يرى الفنان محمود عبد المغني أن اختيار شخصيات قريبة من الواقع الذي يعيشه المواطنون أحد الأسباب الرئيسة لنجاح أي عمل فني، لذا يحرص على تقديم هذه الشخصيات باستمرار في أعماله، لافتًا إلى أن هذا يرجع إلى دوره كممثل يحمل هدفاً ورسالة معينة يرغب في توصيلها إلى المشاهد. يعود عبد المغني إلى شاشة السينما بفيلم {النبطشي} بعد غياب عامين عنها. حول أسباب قبوله العمل، واستعداده لدوره فيه، ورؤيته للمنافسة في موسم عيد الأضحى كان لنا معه هذا اللقاء.

Ad

ما سبب غيابك عن شاشة السينما منذ تقديمك لفيلم {رد فعل} في 2011؟

تلقيت الكثير من العروض، لكنني رفضتها لعدم وجود موضوع يجذبني للعودة، وكنت سمعت نقداً كثيراً للأفلام الشعبية، ولم أكن أرغب في تقديم نموذج ضمن عمل سينمائي فيه إسفاف. والمتابعون لأعمالي الفنية يعلمون أن الابتذال والإسفاف ليس أسلوبي، واحترامي للجمهور يمنعني من ذلك.

ما الذي وجدته في {النبطشي} وشجعك على قبوله؟

جلسات العمل التي عقدتها في البداية مع المخرج اسماعيل فاروق الذي اعتبره أحد أفضل المخرجين الذين تعاونت معهم واستطاع تخريج قدرات فنية لدي، كذلك شركة {نيوسينشري للإنتاج السينمائي} التي وفرت المطلوب لتنفيذ الفيلم، بالإضافة إلى حماسة المؤلف محمد سمير مبروك للقصة التي كتبها ولا تندرج تحت نوعية الفيلم الشعبي المبتذل، وإنما الشعبي المحترم، إلى جانب فريق العمل الذي يضم هالة صدقي ومي كساب وإدوارد.

ماذا عن الشخصية التي تجسدها في الفيلم؟

أقدم شخصية {سعد أبو سنة} وهو إحدى الشخصيات المهمشة المنسية في المجتمع التي يجب تسليط الضوء عليها للفت نظر الناس والمسؤولين إليها، ومحاولة مساعدتها، ونستعرض نجاحاتها وأحلامها وطموحاتها، مثلما فعلت مع شخصية {الركين} في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، وتم عرضه منذ نحو عامين، وحقق نجاحاً كبيراً عند عرضه. لدينا الكثير من هذه النماذح التي تخرجت في كليات ومع ذلك ظلت شهاداتها معلقة في غرفها ولم تستفد منها عملياً.

ما سبب تفضيلك لتقديم مثل هذه الشخصيات؟

لأن 90% من الشعب المصري ينتمي إلى هذه الفئة، ويحتاج إلى طرح مشاكله، وتقديم حلها أو ترك القضية للمسؤولين للبت في شأنها، فالسينما ليست مجرد وسيلة للتسلية والترفيه، وإنما يجب استخدامها في طرح مواضيع جادة.

هل هذا يعني أن أعمالك تحمل رسائل مهمة للجمهور؟

بالطبع؛ أحرص على ذلك دائماً لأنني لست مجرد ممثل دخل المهنة بالوساطة، وإنما درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت لدي أفكار في شأن أعمالي التي سأقدمها أو أشارك فيها، ما يجعلني أملك مقاييس معينة لاختيار أدواري وأفلامي لأنني حامل رسالة معينة أرغب في نقلها إلى الجمهور، ولا أفكر في التواجد كل عام في السينما والتلفزيون، بل تهمني كيفية التواجد.

