في بداية كل سنة جديدة يطرح كل المعنيين تنبؤاتهم لسنة 2015 في الأسواق عن معدلات الفائدة والذهب والنفط والنمو الاقتصادي والبطالة، وفي وسعك تحديد تقويمك وفقاً لهذه التكهنات، ما دمت تتذكر ضرورة تجاهل سجلاتها المروعة.

Ad

فالقارئ العادي يعلم أن هذه تمثل العودة الى الوراء، وأن هذه التوقعات هي مجرد إضاعة للوقت، ولكن هذا لا يعني أنها سوف تلحق ضرراً شديداً وسوف تؤثر في الجوانب النفسية لدى التجار والمستثمرين على حد سواء، وكما قال الاقتصادي جون كينث غالبريث ذات مرة "يتمثل الدور الوحيد للتنبؤات الاقتصادية بجعل علم التنجيم يبدو محترماً"

وبغية إضفاء قدر قليل من المساءلة على هذه الأمور، دعنا ننظر إلى بعض تنبؤاتي المفضلة في سنة 2014، وتذكر ذلك عندما تقرأ تنبؤات سنة 2015:

جني أرباح السندات:

في شهر يناير الماضي توقعنا حدوث إجماع في التنبؤات يقول إن أرباح السندات سوف تكون أعلى، وأسعارها أدنى، وبدأت السنة بتحقيق السندات لعشر سنوات نحو 3 في المئة، وانتهت عند 2.15 في المئة وهو ما أربك الخبراء. وكان جيم بيانكو من "بيانكو للبحوث" يشير إلى أن خسارة الأموال في السندات سوف تستمر قرابة خمس سنوات.

التضخم:

 يعج الريف بالعديد من الاقتصاديين ومديري الصناديق الذين قضوا نتيجة دعواتهم الخاطئة المتعلقة بالتضخم، وتستحق الدعوة التي وردت في صحيفة الفاينانشال تايمز في شهر يناير 2014 بقلم مايكل أرونستين إشارة خاصة. وذلك لأن صندوقه مينستي ماركتفيلد الذي توزعه استثمارات نيويورك لايف كان، بحسب الفاينانشال تايمز، "حديث الصناعة".

 ويرجع السبب وراء ذلك الى أنه تضاعف أربع مرات من حيث الحجم في سنة 2013 ليصل الى 18 مليار دولار، واجتذب كمية من الأموال تفوق أي صندوق استثمار مشترك نشط، وما يحدث في غالب الأحيان هو أن السعي وراء تحقيق أرباح سريعة من مديري الأموال يفضي الى كارثة، وقد أدى رهان أرونستين الخاطئ على التضخم الى خسارة الصندوق المذكور لـ12.5 في المئة في سنة 2014 عندما كانت السندات تحقق أحد أفضل فئات الأصول أداء.

انهيار سوق الأسهم:

كانت هناك مجموعة واسعة من الدعوات المتشائمة حول انهيار سوق الأسهم بحيث يصعب اختيار واحدة تستحق اهتماماً خاصاً، ولكنني سأقدم خيارين يستحقان الذكر والإشارة: ويأتي الأول من البروفيسور تيري بيرنهام من جامعة تشابمان الذي تنبأ بوصول داو إلى 5000 قبل داو 20000– ولم يثبت من الوجهة الفنية أنه كان على خطأ حتى الآن، ولكنه ظل طوال سنوات يكرر هذه التنبؤات، وقد حقق السوق زيادة بنحو 40 في المئة– وهذا يجعله في رأيي مخطئاً بما فيه الكفاية.

ويأتي الخيار الثاني عبر مقالة نشرتها مجلة فورتشن بعنوان "لماذا قد ينتهي سوق رفع الأسعار غداً؟"، وكانت تعج بتوقعات حول سبب اعتقاد المحللين البارعين بلوغ القمة في وقت قريب جداً، وكان ذلك نحو 2000 نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و200 نقطة لمؤشر ستاندرد and بورز 500.

الذهب:

أكاد أشعر بسوء إزاء تباين توقعات أسعار الذهب، ولكن يتعين أن أشير الى أبرز تلك التنبؤات، وهي التي صدرت عن بيتر شيف من يورو باسيفيك كابيتال، فقد توقع في شهر أبريل الماضي أن برنامج التيسير الكمي في مجلس الاحتياط الفدرالي سوف يرفع سعر الأونصة الى 5000 دولار، ولكن كيف؟ بدأ المعدن الأصفر السنة عند 1200 دولار للأونصة، ثم ارتفع الى 1400 دولار للأونصة قبل أن يهوي الى 1150 دولاراً للأونصة. وأغلقت سنة 2014 عند أقل من 1200 دولار للأونصة مع انتهاء برنامج التيسير الكمي في مجلس الاحتياط الفدرالي، ويظل الذهب أدنى بـ80 في المئة من توقعات شيف.

النفط:

ربما لم يتوقع أحد أن يهبط سعر النفط إلى النصف في سنة 2014، وقد تجاهل الخبراء بصورة تامة تقريباً هذه القصة، باستثناء إشارة جين إبستين في عدد مارس 2014 من "بارون" والتي قال فيها "ها قد وصلنا الى سعر لبرميل النفط عند 75 دولاراً"، ولاحظ أن وضع أسعار النفط العالمية في الأجل الطويل هو أدنى وربما أقل كثيراً، ويعطي ذلك دفعة قوية الى الاقتصاد الأميركي فيما قد يعطل اقتصاد روسيا.

 ثم إن الاكتشافات الضخمة الجديدة من النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وحول العالم يمكن أن تخفض أسعار النفط الى أقل من 75 دولاراً للبرميل خلال السنوات الخمس المقبلة، وقد يكون التوقيت بعيداً بشكل ما ولكن التنبؤ كان جيداً، وسوف نعاود التحدث عن أسوأ التنبؤات حول سنة 2015 في السنة المقبلة.

* باري ريتهولتز | Barry Ritholtz