يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إلى كييف لإجراء محادثات حول إمكانية تسليح القوات الأوكرانية، وذلك غداة مقتل أربعة مدنيين في قصف على مستشفى بشرق البلاد.

Ad

وتأتي زيارة كيري بينما تزداد الضغوط الدولية من أجل وقف فوري لأعمال العنف التي أدت إلى مقتل مئات المدنيين في الأسابيع الأخيرة مع تقدم الانفصاليين الموالين لروسيا في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.

وصرح الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو قبل زيارة كيري أن الأحداث في الأيام الأخيرة يجب أن تشجع الحلف الأطلسي على "تقديم دعم أكبر إلى أوكرانيا بما في ذلك تأمين أسلحة متطورة للدفاع عن نفسها وللتصدي لهجمات المعتدين".

وقال بوروشنكو لصحيفة "دي فيلت" "نحن بحاجة إلى جيش قوي مزود بأسلحة حديثة تمكننا من الدفاع عن السكان المدنيين ضد هجمات الإرهابيين".

وصرح مرشح الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنصب وزارة الدفاع الأميركية آشتون كارتر خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأربعاء انه "علينا أن نساعد الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم".

إلا أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن شدد في حديث لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" على أنه "لا مصلحة لدينا في تصعيد عسكري ونحن نصر على العكس"، مضيفاً بأن واشنطن يمكن أن "تقدم مساعدات في المجال الأمني"، وأكد بايدن على أنه "قلنا منذ البداية أنه ليس هناك أي حل عسكري لهذه الأزمة".

وعلى الأرجح أن القادة الأوكرانيين الموالين للغرب سيرحبون بتصريحات كارتر إذ يأملون بأن تتم تلبية مطلبهم بتزويد البلاد بأسلحة.

واكتفت واشنطن حتى اللحظة بتأمين مساعدة غير فتاكة إلى كييف تشمل معدات طبية وأجهزة راديو ومناظير ليلية وسترات واقية وغيرها، إذ تريد أن تتفادى مواجهة غير مباشرة مع موسكو.

إلا أن فشل العقوبات الاقتصادية، التي كان الغرب يأمل في أن تضع حداً للدعم العسكري الروسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا، جعل من الضروري إعادة النظر في خيار التسليح.

وصرح وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين أمام صحافيين غربيين في كييف "ما نحتاجه بالضبط هو معدات حرب عصرية وهذا ما كنا نفتقده كل هذا الوقت"، مضيفاً بأن الانفصاليين قادرون حالياً على "رصد محادثات جنودنا على الهواتف النقالة وبعد ذلك توجيه نيرانهم".

وبرغم أنه من غير المتوقع أن يتعهد كيري خلال زيارته بتزويد أي أسلحة إلا أن كليمكين أعرب عن أمله في "بعض المساعدات" إثر الزيارة وأيضاً بعد لقاء مقرر بين بوروشنكو وبايدن في ميونيخ.

وكان بوروشنكو صرح الثلاثاء أن "لا شك لديه" بأن الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في الحلف الأطلسي ستوافق في نهاية الأمر على بدء تسليح أوكرانيا.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال طوابير من المدرعات الثقيلة عبر الحدود إلى شرق أوكرانيا لدعم الانفصاليين، فيما مخزونات أوكرانيا من الأسلحة الخفيفة والمضادة للدروع "في حالة يرثى لها" بحسب تقرير المجلس الأطلسي ومؤسسة بروكنغز ومجلس شيكاغو للشؤون العالمية.

وبرغم أن موسكو تنفي هذه الإدعاءات باستمرار إلا أن الانفصاليين مجهزين بأسلحة متطورة على غرار أي جيش نظامي.

وأوقعت المعارك منذ أبريل الماضي أكثر من 5358 قتيلاً من بينهم 220 شخصاً في الأسابيع الثلاثة الماضية، بحسب الأمم المتحدة.

وتتزايد المخاوف من حصول تصعيد كبير في أعمال العنف في شرق البلاد بعد انهيار الهدنة وإعلان الانفصاليين تعبئة عامة لتعزيز صفوفهم إلى مئة ألف مقاتل.

وقُتِلَ أربعة أشخاص الأربعاء عندما تعرض مستشفى للقصف في دونيتسك معقل الانفصاليين في الشرق.

كذلك قتل ثمانية مدنيين آخرين في مواجهات في المنطقة خلال فترة 24 ساعة بحسب مصادر من الحكومة ومن الانفصاليين، كما أشار الجيش إلى مقتل أربعة من عناصره وإصابة 25 آخرين بجروح.

ومن جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى "هدنة محلية مؤقتة لثلاثة أيام على الأقل لتدخل حيز التنفيذ فوراً" في محيط مدينة ديبالتسيف حيث تدور المعارك عنيفة.

وتراجع عدد السكان المقيمين في هذه المدينة من 25 ألفاً إلى سبعة آلاف خلال أيام على ما أكدت منظمة العفو الدولية.

ويجري تبادل قصف مدفعي أيضاً بين الجيش الأوكراني والمتمردين على طول خط الجبهة ما يؤدي إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين يومياً.