لا شك في أن النص الضعيف، المونتاج الموسيقي غير الضروري، الشخصيات غير المحبوبة، وعمليات التحريك (الأنيماشين) غير المتقنة تحول Home إلى فيلم ممل جداً، حتى إن الفضائي إي. تي. قد يستخدم اتصاله ليخاطب دار السينما مطالباً بإعادة أمواله.
حتى مَن أعد الإعلان لهذا الفيلم لا يملك فكرة واضحة عما يدور فيه. يروَّج للفيلم على أنه قصة تيب (ريهانا)، فتاة تحاول العثور على منزلها. في الواقع، تعرف تيب جيداً أين يقع منزلها، إلا أن فضائيين جبناء (يُدعون بوف) خطفوا أمها (جنيفر لوبيز)، وقد اختاروا الأرض مخبأ لهم هرباً من جنس الفضائيين المقاتل الذي يطاردهم.{أوه} (جيم بارسونز) فضائي خيّر لا ينفك يرتكب الأخطاء. غير أن خطأه الأخير قد يتسبب بهلاك جنسه. لكنه ينسى أمر الموت والدمار الوشيك ليساعد تيب في العثور على أمها.قصة بسيطةتبدأ مشاكل هذا الفيلم مع نص لجون ج. أستل ومات إمبر مقتبساً عن كتاب The True Meaning of Smekday لآدم ريكس. فتبدو القصة بسيطة جداً، حتى إن الشخصيات لا تجد ما تفعله خلال 80% من الفيلم. فيؤدي ذلك إلى مشاهد طويلة يتجول خلالها أوه وتيب في سيارتهما الطائرة، متوجهين إلى أستراليا حيث خُزن كل سكان العالم.كانت هذه الرحلة ستبدو ممتعة لو أن الدعابات ليست باهتة. إليك مثالاً لذلك: قول أوه إنه مد ذراعيه في الهواء كما لو أنه لا يأبه بعد سماع بعض الموسيقى. كانت هذه الدعابة ستُعتبر مضحكة قبل 20 سنة.كانت ستبدو مضحكة أيضاً لو لم يكن بارسونز الصوت وراء الشخصية. فقد قدم عملاً متقناً جداً في أدائه دور شيلدون الغريب الأطوار في فيلم The Big Bang Theory، حتى بات عمله مع شخصية أوه أشبه بتسجيل من هذا البرنامج التلفزيوني. فلا يحتوي أي تفصيل جديد أو مختلف.فجوات وثغراتيحتوي Home مواد كافية ليكون كتاباً للأولاد، إلا أن تحويله إلى فيلم طويل يولد فيه الكثير من الفجوات والثغرات. وقد عمد معدو هذا الفيلم إلى ملء هذه الفجوات بمقطوعات موسيقية طويلة، منها أغانٍ لريهانا. صحيح أن أداءها الشخصية لا بأس به، إلا أنه ليس مميزاً بما يكفي ليجعل هذا الفيلم عملاً لا يُنسى.ومع أن حبكة Home بسيطة ومحدودة، لكنها تعاني مشاكل كبيرة. يتبين أن الفضائيين الجبناء مطاردون بسبب حدث وقع خلال محادثات سلام. ولكن لو لم يتسببوا بمتاعب قبل المفاوضات، فلمَ يخوض الجنسان محادثات سلام إذاً؟أضف إلى ذلك الكائنات الفضائية. يدفع نجاح فيلم Despicable Me بسبب شخصيات صغيرة محبوبة معدي أفلام الأنيمايشن إلى تصميم شخصياتهم لتكون صغيرة ومحبوبة بدورها. لكنها ليست كذلك في هذا الفيلم. فهي مزعجة وحتى مخيفة بعض الشيء. على سبيل المثال، تجعلها الكريات المستخدمة لابتكار شعر الوجه تبدو أشبه بولد في الثالثة من عمره عطس لتوه ويحتاج إلى منديل.إذاً، تبدو كامل أوجه Home أقرب إلى نسخة بدائية من فيلم خيال علمي أفضل. حتى عملية التحريك (الأنيمايشن) تفتقر إلى الابتكار. تكمن المشكلة في أن تصميم الفضائيين باهت، حتى إن المصممين لم يتوصلوا إلى أي فكرة ملهمة غير جعل البوف يبدلون لونهم للتعبير عن مشاعرهم. فما هو لون السأم؟قد يستمتع مَن هم في الثالثة أو الرابعة من عمرهم بفيلم مماثل، إلا أن الأهل سيُضطرون إلى الجلوس بسأم ومشاهدة هذه المعمعة الكرتونية وهم يفكرون في المنزل، متناسين كل ما يدور أمامهم على الشاشة.
توابل - Movies
Home اسم على مسمى: ابقَ في البيت
14-04-2015