مجلس الأمن يمهل الحوثيين 15 يوماً... والانقلابيون يتحدّون

نشر في 17-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 17-02-2015 | 00:02
No Image Caption
• البختي يهدد بـخطوات عدائية مماثلة مع الخليج
• أنصار هادي يسيطرون على مقرات مهمة في عدن
أمهل مجلس الأمن الدولي جماعة «أنصار الله» الحوثية 15 يوماً للتراجع عن إجراءات سيطرتها على السلطة في اليمن، والإفراج عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والعودة إلى الحوار.

استنكر مجلس الأمن الدولي في قرار أصدره مساء أمس الأول إجراءات جماعة الحوثي في اليمن، وطالبهم بوقف العنف ومشاركة جميع الأطراف بصورة فعالة في مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة.

وحذر المجلس، الذي اجتمع في جلسة طارئة لمناقشة مشروع القرار الذي تقدم به الأردن وبريطانيا، من أن اليمن ينهار، لكنه لم يدعم طلب دول مجلس التعاون الخليجي باستصدار قرار يستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات.

وقال مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضوا، في القرار، إنه «يستنكر بشدة» تصرفات الحوثيين، داعيا الجماعة إلى سحب قواتها من المؤسسات الحكومية وإطلاق سراح الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح وغيرهما من المسؤولين الخاضعين للإقامة الجبرية بصورة فورية.

وجاء في القرار أن «مجلس الأمن يدعو جميع الأطراف، على وجه الخصوص الحوثيون، إلى تسريع عقد مفاوضات شاملة للتوصل إلى حل توافقي».

ويضيف القرار أن مجلس الأمن «يبدي استعداده لأخذ تدابير إضافية»، وهي عبارة تعني في قاموس الأمم المتحدة فرض عقوبات لكن من دون أن يجيز استخدام القوة لوضع قرارات المجلس موضع التنفيذ.

ودعا القرار «كل الدول الأعضاء إلى الإحجام عن التدخل الخارجي، الذي يسعى لإذكاء الصراع وعدم الاستقرار، وأن تدعم بدلا من ذلك الانتقال السياسي».

ومن المنتظر أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تقريرا بعد 15 يوماً بشأن التزام الأطراف اليمنية بما جاء في قرار مجلس الأمن الصادر أمس الأول.

تظاهرة في إب

في غضون ذلك، أصيب خمسة محتجين بإطلاق النار من قبل مسلحين حوثيين على تظاهرة رافضة لهم في محافظة إب وسط البلاد.

تحذير أردني

من جهته، حذر الأردن، من أن الأحداث في اليمن خلقت «فراغا سياسيا وأمنيا واسعا». وقالت مندوبته أثناء مناقشة القرار «نحن قلقون من أن استمرار الوضع دون تدخل المجتمع الدولي وإشراك مجلس الأمن سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، ليس فقط على المستوى المحلي بل في المنطقة بأسرها».

حل سلمي

ودعت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور، إلى إيجاد حل سلمي للوضع الحالي في اليمن من خلال توافق الآراء.

وقالت باور «إن الشعب اليمني يستحق طريقا واضحا يعيده إلى عملية الانتقال السياسي وإلى حكومة شرعية بناء على اتفاقيات وقرارات هذا المجلس، مع وضع جدول زمني معلن ومواعيد محددة لإنجاز دستور جديد وإجراء استفتاء دستوري وانتخابات وطنية».

رد حوثي

وفي أول رد فعل من قبل جماعة «أنصار الله» على قرار مجلس الأمن، قال القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي إن «قرار مجلس الأمن يضر بمصالح اليمن، ولن يستطيع الخارج فرض قراره على إرادة الشعب، لأنه أصبح واعياً ومتسلحاً بالثقافة القرآنية والجهادية الصحيحة».

وأضاف «الخارج هو من التف على ثورة 2011 (أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح) وفرض المبادرة الخليجية، التي أعادت تقاسم السلطة والثروة بين أركان النظام السابق وأحزاب تكتل اللقاء المشترك (6 أحزاب إسلامية وقومية ويسارية)، وعمل على تحصين الفاسدين من الملاحقة القانونية».

