أعلنت السلطات اليابانية أنه تم العثور اليوم الأربعاء على 12 جثة إضافية على قمة بركان أونتاكي الياباني مما يرفع عدد القتلى إلى 48 شخصاً، موضحة بأن حصيلة الضحايا هذه مرشحة للإرتفاع.

Ad

واستؤنفت عمليات الانقاذ صباح الأربعاء بعد أربعة أيام على ثوران البركان المفاجئة التي علق بسببها مئات المتسلقين لتلك التلة البركانية، بين مقاطعتي ناغانو وغيفو.

واضطر عمال الإنقاذ إلى عدم التوجه إلى المكان الثلاثاء خشية ثوران جديد للبركان بسبب تضاعف كمية انبعاثات الغاز والاهتزازات.

وفي المقابل، تمكنت قوات الدفاع الذاتي صباح الأربعاء من الهبوط بمروحياتها منذ الفجر على الجبل الذي بات سطحه المغطى بقشرة سميكة من الرماد أشبه بسطح القمر.

وانتشلت مجموعة أولى من 14 جثة على دفعات في الفترة الصباحية، وكان تم العثور على 12 جثة بين السبت والأثنين من أصل الجثث الـ 36 التي أحصيت في الأساس.

وكانت لا تزال هناك بالتالي عشر جثث يتوجب نقلها عندما تم رصد سبع جثث جديدة على التوالي في حالة "توقف في عمل القلب"، إضافة إلى خمس جثث أخرى عثر عليها لاحقاً.

وتعبير "توقف عمل القلب" يستخدم في اليابان بمعنى غياب الإشارة على الحياة إلى أن تصدر شهادة طبية بالوفاة.

وأفادت الملاحظات الأولى بأن العديد من الأشخاص الذين عثر عليهم قتلى أصيبوا بجروح قاتلة بسبب انهيار الصخور، فالبركان لم يقذف حمماً لكنه قذف حجارة ورماداً.

وتأمل فرق الإنقاذ "أكثر من ألف جندي ورجل إطفاء وشرطي" في إنهاء عملية نقل كل الجثث الأربعاء.

ولا تزال عدة جثث قريبة من فوهة البركان وفي أماكن أخرى يصعب الوصول إليها الأمر الذي يعقد مهمة المسعفين الذين يستخدمون الخوذات والمزودين بأقنعة ومناظير مقفلة بشكل محكم، حتى أن البعض منهم يرتدي سترات واقية من الرصاص.

إضافة إلى ذلك، فإن جزءاً من الجبل لم يصل إليه أحد حتى الآن.

وذكرت شبكة "نيبون تي في" نقلاً عن "شهادات جمعت في المكان"، أنه "بالإضافة إلى الجثث الـ 36 التي عثر عليها في الأيام الأولى والتي تبقى بحاجة لتحديد هويات أصحابها، اعتبرت عشرون جثة على الأقل في عداد المفقودين"، وهو ما يدل على أن العدد الإجمالي يزيد عن 48 ضحية.

ويقول رجال الإطفاء المحليون من جهتهم أن هناك 71 شخصاً في عداد المفقودين.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس صباح الأربعاء، قالت إدارة مقاطعة ناغانو أن "تحقيقات تجري لإحصاء عدد الأفراد الذين ما زلنا من دون أخبار عنهم"، وقال متحدث "أنها عمليات صعبة تتطلب وقتاً ومن المستحيل القول في الوقت الراهن متى ستعلن الأرقام".

ومنذ صباح الأربعاء، تطلب الدائرة على موقعها الالكتروني من الأشخاص الذين لم تصلهم أخبار عن أقرباء لهم قد يكونون توجهوا السبت لممارسة هواية التسلق فوق القمة البركانية، بأن يتقدموا منها للإبلاغ عن ذلك.

من جهة أخرى وإضافة إلى القتلى الـ 48 الذين تم احصاؤهم، أصيب حوالى 69 شخصاً آخرين بجروح.

وفي الوقت الذي ثار فيه البركان بشكل مفاجئ السبت، كان أكثر من 300 متسلق في طريقهم إلى القمة التي تقع على ارتفاع 3067 متراً.

لكن هذا العدد لا يشمل سوى الذين سجلوا أسماءهم قبل التسلق، ذلك أن صحيفة أساهي ذكرت نقلاً عن مسؤول في النقابة السياحية في مدينة كيسو "في الواقع، أن 20 بالمئة فقط تقريباً من المتسلقين يدونون أسماءهم على السجلات في الآونة الأخيرة في أوج الموسم".

وتسهر عائلات مفقودين عند سفح الجبل في حين فقدت الغالبية منها أي أمل بالعثور على ناجين.

ودعت دائرة المقاطعة السكان إلى عدم الاقتراب من البركان الذي فرضت قيود على الوصول إليه السبت، وإلى استخدام أقنعة في محيط المكان.

وتراقب وكالة الأرصاد الجوية من جهتها بصورة دائمة نشاط قمة أونتاكي كما تراقب نشاط 46 بركاناً آخر في اليابان يعتقد أنها قابلة للثوران في المئة سنة المقبلة.

واليابان الواقعة على حزام النار فوق أربع صفائح زلزالية، تعد ما مجموعه 110 براكين ناشطة، وأهمها بركان قمة فوجي.