مسارات الأمن

نشر في 05-06-2015
آخر تحديث 05-06-2015 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي المخطط من وراء التفجيرات الأخيرة في المملكة السعودية قد فشل بحمد الله بفضل تماسك وتلاحم أبنائها من السنّة والشيعة، حيث استطاعوا كشف زيف ادعاء من يراهن على سهولة اختراق مكونات الشعب السعودي عبر بوابة الطائفية، فلقد أغلقوا الباب في وجوههم القذرة.

لقد عمل أعداء الإسلام على نشر الطائفية في العراق وسورية وبقية دول المنطقة، وعمدوا إلى تكريس هذا الفكر عبر التفجير في دور العبادة دون تفريق، والقتل على الهوية ليزيدوا من الاحتقان الطائفي، وها هم اليوم يتمادون في مخططهم وينفذون وعيدهم بتوسيع رقعة الخلافة لتطول دول الخليج "خاب ظنهم ومسعاهم".

العمل على ردع التطرّف يحتاج إلى الكثير من التدابير وتضافر الجهود على المستويين الشعبي والحكومي عبر التأكيد على مفهوم قبول الآخر كشريك في الوطن وكأخ في الدين، وهذا الدور يقع بالدرجة الأولى على الجهات الحكومية ومنها وزارة الأوقاف.

يد الإرهاب ستحاول مرات ومرات للنيل من صبر الناس والتأثير على الجهلاء في تأجيج الطائفية، المشروع الذي نجح أتباع دولة الخلافة في العراق والشام من خلاله في خلق الفوضى؛ لذا لابد من التعامل مع هذا الملف بكل جدية وشفافية، ففرض الأمن لا يقتصر على تدابير الجهات الأمنية.

لقد أسعدني تصريح وزارة الداخلية بالتأكيد على حماية المساجد من العابثين، وكلنا ثقة بمعالي وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد وأبنائه من رجال الشرطة في فرض الأمن على مستوى استباق الحدث، وذلك بعد أن وضحت معالم الإرهابيين ومن يقف وراء فكرهم الضال.

نجاح حملة جمع السلاح أكد حرص المواطن الكويتي وثقته برجال الداخلية، وما هي إلا بداية لضرب أوكار الإرهاب ورسالة لهم بأن الكويت البلد الآمن سيظل آمناً بإذن الله، ولن يكون مرتعاً لهؤلاء الخوارج، ولا إلى أتباع "داعش".

شهر رمضان على الأبواب، وهو شهر فضيل، وعلى القائمين على وزارة الإعلام الاستفادة منه من خلال توثيق روح التسامح والتآخي التي عاشها أهل الكويت منذ نشأتها، وذلك بتخصيص برنامج يومي يسجل مشاهدات الرعيل الأول للحديث عن الصور الجميلة التي عاشتها الكويت.

للواقفين ضد مشروع تنقيح المناهج الإسلامية:

قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)". سورة إبراهيم.

مكافحة الاٍرهاب تتطلب المواجهة والتصدي لها دون خوف، ولأن أغلب المغرر بهم من صغار السن فمن باب أولى سد الباب عليهم وعدم إعطاء الفرصة؛ لذا الوقوف بجانب وزير التربية الأخ الدكتور بدر العيسى في تصديه لتغيير مناهج التربية الإسلامية، وبما يتماشى مع المفاهيم السمحة للدين الإسلامي والمستجدات التي يشهدها العالم والمنطقة ضرورة، فجلّ منفذي العمليات الانتحارية اليوم هم ممن لفظتهم الأرض، ومن صغار السن؛ لذا تجد أن من يحثهم لا يجد عناء في جذبهم واستخدامهم لمخططاته العدوانية، بعد أن غسل أدمغتهم وأعطاهم صك الجنة والحور العين؛ فالتصدي لملف الاٍرهاب يجب أن يشمل حواضنهم الفكرية من دعاة النفير وجامعي الأموال، فهم الشر بعينه.

ودمتم سالمين.

back to top