أسطوانة مشروخة

نشر في 27-09-2014
آخر تحديث 27-09-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب قبل بداية العام الدراسي كتبنا لك عزيزي القارئ مقالاً تطرقنا فيه إلى التصريحات التي يطلقها القياديون في وزارة التربية، عن الجاهزية والاستعداد للعام الدراسي، وأن هذه التصريحات ما هي إلا "أسطوانة مشروخة" تعاد علينا كل عام، وفي المقال تساءلنا عن هذه التصريحات: هل ستكون نفس كل عام؟ واليوم أثبتت لنا الصورة أن تلك التصريحات ما هي إلا ورقة موجودة بنسخ عديدة في مكاتب القياديين في الوزارة تعاد كل عام، لدرجة أن أولياء الأمور أصبحوا متساهلين ومتقبلين للكثير من المعاناة التي يعيشها أبناؤنا الطلبة، وهم على يقين بأن الحكومة ممثلة بالوزارة لن تحرك ساكناً. هل يعقل عزيزي القارئ، ويا أيها القياديون في وزارة التربية، أن هناك، وإلى هذه اللحظة، من لم يستلم كتبه كاملة، سواء بالمدارس الحكومية أو الخاصة؟ وهل يعقل أن التكييف ما زال معطلا ببعض الفصول؟ وأن غيرها من الأمور الإدارية والفنية متوقفة؟

على سمو رئيس الحكومة أن يحاسب المسؤول عن هذا الإهمال في أهم مقدرات البلد (الأجيال القادمة)، فميزانية التربية والتعليم التي خصصت للنهوض بالعملية التعليمية بالشكل الصحيح ليست بالرقم البسيط، أم أنها ستستغل لإنهاء مشروع المبنى الجديد للوزارة على حساب أجيالنا القادمة؟ أم أن مشروع السبورة الذكية التي لم يستخدم ذكاؤها إلى هذه اللحظة أكل منها؟ أم أنها أصبحت عبارة عن لوحة موجودة في الفصل، حالها كحال استاد جابر وجامعة الشدادية ومستشفى جابر وغيرها من المشاريع التي يصرف عليها الآلاف والملايين دون أن يستفاد منها؟

مرحبا بالتطور، مرحبا بمواكبة التكنولوجيا، مرحبا بالازدهار، مرحبا بالرقي إذا كانت سيستفاد منها، وليس الغاية منها توزيع الثروات، فكفانا هدراً دون فائدة، وكفانا لا مبالاة، وكفانا ضياعاً وتسيباً في مصير الأجيال القادمة، لقد تعبنا من الحديث ولا مجيب، فإن كنت أيها المسؤول لا تمتلك القرار وتصحيح الأوضاع فأعلن ابتعادك وتنحَّ عن منصبك، ولا تكن سبباً في قتل أجيالنا القادمة.

سمو الرئيس، السادة الوزراء: الأجيال القادمة ستتساءل في يوم ما، فلا تكونوا في قفص الاتهام، ولا تظهروا لهم بالصورة السلبية، بل بالصورة التي تدل على أنكم حرصتم على خدمتهم وتهيئتهم لإدارة البلد من بعدكم.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top