مساعد دي ميستورا في دمشق وميزانية «البنتاغون» تشمل «الحُر»

نشر في 14-12-2014 | 00:10
آخر تحديث 14-12-2014 | 00:10
No Image Caption
● مقبرة في دير الزور وقوات النظام تصمد في مطارها
● «داعش» يذبح في حمص ويروّج لسيطرته على كوباني
غداة إقرار الكونغرس ميزانية «الدفاع» لعام 2015 بقيمة 584 مليار دولار تشمل تمويل العمليات ضد تنظيم «داعش» وتدريب «الجيش الحر»، وصل مساعد المبعوث الدولي إلى دمشق، أمس، حيث التقى مسؤولي النظام، وسط حديث عن تحضيرات لمفاوضات "جنيف 3" المرفوضة من دمشق.

بعد أيام من اجتماعات «بناءة» أجراها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في تركيا مع مجموعات من المعارضة السورية، بدأ مساعده، أمس، زيارة الى دمشق التقى خلالها مسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي جولييت توما، في تصريح لوكالة فرانس برس، إن «مساعد دي ميستورا، رمزي عزالدين، وصل الى دمشق لإجراء عدد من اللقاءات مع مسؤولين سوريين».

وكان دي ميستورا أجرى الاثنين الماضي لقاءات مع مجموعات من المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة، تناولت مبادرته حول «تجميد القتال» في مدينة حلب في شمال سورية.

ويركز المبعوث الأممي جهوده للحصول على تأييد دولي لخطته من أجل الصراع السوري، حيث حصل أثناء وجوده في لندن، على تأييد الحكومة البريطانية لتجميد جبهات القتال، لكن المسؤولين البريطانيين الذين اجتمعوا معه شددوا على أهمية ألا يستفيد نظام الأسد من وقف إطلاق النار للسيطرة على مناطق جديدة.

ويتوجه دي ميستورا إلى بروكسل للاجتماع مع وزراء الاتحاد الأوروبي، وسط حديث عن تحضيرات لـ «جنيف 3»، الأمر الذي يرفضه الأسد، حسب مصادر في دمشق.

من جهته، يريد النظام خطة لمكافحة الإرهاب، واستعادة نفوذه على مجمل الأراضي السورية، أما المعارضة فتريد مبدئياً ربط تجميد القتال بوقف القصف من قبل النظام وعدم تحريك قواته وإطلاق سراح المعتقلين.

وهذه الشروط وعدم الاتفاق، حتى على نقطة بداية للتفاوض، قد تفشل مساعي دي مستورا، كما أفشلت مساعي سلفيه الأخضر الإبراهيمي وكوفي أنان.

ميزانية «البنتاغون»

وبعد أشهر من المفاوضات، أقرّ الكونغرس الأميركي، أمس الأول، قانون الدفاع للعام 2015 بقيمة 584 مليار دولار تشمل نفقات وزارة الدفاع (البنتاغون) وتمويل العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية وتدريب معارضته المعتدلة.

ويجيز القانون البرامج العسكرية للسنة المالية 2015 التي تمتد من أكتوبر 2014 حتى سبتمبر 2015، وقد أقره مجلس الشيوخ بغالبية 89 صوتا مقابل رفض 11. وكان مجلس النواب وافق عليه الأسبوع الفائت بأغلبية 300 صوت مقابل 119.

وينص قانون الدفاع الوطني على تمديد تدريب وتجهيز المعارضين السوريين في إطار برنامج لم تتم الموافقة عليه إلا في 11 ديسمبر، عبر استخدام أموال مخصصة لـ «البنتاغون».

حرب «داعش»

ويؤكد القانون تخصيص خمسة مليارات دولار للحرب على مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» بينها 3.45 مليارات دولار لنشر قوات أميركية في اطار العملية الجارية في العراق، و1.6 مليار لبرنامج تجهيز وتدريب القوات العراقية والكردية والعشائر السنية على عامين. لكن على الحكومة العراقية أن تتحمل 40 في المئة من كلفة البرنامج.

كما تشمل المبالغ 520 مليون دولار يريد أوباما تخصيصها للجهود الإنسانية والدبلوماسية التي تقوم بها وزارة الخارجية.

