فجَّر تصاعد الخط البياني للانتحار في مصر خلال الآونة الأخيرة مخاوف من تفشي الظاهرة، في ظل وجود محفزات أساسية لذلك، مثل حالات الإحباط الناجمة عن الفقر والضغوط الاقتصادية والتحولات السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد منذ ثورة يناير 2011، مرورا بالإطاحة بحكم جماعة "الإخوان" العام الماضي.

Ad

ولم تكن عملية انتحار المواطن القبطي أشرف صليب، الذي شنق نفسه في محافظة الشرقية شمال القاهرة قبل حوالي أسبوع، لمروره بضائقة مالية، هي الحالة الأولى خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد شهد شهر سبتمبر الماضي 11 حالة انتحار بينها 3 سيدات وطفلة لأسباب متعلقة بسوء الأوضاع المعيشية ومشاكل اجتماعية أخرى.

وشهد شهر نوفمبر فقط أربع حالات انتحار، آخرها شاب في العقد الثالث من العمر، وسبقه انتحار أمين شرطة داخل نقطة شرطة بمحافظة أسيوط بصعيد مصر، إلى جانب انتحار شاب في محافظة الإسماعيلية، وكانت الحالة الأشهر انتحار الناشطة السياسية الشابة زينب مهدي، إثر تعرضها لحالة اكتئاب على خلفية التحولات السياسية والظروف الصعبة التي تعيشها البلاد منذ فترة.

ووسط مخاوف من تنامي حالات الانتحار في مصر أكد مدرس الطب النفسي في جامعة الزقازيق أحمد عبدالله لـ"الجريدة" أن هناك أسبابا مجتمعية وراء ظاهرة الانتحار، أبرزها غياب الترابط الاجتماعي، وأسبابا نفسية منها الضغوط الاقتصادية والحياتية، وهناك أسباب أخرى بيولوجية، مثل تلوث الهواء وسوء التغذية، التي تزيد معدلات الانتحار والعدوانية.

ووصف أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عين شمس السيد ياسين حالات الانتحار التي شهدتها مصر أخيرا بأنها "حالات فردية" لا ترقى إلى الظاهرة، معتبرا ان السبب الرئيسي وراءها الفقر والتهميش.

يذكر ان دراسات حديثة أشارت إلى أن هناك 25 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، و70% من العاطلين عن العمل جامعيون، كما أن دراسة عالمية أخرى صدرت حديثا تصنف الشعب المصري على أنه الثالث عالميا على مؤشر الشعوب التعيسة.