أنهى العربي الدور الأول لدوري ڤيڤا متصدرا، برصيد 32 نقطة، ويبدو الصراع على القمة مشتعلا بين خمسة أندية أخرى، رغم انخفاض المستوى بشكل لافت للنظر.

Ad

عن جدارة واستحقاق شديدين انهى العربي الدور الأول لبطولة دوري ڤيڤا لكرة القدم، متربعا على القمة برصيد 32 نقطة، ما يؤكد أن الفريق بات قادرا بالفعل على استرداد لقبه الغائب عن خزائنه منذ الموسم الرياضي 2001-2002.

ومن المؤكد ان غياب البطولة عن القلعة الخضراء طوال هذه المدة جعلت البعض يشككون في قدرته على المنافسة على اللقب الحالي، وزادت الظنون، إن لم تكن تضاعفت وباتت أشبه باليقين، عندما خسر أمام السالمية على أرضه ووسط جماهيره بثلاثة أهداف لهدفين في الجولة الخامسة، إذ اعتقد المشككون أن عقد الأخضر انفرط سريعا!

ولعل الملاحظ هذا الموسم، رغم تفاوت المستوى من جولة لأخرى، ومن مباراة لأخرى، أن المنافسة على اللقب حامية الوطيس بين الكويت "الوصيف" بـ31 نقطة، والقادسية "الثالث" بـ29 نقطة، إضافة إلى أن السالمية والجهراء "الرابع والخامس" بـ27 نقطة، وكاظمة "السادس" بـ26، مازالت في أجواء المنافسة ولم تبتعد، حيث إن الفارق بين السادس والأول 6 نقاط فقط، أي يمكن تعويضها بسهولة.

وتلقي "الجريدة"، في تقريرها، الضوء على مستوى الأندية التي تمثل بؤرة الاهتمام للبطولة في هذا الموسم بتوسع، مع إلقاء نظرة سريعة على بقية الأندية المشاركة في دوري ڤيڤا.

العربي يتصدر بجدارة

ولعل الموسم الجاري هو الأفضل للعربي، الذي استعاد فيه عافيته، وعاد مثلما كان تخشاه جميع الأندية، والدليل فوزه بلقب كأس سمو ولي العهد على حساب الكويت بأربعة أهداف لهدفين، وأبرز ما يميز الفريق هذا الموسم، بجانب مستواه الفني الجيد، جماهيره الوفية التي تدعمه في جميع المباريات بأعداد كبيرة، لتدب الروح مجددا في الملاعب.

ولم يفز العربي باللقب بعد، ومن المؤكد أنه لن يفوز إلا إذا حافظ على مستواه، وضاعف اللاعبون مجهودهم في المباريات الـ13 المتبقية، على أن يعمل الجهاز الفني بقيادة المدرب القدير الصربي بوريس بونياك، والذي يعلم جيدا "من أين تؤكل الكتف" كما يقولون.

وبرز من الفريق بشدة الموسم الجاري "المايسترو" محمد جراغ الذي استطاع اكتشاف نفسه مجددا، ورغم التألق لم يقع عليه اختيار كل من فييرا، ثم نبيل معلول لقائمة الأزرق، إضافة إلى حميد القلاف وعلي مقصيد وخلف أحمد خلف وأحمد إبراهيم والعائد بقوة فراس الخطيب وطلال نايف.

الكويت «وصيف» ولكن!

أما الكويت فيستحق التواجد دون شك في مركز الوصافة، غير أن الأبيض الذي قاده هذا الموسم المدرب عبدالعزيز حمادة، ثم تولى المدرب محمد إبراهيم المسؤولية عنه، فيواجه مشاكل لا حصر لها، لاسيما في خط الدفاع، الذي جعل مرمى الحارس مصعب الكندري متاحا للجميع.

وليس الأبيض كما عهدناه، على الأقل في السنوات الأخيرة، فهو يحتاج إلى عمل دؤوب من "الجنرال" حتى يصبح فريقا بمخالب يخشاه الجميع، بغض النظر عن كون الفارق بينه وبين المتصدر نقطة وحيدة، فهناك أندية لو كانت في حالتها لسحبت البساط من تحته.

