الجهازان الفني والإداري تسببا في انهيار المنتخب الأولمبي

نشر في 18-03-2015 | 00:04
آخر تحديث 18-03-2015 | 00:04
أخطاء مكررة... والمبررات حاضرة دائماً
بات على الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي استغلال قرار الاتحاد الآسيوي، تأجيل تصفيات كأس آسيا، في إعادة ترتيب أوراقه، من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انهيار الفريق.

"رب ضارة نافعة"، هذا القول ينطبق تماماً على المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، بعد قرار الاتحاد الآسيوي تأجيل منافسات المجموعة الثانية، التي كان مقررا إقامتها في باكستان، من 23 إلى 31 الجاري، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، المزمع إقامتها في قطر يناير 2016.

ووصل المنتخب إلى مرحلة الانهيار، وبات مهلهلاً جدا، واتضح بما لا يدع مجالا للشك ان عضو مجلس الإدارة رئيس الوفد أحمد الدويلة كان له الدور الأكبر في حصوله على مركز الوصافة في بطولة هواوي الخليجية، التي أقيمت مؤخرا في البحرين، بالشحن المعنوي والنفسي والمكافآت التي قدمها للاعبين.

فشل الجهاز الفني

الجهاز الفني، بقيادة المدرب الهولندي وليام، فشل بدرجة "امتياز مع مرتبة الشرف" في عدم الارتقاء بمستوى الفريق، ولو تم الإبقاء على المدرب علي الشمري ومساعده علي العدواني في منصبهما لأصبح الفريق أحسن حالاً.

ويمكن القول إن الإنسان قد يتعلم من أخطائه، لكن الجهاز الفني للمنتخب لا يستفيد ولا يتعلم من أخطائه، والدليل تكرارها بشكل مثير للاشمئزاز، فالمباريات الثلاث التي لعبها الأزرق مع لبنان والأردن وسورية كشفت عن العديد من الأخطاء التي تصل إلى درجة الخطايا!

أخطاء بالجملة

الأخطاء التي وقع فيها الفريق، ولم يسع الجهاز الفني إلى تصحيحها، تتمثل في سوء التنظيم في خط الدفاع، الذي ينتج عنه فتح الباب على مصراعيه أمام المنافسين لهز الشباك بكل أريحية، وليس من المنطقي ان يخسر الأزرق أمام لبنان صفر-4، ثم أمام إيران صفر- 1، ثم أمام سورية 1-4. ومع ذلك نجح الحارس سعود الجناعي في أن يكون الأبرز في لقاء إيران بتصديه لعدد كبير من الهجمات الخطيرة، والأمر نفسه ينطبق على الحارس علي جراغ، الذي أنقذ الفريق من فضيحة مدوية، وللأسف الشديد لاعبو هذا الخط لا يعرفون حتى أبجديات كيفية تشتيت الكرة خارج منطقة الجزاء!

أما في خط الوسط فلا يوجد اللاعب الذي يمتلك شخصية القائد القادر على الربط مع المهاجمين، أو اللاعب الذي يستطيع السيطرة على الدائرة (لاعب الارتكاز)، التي عن طريقها يستطيع السيطرة على الملعب كله، وعن خط الهجوم حدث ولا حرج، حيث لم يتمكن هذا الخط المبجل من تسجيل أي هدف، ويكفي لكي نعرف ماهية هذا الخط أن الهدف اليتيم للمنتخب جاء بواسطة المدافع محمد البذالي من ركلة جزاء في شباك سورية!

ويفتقد الفريق التجانس والتناغم، ويشعر كل من يشاهده من الوهلة الأولى أن لاعبيه لم يلعبوا مع بعضهم من قبل على الإطلاق، بل لم يجروا تدريبا واحدا معا! لذا فإن الجهاز الفني للمنتخب في حاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه، وإلى التوجيه والنصح والإرشاد من أعضاء اللجنة الفنية، الذين لم يقصروا هذه المرة، إذ نجحوا في توفير ثلاث مباريات قوية خلال فترة وجيزة.

ويتعين على الجهاز أن يبتعد عن نغمة عدم اكتراثه بنتائج المباريات التجريبية، لاسيما ان النتائج هي مقياس حقيقي للمستوى، واستيعاب اللاعبين فكرة وتوجيهات الجهاز، وكذلك عدم التطرق إلى عدم انتظام اللاعبين في التدريبات، خصوصا انه ليس هناك فريق في الكويت لا يعاني هذا الأمر، ويفترض على المدرب المحترف أن يقود الفريق في جميع الظروف مهما كانت قاسية.

