الفرحُ بدونكِ حزينٌ
لأنكِ بعيدةٌ، انطفأتْ عينُ القلبِ،
فصرتُ لا أرى الأشياءَ جميلةً كما كنتُ، ونَأَتْ عني ملامحي، فَغَدَتِ الأشياءُ لا تراني شاعراً كما كانتْ. صارتِ الزهرةُ تخبئُ عني عطرَها، والقمرُ يخفي نورَه، وعصافيري خلعتْ ريشَها الملونَ وأضربتْ عن الغناءِ. لأنكِ بعيدة، احدودبَ ظهرُ الزمنِ، وتجعَّدَ وجهُ الحياةِ، تحجَّرَ الماءُ، واختنقَ الهواءُ، وأصبح النسيمُ قاسياً كجلدِ تمساح. لأنكِ بعيدةٌ، تكسرتْ أجنحةُ كلماتي، ونبتَ الشوكُ على سقفِ غيمتي، وهبّتْ في شراييني زوبعةٌ سوداءُ، والتهمت غربانُ الكآبةِ قلبي العاري. لأنكِ بعيدة، أكادُ أنْ... وأزمع على... فتعالي تعالي، كي تعودَ عينُ القلبِ مبصرةً، وتتعرّفَ عليّ مرآتي، ويضيءَ لي القمرُ، ويرجعَ الزمانُ غضّاً طريّاً فتيّاً، تعالي، لكي يهبَّ النسيمُ من جديدٍ ناعماً كخدِكِ، رقيقاً كقلبِكِ، شفّافاً كروحِكِ. تعالي، لكي يسيلَ الماءُ، ويتنفسَ الهواءُ، وتحلقَ كلماتي كما كانتْ في سماء الشفافية. تعالي لكي يفرحَ الفرحُ، فالفرحُ بدونِكِ حزينٌ حزينٌ.