وما يثير التساؤلات في الوقت الراهن هو التعاقد مع البرازيليين باستوس وميكاليلي والإيراني رضا قوجان، فثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة، من بينها من تعاقد مع هذا الثلاثي؟ وهل تم الحصول على موافقة حمادة؟ ولماذا طالب إبراهيم بإنهاء عقودهم؟ والبحث عن بدلاء لهم؟ الإجابة الأمثل يمتلكها مجلس إدارة النادي دون سواه.

القادسية يعاني بقوة

وما ينطبق على الكويت ينطبق أيضا على القادسية، الذي لم يقدم نصف مستواه، ولم يظهر بنصف قوته حتى انتهاء الموسم الجاري، القادسية يعاني بقوة هذا الموسم، ولا يمكننا التحدث على الإطلاق عن أن الفارق بينه وبين العربي ثلاث نقاط، فالفريق يظهر بمستوى رائع في مباراة وباهت في مباريات عدة.

وقد يعيد التعاقد مع الغاني رشيد صوماليا والأوزبكي ناغاييف، إلى جانب عودة النجم سيف الحشان، الأمور إلى نصابها السليم والصحيح، خصوصا أن الخطوط الثلاثة تعاني، رغم أن هناك كلاما قويا عن خضوع صوماليا لعملية رباط صليبي مؤخراً، ويمكن إلقاء بعض اللوم على المدرب الإسباني انطونيو بوتشي الذي لم يصل بالطبع إلى طريق الأمل للأصفر!

السالمية أقل من إمكاناته

رغم الإمكانات الهائلة التي وفرها مجلس إدارة السالمية، والتي تتمثل في التعاقد مع فريق كامل، فإن تواجد الفريق في المركز الرابع أقل كثيرا من هذه الإمكانات، وربما يرجع السبب إلى عدم تجانس اللاعبين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، وقد يكون السبب فنيا أيضا، إذ يتحمل الجهاز الفني مسؤوليته، لاسيما ان كل مركز به لاعبون على أعلى مستوى، لكن الفرصة مازالت مناسبة للجهاز للمنافسة على اللقب فعليا، وبالطبع عدم خسارة العديد من النقاط أمام الفرق الصغيرة.

الجهراء ابتعد عن مستواه

ورغم احتلاله المركز الخامس فإن المستوى الذي يقدمه الجهراء في الوقت الراهن أقل كثيرا من المستوى الذي قدمه تحت قيادة البرازيلي داسيلفا، ثم الصربي بوريس بونياك، ما يؤكد أن الخلل الموجود سببه الأخطاء التي وقع فيها مجلس الإدارة.

ومن هذه الأخطاء أخطاء إدارية كشفت الهيئة العامة للشباب والرياضة النقاب عنها، إضافة إلى أخطاء المونتينغري ميودراغ، والأخير تسلم اللاعبين وهم في قمة النضج الكروي، لكنه لم يحسن استغلال قدراتهم بالشكل المطلوب.

كاظمة عاد للخلف

في المقابل، قدم كاظمة موسما استثنائيا في النسخة السابقة، لكن مستواه انخفض بقوة في الموسم الجاري، دون أسباب واضحة أو مفهومة، ولعل القائمين على الكرة في النادي قادرون على تصحيح الأخطاء، حتى يعود البرتقالي كما كان.

الصليبيخات الحصان الأسود

من جهته، يستحق فريق الصليبيخات لقب الحصان الأسود في الموسم الجاري، بعد أن حقق العديد من الانتصارات، ونجح في تقديم مستوى راق تحت قيادة مدربه الكفء ماهر الشمري أنهك به منافسيه، ويحتاج اللاعبون فقط إلى اكتساب الثقة بالنفس من أجل مواصلة المشوار.

سبعة أندية وأسباب متعددة

هناك 7 أندية (خيطان والشباب والنصر والتضامن والساحل واليرموك والفحيحيل، حسب ترتيبها في الدوري) لم تقدم شيئا يذكر في الموسم الجاري، ولم تحقق نتيجة تلفت الأنظار إليها.

والملاحظ أن 5 أندية منها انخفض مستواها بشدة، ليس من بينها الشباب والفحيحيل، ويمكن القول إن النصر ضل طريقه هذا الموسم تماما، كما أن اليرموك تألق مع انطونيو ثم عاد للخلف بقوة بعد رحيله، والأمر نفسه ينطبق على خيطان الحصان الأسود في الموسم الماضي.

