أقباط يبدأون أسبوع الآلام باشتباكات في المنيا
على الرغم من مرور 50 يوماً على قتل 21 قبطياً في ليبيا على يد عناصر تنظيم "داعش"، فإن ذويهم في قرية العور بمحافظة المنيا في صعيد مصر، لم تجف دموعهم بعد في ظل أجواء احتقان طائفي، بعد تعطيل إسلاميين متشددين تنفيذ قرار جمهوري ببناء كنيسة باسم "شهداء الإيمان" تخليداً لذكرى الضحايا.الأقباط، بدأوا أمس الأول احتفالات "أسبوع الآلام" الذي يُفترَض أن ينتهي بحلول عيد القيامة الأحد المقبل باشتباكات طائفية، حيث اشتعلت قرية الجلاء المجاورة للعور بسبب إصرار مسلمين متشددين على رفض بناء كنيسة بعد عقد جلسة عرفية سابقة، ما أدى إلى إلغاء جلسة كانت مقررة اليوم بحضور محافظ المنيا.
وفوجئ أقباط القرية عشية بدء أعيادهم، كما يؤكد أحد قاطني القرية نادر شنودة، باعتداء مسلمين على سيارة تقل احتياجات العيد عند المسيحيين، أعقبها إتلاف لمنازل أقباط وحرق عشش بعضهم وسرقة محتويات المنازل. ويضيف شنودة: "نعيش في رعب ولا نفارق منازلنا للزيارة أو الصلاة في العيد، الأمن لم يوجد بكثافة، إلا بعدما تفاقم الوضع، وتم القبض على 21 قبطياً وإصابة 10، خرجوا جميعاً من المستشفى ولم يتبق سوى اثنين حالتهما خطيرة".كانت جلسات صلح عقدها محافظ المنيا بحضور رجال دين من الجانبين الأسبوع الماضي فشلت في إطفاء حالة الاستياء القبطي، خصوصاً بعد انتهاء الصلح إلى استجابة المحافظ والقيادات الأمنية والكنسية لمطالب المتشددين بنقل الكنيسة المقرر بناؤها إلى مكان آخر، ما دفع أقباطاً إلى وصف الحكومة بالضعف أمام الإسلاميين.القيادية في حركة "شباب ماسبيرو" القبطية، إيفون مسعد، دانت ما وصفته بـ"انصياع الدولة" لشروط المتطرفين وطالبت بتنفيذ الدستور، داعية إلى إصدار قرار جمهوري بإلغاء الجلسات العرفية وتغليب دولة القانون، بينما اعتبر الباحث في "المفوضية المصرية للحقوق والحريات"، مينا أسعد، أن "الدولة تكيل بمكيالين عندما يتظاهر ناشط تضعه في السجن وعندما يتظاهر متطرف ويحاول حرق دار عبادة، تخلي سبيله".