استقر فريق عمل مسلسل «الضاحك الباكي - نجيب الريحاني» على الفنان الشاب هشام إسماعيل لتجسيد شخصية الريحاني بعد تعطيل دام خمس سنوات، رُشح خلالها فنانون كثر على غرار أشرف عبدالباقي الذي رفضه المنتج عادل حسني بعد فشله في مسلسل «أبو ضحكة جنان - إسماعيل ياسين»، صلاح عبدالله الذي لم يسمح له عمره المتقدم بتجسيد فترة شباب الريحاني، عابد الفهد الذي رفض بسبب لهجته التي لا تتناسب مع لكنة نجيب الريحاني المصرية.
«الضاحك الباكي» ليس مسلسل السيرة الذاتية الوحيد الذي عانى في السنوات الماضية، لكن صناعه فكوا أسره وبدأوا بالفعل بروفاته وجلساته الأولية، فيما أعمال كثيرة مازالت متوقفة، من بينها: «محمد علي» وكان مرشحاً له الفنان يحيى الفخراني، يتناول السيرة الذاتية لصانع نهضة مصر في العصر الحديث، «عمر المختار» كان مرشحاً لبطولته الفنان مجدي كامل، «طلعت حرب» وغيرها من أعمال السيرة الذاتية التي لم تر النور لغاية الآن.نجيب الريحانييعرب هشام اسماعيل عن سعادته بردود الفعل التي تلقاها من الجمهور والنقاد حول الصور التي التقاطت له بماكياج الشخصية، وأجمعوا على أنها تشبه شكل نجيب الريحاني، وأنه الأنسب لهذا الدور، مشيراً إلى أن القيمين على المسلسل لم يتفقوا معه بشكل نهائي، بعد، ولا يعلم أي شيء عما سيحدث في المستقبل القريب.يضيف: «السيناريو مكتوب بحرفية، ما حمسني لتجسيد هذه الشخصية، لا سيما أن نجيب الريحاني أحد الفنانين العظماء الذين يستحقون تخليد ذكرهم، فضلا عن توافر عوامل النجاح لهذا العمل، ولن نكون مضغوطين في التصوير لأن المسلسل سيعرض خارج موسم رمضان، أي سنعمل بشكل هادئ».يتابع: «لا يمكن التعميم بأن مسلسلات السيرة الذاتية فاشلة، فثمة أعمالا كثيرة نجحت، والعبرة تكون بالسيناريو المكتوب والإدارة الواعية للمخرج، علاوة على الإنتاج الذي لا يبخل على العمل، إذا توفرت كل هذه المقومات فإن أي عمل درامي ينجح فوراً».طاقة إيجابيةالسيناريست محمد السيد عيد مؤلف مسلسلات السيرة الذاتية على غرار: «رجل من هذا الزمان - مصطفى مشرفة»، «قاسم أمين» و{علي مبارك» يقول: « أكتب أعمالي الدرامية، كما أكتب الروايات الأدبية ليظهر العمل رصيناً لا سيما عندما يكون سيرة ذاتية لإحدى الشخصيات المهمة»، موضحاً أن استسهال البعض وتسرّعه في كتابة مسلسلات السير الذاتية أثرا سلباً على هذه الأعمال.يؤكد أنه يريد تقديم قصص تحض على الوطنية والاجتهاد والعمل، لتشكل طاقة إيجابية للمشاهدين وتدفعهم إلى الأمام، معتبراً أن الشخصيات التاريخية الدرامية التي يقدمها تكون قدوة للشباب الذين يفتقدون إلى أمثالها في الواقع، وكاشفاً أنه يريد تقديم تاريخ مصر الحديث من خلال قصص سيرة ذاتية في الدراما التلفزيونية، مؤكداً أن هذا الدور الأصيل للفن. إنعام محمد علي مخرجة مسلسل «أم كلثوم»، أشهر سيرة ذاتية خلال السنوات الأخيرة، ترى أن غياب تلفزيون الدولة عن إنتاج أعمال درامية تجسد شخصيات تتميز بتاريخ مشرف، أثر سلباً على المجتمع، فأصبح المشاهدون يهتمون بالديكورات المبهرة وملابس النجوم بعيداً عن المضمون الدرامي.تضيف أن أعمال السيرة الذاتية التي قدمتها على مدار تاريخها، صنعت اسمها ووضعته وسط عمالقة الإخراج التلفزيوني، مؤكدة أن الدولة تركت سوق الفن والدراما فريسة لشركات الإنتاج الخاصة التي لا تبحث إلا عن مصلحتها الشخصية والمكسب الوفير، بعيداً عن الفكرة الجيدة التي تفيد الجمهور.مبالغة تعيب الناقدة خيرية البشلاوي على بعض صانعي مسلسلات السيرة الذاتية بسبب المبالغة في إظهار الصفات الحسنة في الشخصيات محور الأحداث، مطالبة إياهم بعدم التجميل ومناقشة الشخصية بصراحة ووضوح، والالتزام بالحقيقة والحيادية المطلقة في التناول، «لأن الأمانة والشجاعة مطلوبان في هذا النوع من الدراما».تضيف: «إلى جانب عدم الحيادية في بعض الأعمال، ثمة آفة أخرى هي أن بعض المسلسلات تكون ضعيفة في الكتابة والتصوير والإخراج، ويكون الهدف منها صنع مسلسل حول شخصية ما، بعيداً عن المهنية المطلوبة، لتكريمها فحسب».
توابل - مزاج
«الضاحك الباكي»... يعيد الحياة إلى مسلسلات «السيرة الذاتية»
11-05-2015