أكدت دول الخليج أن أمنها من أمن مصر، وجددت وقوفها إلى جانب القاهرة في محاربة الإرهاب. وقالت على لسان أمين مجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن "دول مجلس التعاون دائماً ما تسعى إلى دعم ومؤازرة مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في المجالات كافة، وهذا ما ترجم في اتفاق الرياض، واتفاق الرياض التكميلي الذي وقعه زعماء دول المجلس، لإدراك القادة أهمية التلاحم والتكامل مع مصر، باعتبار أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار دول الخليج، وخاصة في ظل الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة والعالم بأسره، التي تستدعي الترابط الوثيق بين الأشقاء جميعاً".

Ad

وأوضح الزياني أن "دول المجلس أكدت وقوفها التام مع مصر وشعبها الشقيق في محاربة الإرهاب وحماية مواطنيها في الداخل والخارج، وتؤيد كل ما تتخذه من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، بعد العمل البربري الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مصرياً في الأراضي الليبية"، مؤكداً أن "ذلك حق أصيل من حقوق الدول في الحفاظ على أمنها واستقلالها وسلامة مواطنيها".

في السياق، قالت مصادر دبلوماسية لـ"الجريدة" إن "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تلقى عدداً من الاتصالات الهاتفية، من ملوك وأمراء دول الخليج للتأكيد على ثبات موقف الخليج من دعم مصر في حربها ضد الإرهاب"، وأوضحت المصادر أن "الرئيس أصدر تعليمات لوزارة الخارجية بعدم إصدار أي بيانات أو تصريحات قبيل الوقوف على حقيقة البيان الخليجي".

شكري وكيري

في غضون ذلك، وفي الوقت الذي لم تحصل فيه القاهرة على دعم دبلوماسي من الولايات المتحدة الأميركية، بشأن ما اتخذته مصر من ضربات جوية للجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا، المجاورة لمصر غرباً، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر عازمة على تقديم كل الدعم للتحالف الدولي، الذي تقوده أميركا ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية.

وأكد شكري في تصريحات أوردتها الوكالة الرسمية أمس، خلال لقائه بوزير خارجية أميركا جون كيري، ثبات الموقف المصري في الحرب على الإرهاب، مُعرباً عن أمله مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة.

من جهته، أوضح كيري أن الجريمة الهمجية التي ارتكبت بحق المصريين في ليبيا تشكل حافزاً إضافياً للقضاء على التنظيمات المتطرفة، مشدداً على دور مصر الحيوي في هذا المسعى.

في السياق، قال الرئيس المصري، إن الضربات الجوية المصرية، ضد البؤر الإرهابية في ليبيا، الاثنين الماضي، كانت مركزة، تستهدف العناصر الإرهابية فقط دون سواها، وأضاف، خلال لقائه عدداً من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل، مساء أمس الأول: "رغم قوة وحجم الجيش المصري إلا أنه لم يُقْدِم على غزو أي دولة طمعاً في مواردها أو ثرواتها، ولكنه يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه".

في موازاة ذلك، أجرى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي مباحثات مع وزير الدولة الإيطالي لشؤون الأمن والمخابرات دومينيكو مينيتي حول تطورات الأوضاع في ليبيا في ظل تدهور الحالة الأمنية وانتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة، بينما يبدأ رئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي زيارة إلى الإمارات لبحث سبل دعم العلاقات العسكرية بين البلدين.

اشتباكات وعمليات

أمنياً، وفي حين وقعت اشتباكات بين عناصر إخوانية والشرطة في منطقة المطرية شرق القاهرة، واصلت قوات الجيش عمليات دهم البؤر الإرهابية التابعة لتنظيم "ولاية سيناء"، في مناطق متفرقة من محافظة شمال سيناء، في حين قال مصدر مسؤول إنه تمت إزالة 635 منزلاً من المرحلة الثانية، في المنطقة الحدودية العازلة مع قطاع غزة الفلسطيني، موضحاً لـ"الجريدة" أنه تم صرف تعويضات قيمتها 66 مليونا و330 ألف جنيه حتى الآن.

داخلياً، وبينما استمرت حالة الاستنفار الأمني في محافظات القاهرة، وسط موجة صقيع تضرب محافظات الجمهورية، لقي إرهابيان مصرعهما، مساء أمس الأول، في انفجار ناسفة حاولا زرعها قرب محول كهرباء في مدينة سمالوط في محافظة المنيا شمال الصعيد، في حين تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك ناسفة بدائية الصنع أمام "متجر العرب" في مدينة أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة.  

في غضون ذلك، قال الأمين العام للجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة "الإخوان"، المستشار محمد ياسر أبو الفتوح، إن اللجنة خاطبت 5 دول لتجميد أموال 30 عضواً من الجماعة يشاركون فيما يسمى بـ"المجلس الثوري" الذي يعقد جلساته في أنقرة.

استكمال أوراق

على صعيد منفصل، قررت اللجنة العليا للانتخابات، مد أجل استكمال أوراق الترشح لانتخابات مجلس النواب، لمن سبق لهم تقديم الطلبات فقط، مدة يومين تنتهي مساء اليوم، حتى يتسنى لهم استكمال أوراقهم ومستنداتهم، بينما قالت اللجنة إنها ستعلن غداً كشوف المترشحين النهائية في انتخابات مجلس النواب.

المتحدث الرسمي باسم اللجنة، عمر مروان، أوضح أن "التمديد لاستكمال الأوراق، دون قبول طلبات ترشح جديدة، خاصة أن 509 من راغبي الترشح، لم يتمكنوا حتى الآن من تسلم التقارير الطبية الخاصة بهم من وزارة الصحة".

إلى ذلك، انحسرت المنافسة الانتخابية بين الأحزاب والقوى السياسية على أربع قوائم، هي "في حب مصر" التي يقودها الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل، والثانية هي قائمة "صحوة مصر" التي يقودها الناشط السياسي عبدالجليل مصطفى، بينما جاءت القائمة الثالثة خاصة بحزب "النور" السلفي، وقائمة "الجبهة المصرية" التي يقودها المرشح الأسبق للانتخابات الرئاسية أحمد شفيق.