ويبدو أن المشاكل المالية والإدارية أنهكت الساحل والتضامن تماما في الموسم الجاري، في حين أن الفحيحيل في واد آخر بعد البعد عن الرياضة!

المحترفون الراحلون والقادمون

شهدت فترة الانتقالات الشتوية، التي أغلقت أبوابها مساء أمس، التضحية بعدد كبير من المحترفين، ويتقدم الاندية التي استغنت عن محترفيها وضمت لاعبين جددا بدلا منهم الكويت الذي انهى عقود البرازيليين باستوس وميكاليلي والايراني رضا قوجان، وضم بدلا منهما العمانيين عبدالعزيز المقبالي وعبدالسلام عارف، واستعاد روجيروي من الشباب السعودي.

كما انهى القادسية عقود محترفه الاسباني داسيلفا، وتعاقد مع الغاني رشيد صوماليا والاوزبكي ناغاييف، كما فسخ التضامن عقود محترفيه البرازيليين تياغو والياسو، وانتقل الأول إلى كاظمة والثاني إلى الجهراء.

في المقابل، تعاقد النصر مع ثلاثة محترفين هم البرازيليان ليو باهيا وتياجو، والتونسي أحمد حران، كما تعاقد الساحل مع ثلاثة محترفين.

أرقام من الدور الأول

● أحرزت في الجولات الـ13 الماضية 253 هدفاً في 91 مباراة بمعدل تهديفي 2.78 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل تهديفي جيد، وشهدت الجولة الثالثة أعلى عدد من الأهداف، بإحراز 29 هدفا، بينما كانت الجولة الثامنة أقل عدداً من الأهداف، حيث سجلت الأندية 16 هدفاً فقط.

● للعام الثالث على التوالي حافظ القادسية على سجله خالياً من الهزائم على أرضه ووسط جماهيره، فقد خسر الفريق آخر مباراة على ملعب محمد الحمد منذ أكتوبر 2012.

● العربي صاحب أقوى هجوم في الدور الأول برصيد 32 هدفا، يليه الكويت في المركز الثاني وله 31 هدفا، في حين ان الفحيحيل هو الأضعف هجوماً وله 4 أهداف فقط، يليه اليرموك بخمسة أهداف.

● ويتصدر الكويت قائمة أفضل خط دفاع، حيث منيت شباكه في 7 مناسبات فقط، يليه العربي الذي اهتزت شباكه بـ8 أهداف، في المقابل فإن خط دفاع الساحل هو الأضعف بعد أن استقبلت شباكه 38 هدفا، ثم الفحيحيل بـ37 هدفا.

● سيطر المحترفون على المراكز الخمسة الأولى في قائمة الهدافين، حيث تربع على القمة مهاجم كاظمة البرازيلي باتريك فابيانو برصيد 12 هدفا، وجاء مهاجم العربي السوري فراس الخطيب في المركز الثاني وله 11 هدفاً، في حين تقاسم مهاجما الجهراء والسالمية فينسيوس وعدي الصيفي المركز الثالث ولكل منهما 10 أهداف، وتبعهما مهاجم التضامن السابق الذي انتقل إلى الجهراء  الياسو في المركز الرابع وله 9 أهداف، ثم مهاجما السالمية والقادسية والكويت جمعة سعيد ودانييل ورضا قوجان في المركز الخامس ولكل منهم 8 أهداف، أمام مهاجم كاظمة ناصر فرج، الذي جاء في المركز السادس وله 6 أهداف فيتربع على قمة الهدافين المحليين.

3 أندية غيرت مدربيها

شهد الدور الأول من بطولة الدوري العام لكرة القدم تغيير 3 أندية مدربيها، حيث جاءت المبادرة من نادي الكويت الذي أعفى المدرب السابق عبدالعزيز حمادة من مهمته، وأسندها إلى المدرب الحالي محمد إبراهيم، ثم أنهى اليرموك خدمات مدربه الإسباني خورخي، وعين بدلا منه المدرب المساعد لويس.

ونظرا للضائقة المالية التي يتعرض لها التضامن حاليا، طالب المدرب الصربي دراغان بفسخ عقده، وقد تحقق له ما أراد، ليرحل ويتسلم المهمة بدلا منه المدرب المساعد عادل مرزوق.