حققت القوات الموالية للشرعية اليمنية والمناهضة للمتمردين الحوثيين تقدماً شمال اليمن واتجهت إلى منطقة البقع داخل محافظة صعدة معقل الحوثيين، في أول تحرك عسكري من نوعه في المنطقة التي تعرضت لقصف عنيف من التحالف العربي.

Ad

وسط تقارير عن انطلاق عملية عسكرية واسعة في محافظة صعدة شمال اليمن معقل المتمردين الحوثيين تحمل اسم "السيوف القاطعة"، سجلت القبائل الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تقدماً في معاقل المتمردين الحوثيين في شمال البلاد، إذ تمكن مقاتلون قبليون مؤيدون لمعسكر الرئيس عبدربه منصور هادي في محافظة الجوف الشمالية، من السيطرة على منطقة اليتمة القريبة من الحدود السعودية.

وأوضحت مصادر، أن المسلحين القبليين حصلوا على دعم جوي من طيران التحالف العربي، وهم يحالون حالياً التقدم باتجاه منطقة البقع التابعة لمحافظة صعدة التي تعد معقل الحوثيين.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع وصول رئيس أركان قوات الجيش الموالية لهادي اللواء محمد علي المقدشي إلى منطقة رملة السبعين القريبة من الحدود السعودية من أجل تنظيم عمل قواته في المنطقة، بحسب مصادر قبلية.

غارات ومعارك

وشن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية أمس، غارات جديدة على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في جنوب اليمن. واستهدفت غارات تجمعات للحوثيين على تلة مطلة على تعز في جنوب غرب البلاد، بعد أن شن هؤلاء هجوماً بقذائف الهاون على أحياء في المدينة.

وخلال ليل الأربعاء ـ الخميس، قتل أربعة مدنيين وأصيب ستة آخرون بجروح في المدينة في قصف نفذه المتمردون. كذلك استهدفت غارات للتحالف مواقع للمتمردين في الضالع بجنوب البلاد إضافة إلى قاعدة العند الجوية في محافظة لحج القريبة. وفي عدن، التي لم تستهدفها غارات منذ يومين سجلت اشتباكات متفرقة على تخوم المدينة بين المتمردين وأنصار هادي المقيم في الرياض.

وقالت مصادر قبلية، إن القيادي الحوثي نبيل الحاشدي قتل أمس الأول في عدن في هجوم شنه مقاتلون موالون لهادي على منزل كان يتحصن فيه، وذكرت المصادر أنه كان مسؤول الارتباط بإيران.

الأحمر

إلى ذلك، شدد رئيس حزب التضامن الشيخ حسين الأحمر في لقاء تلفزيوني على "ضرورة توحيد القيادة العسكرية للمقاومة في اليمن كي تتصدى للمتمردين الحوثيين"، موضحاً أن "هذه القيادة يجب أن تكون مهمتها الإشراف على قيادة جبهات القتال، وأن تكون لديها دراية وخبرة ميدانية وجغرافية".

وطالب الأحمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه خالد بحاح رئيس الحكومة بأن "يصدرا قرارات عاجلة وحاسمة بتوحيد صفوف المقاومة".

مؤتمر جنيف

في غضون ذلك، أعلن المتمردون الحوثيون موافقتهم على المشاركة في المحادثات التي دعت اليها الأمم المتحدة في 28 الجاري في جنيف، بينما اعلن مشاركون في "مؤتمر الرياض" للحوار اليمني الذي اختتم قبل أيام، مقاطعتهم للمحادثات واشترطوا تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

وأكد عضو المكتب السياسي في جماعة "أنصار الله" الحوثية علي القحوم أمس، موافقة الحوثيين و"جاهزيتهم التامة للمشاركة في مؤتمر جنيف"، مضيفاً: "قد أبلغنا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بأننا موافقون على الحوار شرط أن يكون في بلد محايد حيث تم الاتفاق على أن يعقد هذا الحوار في جنيف".

وأوضح القحوم أن الشرط الذي قدمته حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بضرورة انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة ومن المحافظات اليمنية، "هو عرقلة واضحة لإفشال هذا الحوار الذي اتى برعاية أممية".

وتابع :"اليوم الرئيس اليمني غير الشرعي عبد ربه منصور هادي وجميع من في الرياض أثبتوا أنهم عملاء للمملكة العربية السعودية وأنهم هم من جروا البلاد نحو دائرة العنف"، وأضاف أنه "على تلك القوى السياسية أن تنضم إلى طاولة الحوار للتفاهم والاتفاق على كل الأمور السياسية، أما أن تعطي شروطاً فنحن لن نقبل بشروطها، ولن نسلم مؤسسات الدولة لتنظيم القاعدة".

في المقابل، نقلت قناة "العربية الحدث" السعودية عن مصادر أن المشاركين في مؤتمر الرياض قرروا عدم حضور محادثات جنيف. وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس الأول، أن الحكومة اليمنية لن تشارك في محادثات جنيف ما لم ينسحب المتمردون الحوثيون من المناطق التي سيطروا عليها، داعياً المتمردين إلى الانسحاب من عدن أو تعز.

وكان المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أكد مساء أمس الأول بعد جلسة لمجلس الأمن بخصوص اليمن :"ليس هناك مكان لإيران في مشاورات جنيف.. فإيران لم تلعب دوراً بناء، لذلك لا يمكن مكافأة دورها السلبي بدعوتها للمشاركة في المباحثات". وأضاف أن محادثات جنيف ستكون بين الأطراف اليمنية فقط، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيعقد مشاورات جنيف تحت كل الظروف.

ولد الشيخ بطهران

والتقى إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لليمن أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في طهران. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن المسؤولين تبادلا وجهات النظر حول موضوع تسوية الأزمة في اليمن.

(صنعاء ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، واس، الحدث، يمن برس)