تسببت تحركات طلابية ومناوشات داخل الحرم الجامعي، في أول أيام العام الدراسي الجديد، بالجامعات المصرية أمس، في إحراج قوات الأمن المرابطة خارج الأسوار، في وقت وجهت قوات الأمن المصرية ضربة جديدة إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي في سيناء.

Ad

وسط حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، استقبلت الجامعات المصرية، أمس، نحو 2.6 مليون طالب، وبينما تحسبت الجامعات بوضع بوابات إلكترونية وتشديد الحراسة على البوابات الرئيسية، لمنع تكرار أحداث الشغب التي شهدتها الجامعات العام الماضي، وأدت إلى سقوط قتلى وإتلاف منشآت جامعية وخسائر بالملايين.

وللمرة الأولى، بدأ العام الدراسي أمس في بعض الجامعات، دون الإعلان عن أسماء 140 من عمداء كلياتها، فضلا عن عدم تعيين رئيسين لجامعتي بورسعيد والمنيا، بينما تابع وزير التعليم العالي المصري السيد عبدالخالق سير العمل في الجامعات، كما قام أمس بجولة تفقدية في جامعة المنصورة.

وبدأ العام الدراسي بعد تأجيل بلغ نحو شهر، بررته الحكومة بأعمال الصيانة في الجامعات، كما أصدرت قوانين تُعيد تنظيم عمل الجامعات، وتعطي الحق لرئيس الجامعة في فصل عضو هيئة التدريس والطالب الذي يتورط في أعمال عنف داخل الحرم.

بدوره، أقر رئيس جامعة القاهرة جابر نصار تسعة قرارات جديدة، بينها السماح للأمن الإداري للجامعة بتفتيش أعضاء هيئة التدريس ومركباتهم، وقال لـ»الجريدة»: «القرارات للمصلحة العامة ولضمان أمن الجامعة وتأمينها، وانتظام العملية التعليمية».

«فالكون» والجامعات  

وفي محاولة لبسط الأمن، تعاقدت وزارة التعليم العالي مع إحدى أبرز شركات الأمن «فالكون»، بغية تأمين بوابات 12 جامعة مصرية، الأمر الذي رفضه عدد من اتحادات الطلبة، بينها اتحاد طلاب جامعة الأزهر، الذي زعم في بيان منسوب له أمس أن «فالكون» تتواصل مع وزارة «الداخلية»، وأنها الوحيدة التي تملك ترخيصا باستخدام الخرطوش.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات «فالكون» شريف خالد إن التعاقد جاء لتأمين 12 جامعة حكومية، وأوضح لـ«الجريدة» أن الشركة وفرت بوابات للكشف عن المواد المتفجرة والمعادن، مؤكدا عدم اختصاص الشركة في فض أي تظاهرات للطلبة داخل الجامعة.

ودشن عدد من الطلبة التابعين لحركة «6 أبريل» فعالية جديدة، تبدأ اليوم (الأحد)، للمطالبة بـ»القصاص للشهداء، والإفراج عن المعتقلين»، وأكد مسؤول الطلاب في حركة «6 أبريل» عبدالرحمن طارق حق الطلاب في التظاهر والتعبير عن موقفهم السياسي.

في السياق، شهدت جامعة القاهرة اشتباكات بين أحد أفراد الأمن الإداري، وبعض أفراد شركة «فالكون» بسبب عدم إبراز الأول هويته عند دخوله الحرم الجامعي، كما ألقى الأمن الإداري لجامعة الأزهر، بالتعاون مع أفراد أمن «فالكون»، القبض على 3 متسللين إلى الجامعة أحدهم يحمل سلاحاً أبيض.

وأطلق طلاب من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية عددا من الألعاب النارية داخل الحرم الجامعي، رغم التفتيش الدقيق لعناصر أمن «فالكون»، بينما زعمت حركة طلابية تحمل اسم «طلاب ضد الانقلاب» أن قوات الأمن ألقت القبض على نحو 36 طالبا في عدة محافظات، قبيل ساعات من بدء العام الدراسي الجديد.

مقتل المعاتقة

أمنيا، وعلى صعيد الحرب التي يشنها الجيش ضد الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، وجهت قوات الأمن المصرية ضربة جديدة، لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، حيث قال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن قوات الشرطة المدعومة بعناصر من القوات المسلحة قتلت أمس الأول شحتة فرحان خميس المعاتقة، أحد أبرز قيادات الجماعة وأميرها في منطقة (السادات – الوفاق)، أثناء مداهمة للجيش في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة.

وفي حين قال خبير الحركات الإسلامية ماهر فرغلي إن شحتة أحد أبرز القيادات الإرهابية في شمال سيناء، موضحاً لـ»الجريدة» أن الخطورة تكمن في العناصر التي كانت تحت إمرة شحتة، والتي من المتوقع أن تقوم بعمليات عدائية ثأراً لمقتله، استهدف مسلحون أمس يعتقد انتماؤهم لتنظيم «أنصار بيت المقدس» موظفاً سيناوياً (35 عاماً) أثناء استقلاله سيارته الخاصة في مدينة الحسنة وسط سيناء، ورجح مصدر أمني أن يكون الحادث ضمن سلسلة الاغتيالات التي تتبناها الجماعة أخيراً.  

حبس البلتاجي وحجازي ومنصور

قضائياً، قضت محكمة جنايات الجيزة، أمس، بسجن القيادي في جماعة «الإخوان» محمد البلتاجي والداعية صفوت حجازي، والمذيع في فضائية الجزيرة أحمد منصور، والبرلماني السابق حازم فاروق 15 عاماً، في قضية تعذيب مواطن إبان ثورة يناير، بينما قضت بحبس وزير الشباب الأسبق أسامة ياسين، ورئيس محكمة النقض الأسبق المستشار محمود الخضيري ثلاث سنوات في ذات القضية.

في السياق، تستأنف جنايات القاهرة اليوم جلسة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وآخرين من قيادات جماعة «الإخوان»، في قضية أحداث قصر الاتحادية، لاستكمال مرافعة النيابة، بينما قررت محكمة أخرى تأجيل نظر قضية «أحداث مجلس الوزراء» المتهم فيها الناشط السياسي أحمد دومة وآخرين لجلسة 18 أكتوبر، كما قررت محكمة جنح مصر الجديدة تأجيل نظر القضية المعروفة باسم «مسيرة الاتحادية» لجلسة 16 أكتوبر مع استمرار حبس المتهمين.

الوديعة القطرية

على صعيد آخر، قال محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز، أمس، إن مصر ردت 500 مليون دولار مطلع أكتوبر الجاري إلى قطر، كانت أودعتها في البنك المركزي، موضحا خلال حضوره اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن أن مصر سترد وديعة أخرى لقطر بقيمة 2.5 مليار دولار، مطلع نوفمبر المقبل.