سيطر تنظيم الدولة الإسلامية ليل الجمعة السبت على أحد أكبر حقول منطقة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق، واحتجزوا 24 من موظفيه، بعد الهجوم الذين شنه المتطرفون على المدينة الخميس الماضي.

Ad

وقال مسؤول في شركة نفط الشمال السبت أن "تنظيم داعش اقتحم حقل خباز النفطي الواقع في ناحية الملتقى غرب كركوك "30 كلم" وقاموا باحتجاز 24 موظفاً نفطياً مناوباً لتشغيل الحقل".

وينتج الحقل الواقع على الحدود الفاصلة بين سيطرة السلطات العراقية والمناطق التي يسيطر عليها الجهاديون غرب كركوك 35 ألف برميل يومياً.

وطلب المسلحون من الموظفين وقف عمليات الإنتاج وبعد ذلك انقطع الاتصال معهم، بحسب المسؤول.

وأضاف المسؤول أن "المعلومات تشير إلى أن الموظفين محتجزين الآن في إحدى ملاجىء حقل الخباز وهم رهائن لدى تنظيم داعش".

واندلع حريق داخل الحقل الذي يضم 400 بئراً نفطياً منتجاً، بحسب المصدر.

بدوره، أكد مصدر أمني في شركة نفط الشمال أن "الموظفين لم يستطيعوا الخروج ليلة أمس بسب الاشتباكات وظلوا عالقين بالموقع النفطي".

وتسلل مسلحو الدولة الإسلامية إلى داخل الحقل بالتزامن مع هجوم كبير على كركوك من أربعة محاور قتل خلالها 19 من عناصر قوات البشمركة الكردية بينهم ضابط كبير.

ويقوم طيران التحالف الدولي حالياً بطلعات مكثفة فوق الموقع لمنع وصول إمدادات من المسلحين إلى داخل الحقل، ومنع تهريب الرهائن، بحسب مسؤول أمني.

من جهة أخرى، أكد مصدر في قوات البشمركة مقتل اللواء حسين منصور أحد القادة خلال عملية عسكرية قرب الحقل.

وأوضح المسؤول الأمني رافضاً الكشف عن اسمه أن منصور قتل بنيران "قناص عندما كان يتقدم جنوده خلال العملية التي أسفرت عن تطهير قرية الأضيفر، الواقعة بين حقل خباز، وناحية الملتقى، غرب كركوك".

وكان هذا الضابط مسؤول قوات البشمركة في ناحية جلولاء التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وشارك في هذه العملية قوات مكافحة الإرهاب والبشمركة والشرطة باسناد من طيران التحالف الدولي.

وقُتِلَ في الوقت ذاته ضابط برتبة رائد في قوات البشمركة وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار منزل مفخخ بقوات البشمركة في قرية العسل، القريبة من الحقل النفطي.

وقال الضابط الكردي "نطوق حقل خباز الآن من جميع الاتجاهات، لكننا لم نقتحمه، بسبب قيام داعش بتفخيخ المكاتب والطريق المؤدية" إلى المكان.

وتمكنت القوات الكردية كذلك من فرض سيطرتها على مناطق التماس الفاصلة مع تنظيم الدولة الإسلامية جنوب غرب كركوك اليوم.

أوضح مسؤول في البشمركة أن "القوات بدأت هجومها على معاقل داعش في ثلاث محاور من قرية الملا عبدالله جنوب كركوك وهي تحت السيطرة الآن".

إلى ذلك، أعلن مصدر في قوات البشمركة جنوب كركوك أن "معلومات أولية تشير إلى مقتل الملا شوان في معركة الجمعة".

وأضاف أن "لقد تلقينا للتو خبر مقتل شوان من مركز الاستخبارات بكركوك".

يُشار إلى أن الملا شوان هدد في مقطع فيديو نشر باللغة الكردية أمس باحتلال كركوك وأربيل.

وكان ملا شوان هو إمام وخطيب الجمعة في أحد مساجد أربيل التحق مع زوجته وأطفاله بصفوف الدولة الإسلامية عقب سيطرته على الموصل وأعلن أنه أصبح "مجاهداً في الدولة الإسلامية".

وقد تمكنت قوات البشمركة من التصدي للهجوم وطرد عناصر التنظيم إلى خارج المدينة وقتل 104 منهم أحدهم قيادي بارز ملقب باسم أبو احسان التركي قائد كتيبة المهاجر.

يُشار إلى أن محافظة كركوك المتنازع عليها، تقع تحت سيطرة قوات البشمركة بعد انسحاب قوات الجيش العراقي في يونيو إثر هجوم الدولة الإسلامية على مناطق شمال العراق.