لكن، وعلى الرغم من معارضة الرئيس الأميركي، يمدد القانون القيود على إغلاق سجن غوانتانامو في جزيرة كوبا. كما ينص على تمديد منع نقل معتقلي السجن الى الولايات المتحدة المعمول به منذ 2011، رغم معارضة الرئيس الأميركي.

ويلحظ القانون زيادة في أجور العسكريين بنسبة واحد في المئة وإجراءات جديدة لمكافحة الاعتداءات الجنسية داخل الجيش، ويطلب اخضاع العسكريين لفحص سنوي للصحة العقلية.

وفي الإجمال، يجيز القانون 584 مليار دولار للنفقات العسكرية، بينها 554 مليارا       لـ «البنتاغون» للسنة المالية 2015، أي بتراجع 48 مليارا مقارنة بـ2014.

ويتضمن كذلك مراجعة لعشرات من برامج التجهيز العسكري، بحيث يمدد بعضها ويلغي أو يعدل بعضها الآخر. وتشكل النفقات العسكرية أكثر من نصف موازنة الدولة الفدرالية التي ستبلغ في عام 2015 ألفا و14 مليار دولار من دون أن تشمل النفقات الاجتماعية.

مقبرة جماعية

ميدانياً، تم العثور على مقبرة جماعية في دير الزور تضم 11 جثة من أبناء عشيرة واحدة قتلوا بيد المتطرفين في وقت سابق، وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشطاء.

وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأسد استهدفت حي جوبر بغاز الكلور السام، موقعة إصابات عدة في صفوف الثوار. كذلك تدور اشتباكات عنيفة في محيط القابون في دمشق، قامت على إثرها قوات النظام باستهداف منازل المدنيين بالرشاشات الثقيلة.

مطار دير الزور

كما أحبطت القوات النظامية السورية هجوما جديدا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مطار دير الزور العسكري في شرق البلاد، وفق ما ذكر المرصد السوري، مشيرا إلى مقتل 9 عناصر من التنظيم الجهادي في الاشتباكات التي تلت الهجوم.

وقال المرصد في بريد الكتروني «قتل 9 مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية خلال هجوم جديد نفذه التنظيم على مطار دير الزور العسكري، عقب تفجير مقاتلي ليبي نفسه بدبابة مفخخة في محيط المطار، بعد منتصف ليل الخميس الجمعة».

وتلت التفجير اشتباكات بين الطرفين استمرت حتى ظهر اليوم. وقال المرصد إن «بين المقاتلين الذين لقوا مصرعهم، أربعة من الجنسية السورية، واثنان من الجنسيتين التونسية والمغربية»، مشيرا الى أن قوات النظام «سحبت جثث ثلاثة منهم وجالت بهم في الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، بعد تعليقها على سيارة». ويعتبر مطار دير الزور العسكري «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سورية. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة

حمص وكوباني

وفي حمص، قال المرصد، أمس، إن قوة الشرطة التابعة لتنظيم «داعش» في غرب سورية ذبحت أربعة رجال بتهمة «سب الله عز وجل». ونشر المرصد تقريرا عن واقعة مماثلة يوم الثلاثاء، عندما ذبح التنظيم رجلا في ساحة بلدة بشمال البلاد. كما ذكر المرصد أن التنظيم رجم رجلا وامرأة حتى الموت بتهمة الزنا في مدينة منبج بشمال سورية بعد صلاة الجمعة.

وفي كوباني، رفضت وزارة الدفاع الأميركية ما يُروّج له «داعش» من خلال فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر فيه سيطرته على مسار المعارك في مدينة كوباني، بحيث تفيد جميع الأنباء الواردة من المدينة بأن الوضع العسكري يراوح مكانه، ويميل في كثير من الأحيان لمصلحة المقاتلين الأكراد.

ويحاول المتطرفون نفي هذه الأنباء عن طريق الفيديو الذي صور عن طريق كاميرا مثبتة على طائرات من دون طيار فوق سماء المدينة، ويشرح كيف يقاتل التنظيم في المدينة باستخدام السيارات المفخخة، التي تظهر ثلاث منها بشكل متزامن ثم تنفجر واحدة تلو الأخرى في جهات مختلفة من كوباني.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top