دعم دول الخليج إلى مصر، مستطرداً بأن «الإقبال على المؤتمر فاق المتوقع».

تنفيذ المشروعات

في السياق، كشف مصدر حكومي رفيع المستوى لـ«الجريدة»، أنه تم إنشاء لجنة مصرية تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة تكون مهمتها متابعة تنفيذ جميع المشروعات التي سيتم الاتفاق عليها خلال المؤتمر، على أن تتولى اللجنة التي يرأسها إبراهيم محلب، رفع تقارير دورية للرئيس السيسي، فضلاً عن توليها عمليات التنسيق مع المستثمرين الأجانب لحل أي أزمة تواجههم بشكل فوري.

أمنياً، تحولت مدينة «شرم الشيخ» إلى ثكنة عسكرية، في ظل تشديدات أمنية غير مسبوقة لتأمين الوفود المشاركة. وعقد وزير الداخلية مجدي عبدالغفار اجتماعاً مع قيادات الوزارة في شرم الشيخ أمس الأول، لمراجعة خطة التأمين.

مجموعات قتالية

وقال مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، اللواء مدحت المنشاوي، لـ«الجريدة»، إن «40 مجموعة قتالية تعمل على تأمين منطقة شرم الشيخ بالتنسيق مع القوات المسلحة، فضلاً عن وجود قوات الانتشار السريع على جميع مداخل ومخارج المدينة».

وأشار المنشاوي إلى أن «قوات الأمن انتشرت بشكل كامل على أطراف شرم الشيخ، لعدم السماح لأي شخص بالدخول إلى المدينة السياحية، إلا إذا كان يحمل تصريحاً أمنياً أو دعوة رسمية لحضور المؤتمر»، نافياً أن يكون الاهتمام بتأمين فعاليات المؤتمر له تأثيرات سلبية على الأمن في الداخل المصري، وأشار إلى أن هناك خطة لتأمين القاهرة والمحافظات خلال فترة المؤتمر.

مشاركة واسعة

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية مشاركة وفود 100 دولة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب 25 منظمة إقليمية ودولية في المؤتمر، وتشمل المشاركة جميع الدول العربية بما فيها قطر وكذلك الدول الإفريقية، إلى جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية والآسيوية وأميركا اللاتينية، وبلغ عدد المشاركين 2500 مشارك.

وقالت مصادر في «الخارجية»، إنه لم تتم دعوة تركيا وإيران وإسرائيل، نظراً إلى عدم انطباق المعايير التي وضعتها القاهرة في الدول المستثمرة في مصر على تلك الدول.

دعم أميركي

من جهة أخرى، عقد السيسي جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري فور وصول الأخير إلى شرم الشيخ أمس، تناولت جميع ملفات علاقات التعاون المشترك بين القاهرة وواشنطن، في ظل توتر سياسي بين العاصمتين، مع اختلاف الرؤى حول التعاطي مع ملف الأزمة الليبية، الذي تتمسك فيه واشنطن بضرورة الحل السياسي، بينما تفضل القاهرة استخدام القوة لردع «داعش ليبيا» بالتوازي مع الحل السياسي.

وبدا أن واشنطن على استعداد للمضي قدماً في علاقاتها الاقتصادية بمصر مع تجنيب الخلاف السياسي مع القاهرة، إذ تعهد كيري بمساندة الولايات المتحدة لمزيد من الإصلاحات المصرية في المجال الاقتصادي، وحثّ رجال الأعمال على الاستثمار في مصر، وأشاد بتطبيق الحكومة المصرية إصلاحات اقتصادية تهدف إلى استعادة ثقة المستثمرين وصفها بـ«الجريئة».

عقد السيسي جلسة مباحثات مع نظيره الفلسطيني والعاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش المؤتمر.

وقال مصدر مصري مسؤول لـ«الجريدة» إن القمة الرباعية تناولت آخر المستجدات على الساحة السياسية، خاصة ملف القضية الفلسطينية، والاتصالات المتعلقة بالعودة إلى مجلس الأمن للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الصورة، السيسي مجتمعاً بالملك عبدالله الثاني وعباس وكيري في شرم الشيخ أمس                              (الجريدة)

back to top