كشف وزير الشباب والرياضة المصري، خالد عبدالعزيز، عن خطة أعدتها جماعة «الإخوان» إبان فترة حكمها للبلاد، استهدفت «أخونة» الوزارة وزرع كوادر شبابية في مراكز الشباب للاستفادة من أصواتها في أي استحقاقات انتخابية مستقبلية، وقال في حواره مع «الجريدة» إن الجماعة سعت بخطة منظمة لتصعيد أسامة ياسين من وزير للشباب وقتذاك إلى رئيس للبلاد، لافتاً إلى تفاصيل أخرى في السياق بشأن جهوده للارتقاء بالشباب، وتجنيبهم الوقوع في شراك التطرف. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ما حقيقة سعي جماعة «الإخوان» خلال عام حكمها للبلاد إلى «أخونة» الوزارة؟

- منذ لحظة وصولهم إلى سدة الحكم، وضع «الإخوان» خطة منظمة لتأهيل القيادي بالجماعة، وزير الشباب إبان حكمها أسامة ياسين، من أجل إعداده لتولي منصب رئيس الجمهورية مستقبلاً، الأمر ذاته كان يتم مع وزير التموين الإخواني السابق باسم عودة، وكانت الخطة تعتمد على وضع قيادات إخوانية داخل مجالس إدارات مراكز الشباب بمختلف المحافظات، مرورا بالمديريات ووصولاً إلى الوزارة، كان عملهم ممنهجاً ويستهدف إدراج أكثر من خمسة ملايين شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، وتمكينهم من العضويات التي تستخدم في النهاية كأصوات انتخابية للوقوف خلف أسامة ياسين وقت ترشحه للرئاسة، كنا نعلم جيداً بوجود هذا المخطط الذي يمثل خطورة على عصب الدولة، وعملنا على إحباطه من خلال تركيز اهتمامنا على الشباب بأسلوب مدروس وممنهج، بناء على تعليمات القيادة السياسية التي وضعت خطة تنمية وتطوير الشباب على رأس أولوياتها.

• لماذا أرسلت قانون الرياضة الجديد إلى اللجنة الأولمبية الدولية من دون إجراء تعديلات عليه، وهو ما أثار جدلاً واسعاً؟

- كان لابد من احترام الدستور الجديد الذي ينص على عدم تدخّل الحكومة في المواثيق الأولمبية، والتأكيد على احترام المعايير الدولية، حتى لا نقع تحت طائلة القانون، ولاسيما أن رئيس الحكومة إبراهيم محلب التقى ممثل اللجنة الأولمبية الدولية حسن مصطفى، وأكد له ضرورة احترام الدولة للقوانين والمواثيق الدولية، ومن هنا كان لابد من التعامل بكل عقلانية وهدوء مع اللجنة، حتى لا نخسر دعمها في إطار عملنا لرسم خارطة الطريق الجديدة للرياضة المصرية، مع العلم بأنني أرسلت قانون الرياضة الجديد كما اعتمده الوزير الأسبق طاهر أبوزيد، ولم أتدخل فيه من قريب أو بعيد، فقط تم إرساله إلى اللجنة الأولمبية المصرية لمراجعته قبل إرساله إلى اللجنة الدولية.

• بعض مراكز الشباب تشهد تجاوزات واضحة، ما تعليقك؟

- أعترف بوجود تجاوزات في عدد من مراكز الشباب، فمثلاً وجدت مراكز شباب على الورق فقط، والمساحة المشيدة عليها صغيرة للغاية، ورغم ذلك يتم صرف الدعم لها، ولذا تم إيقافها، ووضعنا تصوراً جديداً لمساعدة مراكز الشباب الجادة على العمل والاستفادة من الإمكانات المعطلة، وبالفعل ثمة قصور شديد في التعامل مع الشباب، فهناك مراكز تتعامل على أنها ملكية خاصة، لكننا وضعنا خططاً إصلاحية مستقبلية.

• ومتى برأيك يمكن جني ثمار هذه الخطة الإصلاحية؟

- لن نجني ثمارها بين يوم وليلة، أمامنا بعض الوقت إلى أن تختفي كل هذه النماذج السيئة من حولنا، وزياراتي المفاجئة لمراكز الشباب لا تتوقف للكشف عن التجاوزات، وأعد بالقضاء على كل التجاوزات التي تشهدها هذه المراكز في القريب العاجل.

• ما خطة الدولة لتنمية الشباب وتفريغ طاقاتهم؟

- تشمل الخطة تسليم مائة ملعب خماسي حديث ومائة ملعب قانوني نجيل اصطناعي على أحدث طراز لممارسة كرة القدم، في إطار خطة الوزارة في تطوير مراكز الشباب بالمحافظات، بالإضافة إلى تنظيم دوري لمراكز الشباب في اللعبات المختلفة، وأعد بأن يكون لقطاع الشباب بالوزارة أكبر دور في إعداد اللاعبين المميزين لضمهم إلى المنتخبات القومية المختلفة.

• ماذا عن دور الوزارة في تجنيب الشباب السقوط في شراك التطرف؟

- اجتمعت أخيراً مع مجموعة من الشباب في دار الأوبرا، بحضور وزير الثقافة جابر عصفور، واستمعت لآرائهم حول برامج وأنشطة الوزارة الثقافية وتلقيت مقترحاتهم لتطوير برامج العمل المشتركة مع الوزارة، ورحبت بفكرة أحد الشباب بخصوص تنفيذ برنامج ثقافي رياضي على هامش الأحداث الرياضية الكبرى، من خلال عقد الندوات الثقافية لنشر الثقافة بين جمهور الرياضة المصرية، والذي يمثل غالبيتهم الشباب، وهذا كله من شأنه إبعاد الشباب عن التعصب الأعمى والأفكار المتطرفة.