خيم عزاء لمقاتلي «داعش» في قطاع غزة

نشر في 18-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2014 | 00:01
No Image Caption
العثور على فلسطيني مشنوقاً في القدس
في مدينة رفح، وعلى مقربة من الشريط الحدودي الذي تنتشر أسفله الخنادق الرملية، فتحت بيوت عزاء لشبان فلسطينيين في العشرينيات من العمر، كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش».

 وفي الآونة الأخيرة تزايد الكشف عن انضمام شباب غزيين لتنظيم «داعش»، حيث قتل قبل يومين ثلاثة شبان من مدينة رفح الفلسطينية خلال المعارك الدائرة ضد التنظيم في سورية والعراق.

محمد سمير أبوعون (23 عاما) الذي اختار القتال في صفوف تنظيم «داعش»، استغل فترة الهدنة في غزة بعد الحرب الأخيرة لمغادرة القطاع إلى تركيا، ومن ثم إلى العراق، حيث ينتظره مقاتلو التنظيم الذي يسعى لتجنيد شبان كثر.

ولم يكمل أبوعون القتال مع تنظيم «داعش» ثلاثة أشهر، حيث قتل في العراق كما قال أحد أقربائه، ويدعى أبومحمد، الذي أكد لـ»الجريدة» أن «أسرة أبوعون تلقت مكالمة هاتفية من أصدقاء كانوا على اتصال مباشر مع نجلهم في العراق، تفيد بمقتل ابنهم في المعارك الدائرة بين تنظيم داعش ومقاتلين شيعة في محافظة ديالى».

ولم تتمكن عائلة أبوعون من إلقاء نظرة الوداع على ابنها ودفنه في مقابر غزة، إذ ترك حزنا شديدا في قلب أسرته التي طالما رفضت مشاركته القتال في صفوف «داعش»، وربما كانت تفضل أن يقاتل داخل قطاع غزة ضد إسرائيل.

 وعاش أبوعون حياته في أسرة بسيطة بين إخوانه السبعة، وانتهى من دراسة الثانوية العامة ليلتحق بكلية الشريعة داخل الجامعة الإسلامية، لكنه غادر قطاع غزة قبل أن ينهي دراسته.

وبدا لافتا داخل خيمة عزاء أبوعون، لافتات وشعارات خطتها عائلات بعيدا عن حضور الفصائل والتنظيمات، والتي غالبا ما تستغل بيوت العزاء لعرض منشوراتها والتضامن مع العائلات.

وتخشى تلك التنظيمات على ما يبدو اتهامات قد توجه لها، وخصوصا أن أبوعون كان يقاتل في صفوف تنظيم داعش الذي يتهم بالإرهاب، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 وعادة تتحمل الفصائل الفلسطينية تكاليف بيوت عزاء نشطائها، لكن عائلة

أبوعون هي من تحملت تكاليف بيت عزاء فقيدها، ولاسيما أن التنظيم لا يعمل في قطاع غزة عبر مكاتب حركية وزعامات معروفة.

ووفق أبومحمد الذي قال إن عزاءهم يفتقر لشخصيات سياسية بارزة، فإنه يوجد في قطاع غزة رجال مختصون في تجنيد شباب ناشئ، وإرسالهم للقتال مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عزاء لشاب آخر قتل على ما يبدو في لمعركة ذاتها، ويدعى نور عيسى الملقب بـ»أبوبكر الفلسطيني المقدسي»، وهو من نفس المدينة التي اختصت خلال عقد من الزمن بحفر الأنفاق الرملية أسفل الحدود مع مصر.

وفي نهاية شهر أكتوبر الماضي، كشفت مصادر فلسطينية أن شابا من غزة ينتمي لتنظيم «داعش» قتل في العراق، بعد أن نفذ عملية انتحارية في مدينة الفلوجة، استهدفت جنودا في الجيش العراقي.

ولمع اسم تنظيم «داعش» في غزة خلال الأسبوعين الماضيين عقب تفجيرات طالت بيوت قادة فتح في قطاع غزة، إذ انتشرت منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي تتبنى تلك التفجيرات، لكن سرعان ما نفي قيادي في السلفية الجهادية (أبوالمعتصم المقدسي) تورط أي جهة سلفية جهادية بهذه التفجيرات، مشيرا إلى أن البيان الذي تم توزيعه باسم «الدولة الإسلامية» عبر شبكات التواصل الاجتماعي غير صحيح.

في سياق آخر، أعلنت السلطات الإسرائيلية أمس أنها عثرت على جثة السائق الفلسطيني يوسف الرموني (32 عاما) مشنوقاً في محطة للحافلات بمدينة القدس. واتهم الفلسطينيون مستوطنين إسرائيليين بقتل الرجل الفلسطيني، في حين نفت إسرائيل ذلك.

back to top