هناك طريقة كلاسيكية لقياس ما إذا كانت الأسهم رخيصة أم لا، وهي النظر إلى مؤشر مضاعف الربحية «Price – to earnings ratio» لمؤشر الـ«SandP 500»، وهو معيار يحدد ما إذا كانت أرباح الشركات تبرر حقاً مستوى سوق الأسهم أم لا.

Ad

مع تواصل ارتفاع الأسهم الأميركية، صعد مؤشر SandP بنسبة 10 في المئة خلال العام الجاري، وفي حال احتفظ بتلك المكاسب سيكون العام الثالث على التوالي الذي يحقق فيه سوق الأسهم الأميركية ارتفاعاً مكونا من رقمين، وهو ما لم يحدث من أواخر التسعينيات من القرن الماضي.

ولكن عادة ما يتبادر التساؤل في ذهن المستثمرين حول ما إذا كان السوق مقوما بأكثر من قيمته أم لا؟، وهو ما حاول تقرير "سي إن إن موني" مناقشته.

1- قياس هل الأسهم رخيصة أم لا:

هناك طريقة كلاسيكية لقياس ما إذا كانت الأسهم رخيصة أم لا، وهي النظر إلى مؤشر مضاعف الربحية "Price – to earnings ratio" لمؤشر الـ"SandP 500"، وهو معيار يحدد ما إذا كانت أرباح الشركات تبرر حقاً مستوى سوق الأسهم أم لا.

ووفقاً لـ"إس أند بي كابيتال أي كيو"، فإن قيمة مؤشر مضاعف الربحية حالياً تبلغ 19، أي أعلى من المتوسط التاريخي 15، إلا أنها ليست بعيدة عن متوسط العقد الماضي البالغ حوالي 17.

2- الحالة التشاؤمية:

يشير المتشائمون عادة إلى ما يسمى "شيللر بي إي" بعد حصول الاقتصادي روبرت شيللر على جائزة "نوبل"، وهي تعتمد على إدخال بعض التعديلات على معدل مضاعف الربحية للتضخم ومتوسط الدخل خلال العقد الماضي.

ووفقاً إلى "شيللر بي إي"، فإن الأسهم تعد مرتفعة الثمن، حيث تبلغ قيمتها حالياً 26.5 بالمقارنة مع المتوسط التاريخي عند 16.

وبلغت قيمة "شيللر بي إي" 44 في قمة فقاعة الدوت كوم، بينما وصلت إلى 13 في أسوأ مراحل الكساد العظيم، كما أن "شيللر" نفسه حذر من أن السوق يشهد فقاعة أخرى.

3- اعتبارات أخرى:

ولكن هناك نوعان من العوامل الرئيسية الأخرى ينبغي النظر إليها عند الحكم على أسعار الأسهم: أولاً: مدى سرعة نمو الاقتصاد، ثانياً: هل من المحتمل أن يثير الاحتياطي الفدرالي الفوضى؟

ويعترف المتفائلون بأن سوق الأسهم الأمريكي ليس رخيصاً في الوقت الحالي، لكنهم يرون أن الأسهم ترتفع نظراً لسبب منطقي: أن الشركات الأمريكية والاقتصاد آخذ في التوسع بشكل واضح.

وجاءت أرباح الشركات الأخيرة قوية على الرغم من الرياح المعاكسة من أوروبا، فيروس "إيبولا"، و"داعش" ومشكلات أخرى، حيث تنمو القطاعات العشرة التي يضمها مؤشر "إس أند بي 500"، وحوالي 75 في المئة من الشركات تجاوزت نتائجها التوقعات.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بأعلى قليلاً عن 2 في المئة هذا العام.

4- علامة الاستفهام الكبرى:

وعادة ما تدخل الأسهم في حالة من الانهيار بسبب بعض الأخطاء الكبرى، على سبيل المثال: خروج التضخم عن نطاق السيطرة، أو تحرك الاحتياطي الفيدرالي بشكل سريع للغاية لرفع معدلات الفائدة.

وفي الوقت الراهن، يبلغ معدل التضخم 1.7 في المئة أي أدنى من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة، كما أن الأسواق تخشى بالتأكيد رفع البنك المركزي الأمريكي لمعدل الفائدة عام 2015، ولكن تعطي رئيسة الاحتياطي الفيدرالي "جانيت يلين" وزملائها في مجلس الإدارة العديد من الإشارات قدر الإمكان حول ما سوف يحدث وتوقيته.

وفي النهاية أشار التقرير إلى تصريح "روبرت شيللر" مع شبكة "سي إن بي سي" في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث قال أنه على الرغم من أن سوق الأسهم مقوم بأعلى من قيمته إلا أنه لا يزال على الأرجح "ليس استثماراً سيئاً، عند النظر إلى كافة الأمور".

(أرقام)