يسلط عرض «ماكبث» الضوء على الواقع من خلال تتبُّع حكاية دكتاتور يهوى البطش وسفك الدماء، حمايةً لعرشه.
ختام «تراجيدي» للدورة الخامسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي، من خلال العرض المسرحي الشَّهير «مكبث» لوليام شكسبير، قدَّمته فرقة «لابا - لوياك» المسرحيَّة، أمس الأوَّل.واستطاع مخرج العمل رسول الصغير إعادة عرض «ماكبث»، الذي سبق أن عرضه أكثر من مرَّة في الأشهر الماضية على عدد من المسارح في الكويت.وتحكي مسرحية «ماكبث» التراجيدية قصَّة القائد الاسكتلندي «ماكبث» الذي اغتال ملكه «دنكن» ليجلس مكانه على عرش اسكتلندا، والمسرحيَّة أقصر تراجيديات شكسبير، وكتبت بين عامي 1603 و 1606.رؤية إخراجيةوفور رفع السِّتار وفي المشهد الأوَّل، يظهر رقيب جريح من جيش الملك يخبره بأن «ماكبث» أحد قادته، إضافة إلى «بانكو» قاما بصدِّ غزوة القوات المعادية، ويُعجب الملك بشجاعة «ماكبث» التي وصفها له الجندي الجريح، فيظهر «ماكبث وبانكو» في محادثة يقيِّمان من خلالها نصرهما، وبينما هما جالسان تظهر الساحرات وتنبئهما بما سيكون عليه مستقبلهما، وسرعان ماتتحقق تلك النبوءات.وعقب سلسلة من الأحداث، تخطِّط الليدي «ماكبث» في خطة متقنة لقتل الملك حتى يصبح العرش من نصيب زوجها «ماكبث» وبالفعل تتحقق خطتها ويصبح الأخير ملكاً بعد قتله «دنكن»، دون علم أحد، وسرعان ما تتحول نعمة العرش إلى نقمة، وتنتهي الأحداث بمقتل «ماكبث» على يد «مكدف».تعامل المخرج رسول الصغير مع النَّص بشكل يقترب من الواقع الذي نعيشه راهنا، فقد قدم المخرج «ماكبث» طاغية ودكتاتوراً يهوى القتل الذي أصبح كالدماء يسري في عروقه، واختصر المخرج الكثير من الحوارات التي وضعها شكسبير في العمل ولخَّصها بشكل يثير الإعجاب ويُثري العمل.عناصر واعدةاعتمد رسول الصغير، من خلال عمله على عناصر شابَّة لا تملك الخبرة الكافية في تقديم مثل هذه النصوص والأفكار الدسمة، لكنه برهن أكثر من مرة أن هؤلاء الشباب الذين تحدُّوا أنفسهم، من خلال هذا العمل يملكون الموهبة والقدرة على تطوير أنفسهم في الأعمال المقبلة، ولعل الفنَّان عبدالله الحسن الذي قدَّم دور «مكدف» كان أكثر الفنانين جرأة وثباتاً على خشبة المسرح، إضافة إلى الفنان محمد علي الذي قدم دور «بانكو».ولعب أدوار الشخصيات في المسرحية، أيمن صالح «ماكبث»، شرين حجي «الليدي ماكبث»، عبدالله الحسن «مكدف»، محمد علي «بانكو»، محمد عبدو «روس»، عايشة العوض «الليدي مكدف»، عبدالله حسن «ابن مكدف»، بدر دشتي «فليانس»، عمر الطحان «مالكولم»، ماجد السويط «دونالين»، محمد فؤاد «سيتون»، محمد أكروف «دنكان»، محمد ربيعي «القاتل»، أحمد توكلنا «الضابط».الجنود: فواز العنزي، عبدالعزيز العنزي، صالح أكروف، عبدالرزاق، خالد بسام، إبراهيم الشطي، الساحرات: دانة البدر، بسمة، رهف الفلاح، روان، مريم الصغير، ميلاني.تنفيذ الديكور كرم محمود ومحمد ربيعي، تصميم الإضاءة بدر المعتوق، موسيقى شرين حجي، تنفيذ الموسيقى زيد دشتي، إكسسوار سالم عبدالهادي، الأزياء فارعة السقاف، صالحة، مساعد مخرج شرين حجي، إدارة الانتاج كرم محمود، محمد ربيعي.
توابل - مسك و عنبر
«ماكبث» ترصد حكاية دكتاتور يستحوذ على العرش
20-12-2014