«وثيقة الرياض»: إسقاط الانقلاب وإعادة بناء الجيش والأقاليم

نشر في 20-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-05-2015 | 00:01
No Image Caption
• الإعلان يدعو إلى معاقبة قادة التمرد وإيجاد منطقة آمنة تعمل منها الشرعية وتعويض المتضررين
• الملك سلمان: مستمرون في الإغاثة
• هادي وبحاح: لا مفاوضات مع المتمردين قبل إلقائهم السلاح
تمخض مؤتمر «انقاذ اليمن» الذي اختتم أعماله أمس في الرياض عن إعلان وثيقة تضمنت مبادئ من بينها إسقاط الانقلاب وإعادة بناء الجيش. وبينما تتلاشى فرص الحل السلمي للأزمة اليمنية، اشترط نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح إلقاء الميليشيات الحوثية للسلاح قبل إجراء أي مفاوضات، في وقت شن طيران التحالف أولى غاراته على صنعاء منذ انتهاء الهدنة.

بعد ثلاثة أيام من النقاشات، اختتمت في العاصمة السعودية الرياض أمس أعمال مؤتمر «إنقاذ اليمن» بمشاركة 400 شخصية من كل أطياف المجتمع اليمني، وبغياب الميليشيات الحوثية وبعض فصائل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بالإعلان عن «وثيقة الرياض».

وناقش المؤتمر، الذي عقد برعاية الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، سبل استعادة مؤسسات الدولة التي سيطر عليها الحوثيون، إضافة إلى إعادة بناء الجيش اليمني.

وثيقة الرياض

وأكدت الوثيقة أن «الفساد وسوء الإدارة خلال حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح أدى إلى تدهور الوضع». وأشارت إلى أن «إيران ساهمت في زعزعة الاستقرار بدعم انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح وتقويض العملية السياسية».

وشددت وثيقة الرياض على دعم الشرعية ومشاركة أبناء اليمن في بناء الدولة، ورفض الانقلاب وإسقاطه وما ترتب عليه ومحاسبة المتورطين فيه، والالتزام بمبدأ الشراكة الوطنية، وضرورة محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، ووقف التعامل المالي والدبلوماسي مع الانقلابيين الحوثيين في صنعاء، وإشراك الحراك الجنوبي السلمي المؤيد للشرعية.

ونصت الوثيقة على دعم المقاومة الشرعية، والالتزام بالقرار الدولي 2216، وتقديم الإغاثة للنازحين، وإعادة المهجرين وتعويض المتضررين، خصوصاً في محافظة صعدة، والشروع في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، وبناء دولة مدنية اتحادية، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة، وسرعة إيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية للسماح للحكومة «الشرعية» بممارسة مهامها داخل البلاد، واستخدام كافة الأدوات السياسية والعسكرية لإنهاء التمرد.

كما تضمنت وثيقة الرياض وضع استراتيجية الوطنية لمحاربة العنف والإرهاب، وإعادة الإعمار في المناطق خاصة المتضررة منها، والعمل مع مجلس التعاون لتأهيل اليمن اقتصادياً.

العاهل السعودي

من جهته، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة ودول تحالف إعادة الشرعية استجابت لدعوة الرئيس هادي، مضيفاً: «نتطلع أن تسهم عملية إعادة الأمل في استقرار اليمن».

وقال الملك سلمان، في كلمة وجهها في ختام المؤتمر وألقاها نيابة عنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن «مؤتمر إنقاذ اليمن يأتي في منعطف تاريخي للمنطقة بأكملها»، مشيرا إلى استمرار وقوف المملكة إلى جوار الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإغاثية.

هادي

بدوره، اعتبر هادي في كلمته أن «مؤتمر إنقاذ اليمن اكتسب شرعية وطنية ودولية»، مؤكداً دعم أي جهد دولي يلتزم بالمرجعيات التي يجمع عليها اليمنيون، لافتاً إلى أن إعلان الرياض الذي صدر عن المؤتمر سيوزع على أعضاء مجلس الأمن ليكون وثيقة دولية.

وأشار هادي إلى أن «الأولوية اليوم هي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وجميع القرارات ذات الصلة». وقال إن «ميليشيات الحوثي وصالح قرأت الهدنة بشكل خاطئ» وحملهما مسؤولية أعمال القتل.

ودعا هادي المقاومة الشعبية إلى الثبات مؤكداً أنه «لا بد للحق أن ينتصر وسنعود إلى اليمن».

غارات على صنعاء

في غضون ذلك، شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية أمس أول غاراته منذ نهاية الهدنة على صنعاء ليل الأحد الماضي، في وقت تتضاءل فرص الحل السلمي بعد تأكيد نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح أن أي مفاوضات لن تجرى مع الحوثيين حتى يتراجعوا عن انقلابهم ويلقوا السلاح.

واستهدفت الغارات تجمعات للحوثيين ومخازن أسلحة تابعة لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق المتحالف مع المتمردين في منطقة فج عطان جنوب صنعاء وفي جبل النهدين المطل على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقة. كما استهدفت غارات دار الرئاسة الذي يقع تحت جبل النهدين ودمرت غارة للتحالف منزل نجل الرئيس السابق أحمد صالح.

وشن طيران التحالف سبع غارات على مخازن الأسلحة في نقطة واحدة في جبل نقم المطل على صنعاء. وفي محافظة صعدة الشمالية، شن طيران التحالف 15 غارة استهدفت تجمعات للمتمردين ومخازن أسلحة في المناطق القريبة من الحدود مع السعودية.

وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع في الحديدة غرب البلاد وفي تعز وعدن بالتزامن مع تواصل الاشتباكات على الأرض بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمتمردين.

1850 قتيلاً

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة في جنيف أمس أن أعمال العنف في اليمن خلفت 1850 قتيلاً وتسببت بنزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية مارس. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ «أوشا» إن أعمال العنف خلفت كذلك 7394 جريحاً حتى منتصف مايو.

(الرياض، جنيف ــ

أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top