الكويت مليئة بالكفاءات ولا تعجز هذه الأرض الطيبة عن اكتشاف المواهب المتميزة التي تملك القدرات والعلم المطلوب، فتجد في كل مجال كويتيا متميزا وكفؤا، وله علامة فارقة في مجال عمله، سأتحدث باختصار في هذه السطور القليلة عن موهبة علمية تخصصت في الزراعة، وحققت إنجازات ليست سهلة، لكن هذه الموهبة لم يتم تسليط الضوء عليها بما تستحق، وهنا أتحدث عن مزارع كويتي.

Ad

الشاب فيصل عوض الدماك هو أحد كبار المزارعين المنتجين في الكويت، ويقود عملية كبيرة لتزويد السوق المحلي بمنتجاته الزراعية الكويتية مئة في المئة يومياً، وبأسعار في متناول الجميع، أي أنه أحد أذرع الأمن الغذائي في البلاد بإنتاج وفير يحقق الوجود المطلوب للمنتج الزراعي الكويتي.

 ومن الابتكارات الزراعية اللافتة لهذا المزارع أنه ينتج الفراولة بنوعين: أميركي وإسباني، وبطريقة الزراعة بدون تربة، وهي طريقة زراعية نادرة لا توجد في أي مزرعة، وبنظام الحقول الأفقية المعلقة، ويتم فيها تلقيح الفراولة بالنحل الطنان، وهو عبارة عن نحلة كبيرة تقريبا، ولا تنتج العسل إنما تنقل رحيق الزهر من زهرة إلى أخرى، ويتم التلقيح عبر زيارة النحل لزهرة الفراولة، مما يعطيها طعما ألذ من غيرها. علما أن النحل الطنان يتم استيراده من هولندا، وعمره الافتراضي تقريبا ستة أسابيع، ويموت بعدها النحل تلقائياً، وفي المزرعة يحسب تماماً هذا الأمر، وذلك بتلقيح الخلايا أولاً بأول، حتى تستمر عملية التلقيح بدون توقف.

وبالنسبة إلى الزراعة بدون تربة فهي تبدأ من شهر أكتوبر حتى يونيو بالنسبة إلى الفراولة، وبعدها تستبدل بالفاصولياء من يونيو حتى نهاية سبتمبر، وذاك في بيوت محمية ومبردة، ومن الأمور المتميزة لهذه المزرعة الإنتاج المستمر لثمرة الطماطم، وهي أكثر ثمرة يحتاجها السوق المحلي، ففي السابق كانت زراعتها تتوقف من شهر مايو حتى ديسمبر، والآن بفضل الله، وبجهود جبارة وتطور علم الزراعة، والخبرة الكبيرة التي استمدها المزارع الدماك من زياراته المتعددة للمعارض والمؤتمرات الزراعية في أوروبا، أصبح إنتاح الطماطم مستمرا طوال العام بلا توقف؛ مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد بإنتاج محلي.

أخيراً هذه الكلمات ليست مجاملة، أو تسليط ضوء على من لا يستحق، إنما هي أقل القليل في ذكر أعمال لمبدعين كويتيين يستحقون الذكر والتكريم، وفيصل هو واحد من آلاف الشباب الكويتيين الذين ربما لم ينالوا حظهم من الذكر في الإعلام، وتعريف أهل هذه الديرة الطيبة بهم.