في عزاء المملكة: شكراً خالد التويجري!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
شكراً للعدد الهائل من الجامعات الحكومية والخاصة التي أنشئت خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة، وللمدن الصناعية في مختلف مناطق المملكة، وللمستشفيات والمراكز الصحية العديدة، شكراً لمحاولة غربلة التعليم وإنقاذه من كف الظلام، شكراً لمحاولة الإصلاح بكل الاتجاهات وفي كل القطاعات، شكراً لمحاولة إلغاء التفرقة المناطقية، وتوزيع خيرات الوطن لتستفيد منها مدن الأطراف كما المدن الرئيسة، شكراً لقائمة طويلة من الإنجازات الخيرة التي تضيق بها مساحة المقال، فكيف يكال لتلك الإنجازات المهمة في مسيرة الوطن كل هذا المديح والثناء، ويذم رجل يُزعم أنه خلف كل صغيرة وكبيرة في ذلك العهد الذي تمت به تلك الإنجازات؟! وكيف لا يحمد بعد الله فضله في ذلك؟! لم يحظ رجل من سهام الأقاويل كما حظي به صدر هذا الرجل، لم يُرم رجل بكرات اللهب كما رمي، ولم تُعلق مشانق لرقبة كما علّقت له، إن الملك عبدالله، رحمه الله، بما عُرف عنه من قلب خيّر محب للناس، وفطرة نقيّة تلفظ الشر وترفض السوء، لا يمكن أن يكافئه الله بأناسٍ يملأهم السواد والشرّ، لابد أن يهديه قلبه الخيّر لأناس خيّرين، تلك ليس ثقة بالملك الراحل فقط إنما ثقة قبلها بالله العادل ذي الفضل العظيم الذي لا يظلم الصالحين.وفي ما يخص دور خالد التويجري في عهد الملك الراحل هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما أن يكون لا ناقة له ولا جمل بإدارة الدولة، وبهذا هو بريء من كل ما كان يوصف به من خير أو شر، أو أن يكون ضليعاً بكل صغيرة وكبيرة كما يقال، فتوجب إذن شكره على خير كثير عاشه المواطن في تلك الفترة، ومشاعل أُضيئت في طريق «العصرنة» والتطوير. وبغضّ النظر عن رأي أعدائه وأصدقائه على حدّ سواء، فأنا كمواطن بسيط لا أنتمي لا إلى أولئك ولا إلى هؤلاء، مواطن لا يعرف بواطن الأمور ولا خوافيها إلا أن لي عقلا سليما يميز ظاهرها ويحاول تحليله منطقيا، أقول بكل ما أوتيت من إيمان لخالد التويجري بعد أن أعفي من جميع مناصبه: شكراً وجبت منّا نحن الذين أحببنا الملك الراحل لك... حُمّلت أمانة ثقيلة وأخلصت لها ودفعت ثمناً باهضاً لحملها ومازلت، إلا أن الله لن ينسى لك ذلك ولا عباده الصالحون، ودعواتنا لمن بعدك أن يعينه الله على حمل شعلة النور فيما يكتب له من المسيرة في هذا المشوار الطويل.