«حزب الله» يلوح بـ «التعبئة» ويتعهد بـ«تحرير» عرسال
نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من «حزب الله» تصريحات للأمين العام للحزب حسن نصرالله لوّح فيها بإعلان التعبئة العامة، وهد خصومه، خصوصاً من الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وذلك غداة تهديد رئيس الكتلة النيابية للحزب محمد رعد للقيادي في تيار «المستقبل» أحمد الحريري. وبحسب «الأخبار»، فقد قال نصرالله في لقاء مع جرحى الحزب، إن «الخطر الذي يتهدّدنا هو خطر وجودي شبيه بمرحلة الـ1982»، وتحدث عن «مرحلة جديدة لا مكان فيها للإحباط بيننا، وهي مرحلة سنستخدم فيها كل قوتنا وكل إمكاناتنا لمواجهة التكفيريين».
وقال: «سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له»، وأضاف: «لا نهتم لتوهين الإنجازات التي تحققها معاركنا ويقوم البعض بإنكارها. وإذا سقطت كل المدن، فلن يحبط هذا الأمر عزيمتنا، ويجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة، وحالتنا النفسية قوية». وأضاف نصرالله ان «الله كتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا في بدر مع الرسول وكل المعارك... حتى خيبر، ويجب أن نكمل إلى صفين، والذي يثبت في صفين يكون قد وصل». وأضاف: «لو لم نقاتل في حلب وحمص ودمشق، لكنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وغيرها»، مشدداً على أن «خياراتنا ثلاثة: ١) أن نقاتل أكثر من السنوات الأربع الماضية. ٢) أن نستسلم للذبح والنساء والبنات للسبي. ٣) أن نهيم على وجوهنا في بلدان العالم ذليلين من نكبة إلى نكبة». وتابع «هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف سيكون هذا الخيار الأفضل. بل في هذه المعركة، لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل. إن شاء الله، لن يستشهد هذا العدد. ولكن الوضع يحتاج إلى تضحيات كبيرة، لأن الهجمة كبيرة، فقد انتهى الخلاف بين السعودي والقطري والتركي، والكل الآن في المعركة ضدنا». وشدد نصرالله على أنه «إذا استنهضنا الهمم، وكنا على قدر المسؤولية فسنحطم عظامهم. وكل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن. شيعة السفارة الأميركية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا، ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً. هي معركة وجود، وكذلك معركة عرض ومعركة دين، ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين». وختم نصرالله «الآن وقت التعبئة. الكل يستطيع أن يشارك، ولو بلسانه، كل من له مصداقية عند الناس فليساهم بهذه التعبئة. يجب على العلماء التكلم، ومن له ولد شهيد أن يتكلم»، مشيراً إلى أنه «في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس. أقول قد نقاتل في كل الأماكن. لن نسكت لأحد بعد اليوم، ومن يتكلم معنا فسنحدق في عينيه ونقول له أنت خائن، أكان كبيراً أم صغيراً».إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني الشيخ نعيم قاسم أمس، إن «هناك 400 كيلومتر مربع من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال محتلة من الإرهاب التكفيري، يعني عندنا أرض محتلة، فكما هناك أرض محتلة من إسرائيل هناك أرض محتلة من التكفيريين». وأضاف أن «حزب الله صمم أن يواجه هؤلاء لتحرير الأرض، وسيستمر باستهدافهم، ولكن للأسف هناك من يغطيهم سياسياً ويقبل باحتلالهم».ودعا قاسم هؤلاء السياسيين «إلى أن نجلس سوياً لنتفق، فإذا أرادت جماعة المستقبل مثلاً أن تحرر الأرض بالتعاون بينهم وبين حزب الله، فنحن حاضرون أن ننسق معها، وإذا أرادت أن تلجأ إلى قناة الدولة اللبنانية من خلال الحكومة، فنحن نقبل بأن تتخذ الحكومة القرارات المناسبة لتحرير الأرض بالطريقة المناسبة، ونحن ننتظر ليحرروها». وتابع قاسم: «ولكن إذا لم يحصل هذا ولا ذاك فنحن نعقد العزم على أن نتخذ الإجراءات المناسبة لحماية شعبنا وبلدنا وتحرير أرضنا من الإرهاب التكفيري، أما أن يقول لنا البعض اجلسوا جانباً والقوى المسلحة الرسمية تقوم بالواجب، فأمامكم تجربة الرمادي في العراق». وأوضح أن التكفيريين «يحتلون أراضي لبنانية في جرود القلمون وعرسال، وهم خطر مباشر على لبنان وأرضه وقراه، ومن أماكنهم في القلمون وجرود عرسال انطلقت السيارات المفخخة التي قتلت في الضاحية وفي أماكن أخرى في لبنان».وأضاف «لو لم نواجههم لواجهونا وألحقوا بنا الخسائر، ومن الأسهل بكثير أن نقدم تضحيات، ونحن نطردهم من الأرض المحتلة من أن ننتظرهم بأن يحتلوا ويقتلوا ثم بعد ذلك نحاول إخراجهم فندفع الثمن مرتين: مرة باحتلالهم ومرة بطردهم، وهذا مكلف كثيراً».