ما سبب نجاح هذه النوعية من الأعمال والشخصيات؟

أعتبرها بوصلة نجاح أي عمل فني؛ فكلما اقترب الفن من حياة المشاهد وواقعه اليومي استطاع تحقيق نجاح كبير، والأدلة على ذلك كثيرة من بينها تحقيق مسلسل {طرف ثالث} الذي شاركت في بطولته مع عمرو يوسف وأمير كرارة النجاح وسط 70 مسلسلاً لنجوم، ذلك لأنه استعرض نماذج لشباب حقيقيين يعانون مشاكل واقعية، فدخلت القصص في وجدان المشاهد، وتعلق بها.

كيف استعديت لشخصية {النبطشي}؟

أرهقتني هذه الشخصية كثيراً في تحضيرها وتصويرها ذهنياً ونفسياً؛ فقد ذهبت إلى منطقة بولاق أبو العلا وجلست مع كثير من الشباب الذين يقومون بهذه المهنة، وحضرت أفراحاً لهم لمشاهدة كيفية اندماجهم مع الموسيقى وإشعالهم للفرح، مثلما يُقال، وكثيراً ما كنّا نصور مشهداً على المسرح مدته أربع دقائق في ست ساعات.

ما أكثر المشاهد التي أرهقتك؟

لا يمكنني تحديدها؛ الدور ككل أرهقني ولكنه تعب لذيذ أتمنى أن يقابل باستحسان من المشاهدين، وأن يشعروا بالمجهود الكبير الذي بذله فريق العمل لأجل إمتاعهم ونقل صورة حقيقية لشخصية من قلب المجتمع.

من هو الجمهور الذي تخاطبه في {النبطشي}؟

أكاد أجزم بأن جمهوري هو الشعب المصري كله، وخارج حدود البلد أيضاً، وأعتقد أن هذه الشخصية موجودة في البلاد العربية.

وما سبب تحول {النبطشي} إلى إعلامي؟

ساقته الأحداث لأن يصبح أحد الإعلاميين في مصر، ويقدم برنامجاً حوارياً بعنوان {النبطشي} لأن في نظره الإعلاميين هم {نبطشية كلام}.

قدَّم ماجد الكدواني هذه الشخصية في فيلم {الفرح}. ما وجه الاختلاف بينها وبين شخصيتك؟

جسدها الكدواني سابقاً، ولكن ضمن مشاهد قليلة في فيلم تضمنته شخصيات أخرى عدة، ولا يُعتبر عملاً كاملاً يستعرض حياة هذه الشخصية من النواحي الإنسانية والاجتماعية والعاطفية والعملية، وهو ما نقدمه في الفيلم.

كيف ترى المنافسة مع أبطال أفلام العيد مثل أحمد السقا ومحمد رمضان وعمرو سعد؟

سعيد بها بالطبع، وتجمعني بهم منافسة شريفة، والمشاهد هو المستفيد منها ومن التنوع الحاصل فيها، وهو ما يسمح له باختيار أي نوعية يفضل متابعتها، والفيلم الذي سيحترم عقلية المشاهد سينال النجاح.

لماذا استعنت بالمغني الشعبي أحمد شيبة؟

الحقيقة أنني شاركت صنّاع العمل في اختياره لعشقي الكبير لصوته. أشعر بسعادة عندما أستمع إليه، وهو في نظري ليس مجرد مؤدٍ إنما هو مغنٍ كبير.

ماذا عن الراقصة التي شبهها البعض بصافيناز؟

الأحداث فرضت وجود أغنية للمغنية يسرا مع هذه الراقصة، وثمة أغنية أخرى لحمادة الليثي.

صحيح أنك ستشارك في بطولة فيلم {الليلة الكبيرة}؟

لم أتلق عرضاً بالمشاركة في بطولته، والأخبار المتداولة في شأن ترشيحي لبطولته هي مجرد إشاعات.

وما جديدك؟

كنت أتمنى المشاركة في سباق رمضان الماضي، ولكن للأسف لم تتح لي فرصة تصوير أي أعمال فنية أخرى بسبب انشغالي في {النبطشي}، لذا أقرأ مجموعة من الأعمال الفنية في الوقت الحالي، وأحدد موقفي منها قريباً بعد الاطمئنان على ردود الأفعال حول الفيلم.