بالعربي المشرمح: ليست «حشد» التي نعرف!
![محمد الرويحل](https://www.aljarida.com/uploads/authors/706_1689527706.jpg)
وكان يحاك لهذه الحركة الدسائس والكمائن من قبل خصومها فتزداد قوة وشعبية ويزداد أفرادها إصراراً وعزيمة بسبب ثباتهم وتعاونهم حتى بلغت ما لم تبلغه كل التيارات السياسية المخضرمة في الكويت من شعبية وقبول."حشد" التي نعرف كانت قبلة لكل الشرفاء ولكل النواب والمرشحين، بل حتى نواب الموالاة لم يكونوا يملكون الوقوف بوجهها خوفاً من ناخبيهم ومن مصداقية طرح هذه الكتلة لقضايا مصيرية وشعبية مؤثرة على الشارع ولها التأثير حتى على نتائج الانتخابات."حشد" التي نعرفها كانت سداً منيعاً بوجه مؤسسة الفساد وسراق المال وبصمة واضحة في التشريع والرقابة الصارمة والمحاسبة المستحقة، فما الذي حصل لها؟"حشد" التي نعرف لم تكن تعرف لغة الشتائم ولا سياسة التخوين، ولا أسلوب الطعن في أعراض خصومها أو من يخالفها الرأي ولا تخاصم الشخوص إلا لأدائهم، فكيف أصبحت تقوم بذلك حتى مع أقرب المقربين لها، بل مع رموزها ومؤسسيها فما الذي حصل؟ "حشد" التي نعرف هي التي قادت الشارع في قضية الإيداعات والتحويلات لتسقط الحكومة ومجلس ٢٠٠٩ لتصنع بعد ذلك أول أغلبية برلمانية في تاريخ الكويت السياسي."حشد" التي نعرف كانت جبهة موحدة في وجهة الفساد والمفسدين وسراق المال العام، تملك الحجة والدليل والمصداقية لا تعرف المساومة ولا تقبل الخضوع، مسطرتها الدستور والقانون اللذان بات بعض منتسبيها اليوم لا يعترف بهما، بل أصبحوا فرقاً كل منهم في الاتجاه المعاكس للآخر."حشد" التي نعرف "حشد" السعدون والبراك والجري والشريعان والخليفة والحبيني وجوهر والمجرن والهملان والثنيان والسرحان والأحمد والداهوم ومحمد عبيد وغيرهم من مختلف طوائف الوطن وتكويناته.يعني بالعربي المشرمح:مؤلم أن نرى "حشد" التي نعرف وهي تهوي بهذه الصورة المحزنة، يتطاول صغيرها على كبيرها، ويتساوى بها التاريخ مع جغرافيتها، ويتجرأ على رموزها ومعلميها تلاميذهم ويصبح منتسبوها مجرد تابعين لرمز دون الآخر لا يكترثون للعمل ولا لتاريخ كتلتهم وإنجازاتها، وباتت تتآكل من الداخل، ينهش بعضها بعضاً متناسين الأسس والمبادئ التي من أجلها ولدت "حشد"، ليقضوا بأيديهم على هذا الكيان التاريخي والسياسي بلمحة، فما ذكرته مؤلم لكل محب لحشد وتاريخها ولا يتمنى لها ما هي عليه اليوم من تشرذم وخلافات من شأنها أن تنهي تاريخها السياسي والنضالي، فحشد التي نعرف ليست بحشد اليوم وَيَا حسافة!