في مواجهة الفوضى السائدة في ليبيا، لا تملك القوى الكبرى ودول المنطقة سوى خيارات قليلة جدا من ضربات عسكرية محتملة محدودة وصولا إلى السعي إلى حل سياسي، غير أن ذلك لا يزال فرضاً.
وفرنسا التي تجد نفسها في الواجهة بسبب تدخلها العسكري في منطقة الساحل، تحذر منذ عدة أشهر من مخاطر الوضع، وكذلك تفعل دول مثل النيجر وتشاد اللتين دعتا علنا إلى تدخل عسكري في ليبيا.غير أن باريس استبعدت أمس، مثل هذا السيناريو على المدى القصير، لافتة الى أنه من أجل القيام بذلك يجب "أن يكون هناك تفويض واضح وشروط سياسية" متوافرة في طرابلس "لكن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه".وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن "فرنسا لن تتدخل في ليبيا لأنه يتعين أولاً على الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها والسعي لإطلاق حوار سياسي لايزال غير قائم، وثانياً إعادة النظام".وقال الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن ريتشارد كوكران، إن "الغرب يركز على سورية والعراق، لكن ليبيا بالتأكيد تشكل تهديدا أكبر وخصوصا لجنوب أوروبا".وبالنسبة للأوروبيين فإن المخاطر تكمن في تدفق المهاجرين من سواحل ليبيا مع المعاناة الإنسانية التي يعيشونها قبل الوصول، فضلاً عن ملاذات الجهاديين في الجنوب التي تهدد بإشعال منطقة الساحل مجددا.وباستثناء فرنسا، فإن الأوروبيين، والأميركيين الذين خسروا سفيرهم في بنغازي في 2012، يلتزمون الصمت حيال الوضع ويكتفون بالدعوات الى "وقف المعارك فورا".من جهتها، تعارض الجزائر بشدة، وهي اللاعب الأساسي في المنطقة، أي تدخل خشية عودة التهديد الإسلامي عبر حدودها، داعية الى مصالحة وطنية في ليبيا، لكن كيف سيكون عليه الحل السياسي في منطقة تتشدد فيها المواقف يوما بعد يوما، ويدّعي فيها كل طرف انه سينتصر عسكرياً على الآخر؟!وتقول مصادر في باريس إن "الحل هو الوحدة الوطنية من خلال زعماء القبائل، قد نكون متشائمين حين نرى الوضع على الأرض لكن من الضروري إفساح المجال أمام عملية سياسية"، ويبدو أن لندن وروما تؤيدان هذا النهج أيضا.(باريس - أ ف ب)
دوليات
ليبيا... تحديات بالجملة وحلول قليلة
07-01-2015