جهاز إداري لحجز التذاكر

كما يتحمل الجهاز الإداري جزءا كبيرا من انهيار المنتخب، فيبدو أن عمله قاصر على حجز تذاكر الطيران فقط، ونسي أفراده، أو بالأحرى تناسوا، سلوك اللاعبين، والمقصود الأول هنا هو حارس المرمى سعود الجناعي الذي سعى إلى الاشتباك مع جماهير لبنان، إضافة إلى محاولته الاشتباك مع جماهير الأزرق في لقاء سورية، بجانب واقعة عبدالرحمن باني التي كثر فيها "القيل والقال" دون كشف الحقيقة كاملة.

أما أبرز إيجابيات الجهاز الإداري فتكمن في عدم الاحترافية في التعامل مع الاعلام والصحافة على وجه التحديد، وكأن "الجهاز" يتعاون مع جواسيس جاءوا لضرب استقرار الفريق "المنهار".

باختصار شديد، لولا تأجيل التصفيات لأصبح المنتخب الأولمبي في موقف لا يحسد عليه بالمرة، ولكان الصعود للقمر بدون درج أسهل كثيرا من التأهل لكأس آسيا، السماء أعادت الكرة إلى ملعب الجهازين الفني والإداري، من خلال تأجيل التصفيات، فهل ينجح المدرب ومعاونوه في استغلال القرار، أم ستبقى الأخطاء كما هي؟

راحة 5 أيام

قرر الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الأولمبي منح اللاعبين راحة من التدريبات خمسة أيام، ليستأنف الفريق تدريباته في السادسة من مساء الأحد المقبل على ملعب المرحوم عبدالرحمن البكر.

 وتقرر عقد اجتماع مع اللجنة الفنية فور إعلان الموعد الجديد للتصفيات، وذلك من أجل وضع برنامج إعداد جديد.

وليام: راض عن الأداء أمام سورية... والنتيجة غير مقبولة!

أعرب الهولندي وليام عن سعادته بتأجيل ونقل التصفيات من باكستان، مضيفا: "لو كان ابني يشارك في التصفيات، في ظل عدم استقرار الحالة الأمنية بباكستان، فمن المؤكد أنني كنت سأمنعه بالقوة".

وزاد: "كنت أرغب في عدم المشاركة في التصفيات في حال إقامتها في باكستان، لأن الوضع هناك مرعب وخطير، لكن الأعراف والتقاليد واللوائح والنظم تمنعني من التطرق لهذا الأمر قبل اتخاذ القرار".

ولفت إلى أن التأجيل جاء في مصلحة الأزرق، خصوصا أنه سيكون هناك متسع من الوقت لاكتمال الصفوف، موضحا أنه ينتظر الموعد الجديد من قبل الاتحاد القاري لحسم برنامج الإعداد الجديد.

وأكد عدم نيته ضم لاعبين جدد، بعد أن سلم القائمة النهائية للفريق للجنة الفنية، مبينا ان لاعب الجهراء أحمد عيد رفض اللعب مع المنتخب رغم أنه منحه الفرصة أكثر من مرة.

من جهة أخرى، أبدى وليام رضاه على أداء اللاعبين أمام منتخب سورية رغم خسارته بالأربعة، نظرا للظروف التي يمر بها الفريق، والتي تتمثل في غياب 7 لاعبين بعد عودتهم للقادسية والكويت.

وقال: "نعمل كجهاز فني في ظروف صعبة جدا، تتمثل في غياب عدد من اللاعبين لظروف متفاوتة أبرزها الدراسة، وأنتظر بالطبع حل مشكلة اللاعب عبدالرحمن باني الذي يمثل تواجده مع بقية زملائه قتلا لآمال المنافسين".

والمح إلى أن المنتخب السوري قوي جدا، ويمتلك عددا كبيرا من اللاعبين المحترفين، و5 لاعبين فقط يلعبون في الدوري السوري، والأمر ذاته ينطبق على المنتخب الإيراني.

وشدد على أن الخسارة بهذه العدد من الأهداف غير مقبولة، لكن اللاعبين أدوا ما عليهم، كما أن النتائج في المباريات التجريبية ليست مقياسا لمستوى الفريق، فهناك عوامل أهم تتمثل في الوقوف على مستوى اللاعبين وتغيير مراكزهم وفقا لاحتياجات الفريق.

back to top