وتابع البخيتي «سنمضي قدما بمكافحة الفساد والقضاء على الإرهاب»، معتبرا أن «سعي بعض دول الخليج والدول الكبرى إلى فرض عقوبات على اليمن وتأييد بعض القوى في الداخل لهذا التوجه يكشف أن هناك مؤامرة على البلاد».

واختتم قائلا «نحن حريصون على أن تكون علاقة اليمن جيدة مع الخارج خاصة مع الأشقاء، وأي توجهات عدائية ستواجه بالمثل سواء اقتصادية أو عسكرية».

أنصار هادي

في غضون ذلك، سيطرت أمس اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في جنوب البلاد على مؤسسات حكومية مهمة، في وقت تتزايد فيه الدعوات المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية، إن «مسلحي اللجان الشعبية سيطروا على مقر التلفزيون الحكومي (قناة عدن الفضائية) الواقع في مدينة التواهي بمحافظة عدن دون مواجهة مع حراسة المقر».

وأضافت المصادر أن «المسلحين سيطروا على مقر السلطة المحلية في مدينة دار سعد بمحافظة عدن، وقاموا باحتجاز عدد من جنود الحراسة، كما قاموا بالسيطرة على محطة الحسوة الكهربائية التي تزود محافظة عدن بالتيار الكهربائي، وأجبروا قوات الشرطة المكلفة بحراستها على الانسحاب منها».

خطف جنود

في السياق، اختطف مسلحون يتبعون الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، أمس الأول، ضابطين من الجيش وعشرة جنود بمحافظة لحج جنوبي البلاد.

وقال مسؤول محلي في المحافظة طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية إن «مسلحين يتبعون الحراك الجنوبي هاجموا بطريقة مفاجئة نقطة تفتيش تابعة للجيش بمنطقة ردفان بمحافظة لحج، واختطفوا ضابطين برتبة عقيد وعشرة جنود كانوا معهما».

وفي موازاة ذلك، سيطر مسلحون مساء أمس الأول على موقع تابع لكتيبة الدفاع الجوي في محافظة شبوة شرق البلاد، بعد اندلاع اشتباكات بينهم وبين الجنود في الموقع.

(صنعاء، عدن - د ب أ، رويترز، أ ف ب)

يهود اليمن يفرون خوفاً من الحوثيين

لم يتبق في اليمن سوى بضع عائلات تشعر بالقلق من الطائفة اليهودية القديمة، غير أن أفرادها قد يفرون من البلاد قريباً، بعد أن سيطر الحوثيون الشيعة على السلطة في البلاد.

وكانت مضايقات حركة الحوثيين التي يقول شعارها «الموت لأميركا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام» دفعت أغلبية اليهود في السنوات الأخيرة للرحيل عن المناطق الجبلية في شمال اليمن، التي ظلوا يعيشون فيها منذ مئات السنين مع المسلمين الشيعة.

غير أن الخلافات السياسية التي لم يكن لليهود فيها أي دور تصاعدت في سبتمبر الماضي، لتبلغ ذروتها بدخول مقاتلي الحوثيين العاصمة صنعاء، التي اعتبرتها الطائفة اليهودية الملاذ الأخير لها، وأصبحت تفكر في الخروج نهائياً من البلاد.

وقال أعضاء في الطائفة اليهودية لـ»رويترز»، إن «ستة أفراد من يهود اليمن ينتمون إلى عائلة واحدة وصلوا إلى إسرائيل الجمعة الماضية».

وقال يحيى يوسف كبير الحاخامين في شقته بمجمع مسور، يقع بجوار وزارة الدفاع «منذ سبتمبر الماضي أصبحت حركتنا محدودة جدا خوفاً من الوضع الأمني، كما أن بعض أعضاء الطائفة فضلوا مغادرة البلاد».

وإلى جانب اللغة العربية يتحدث الحاخام يحيى اللغة العبرية، ويقدر التقاليد والعادات المحلية، ويخشى الحياة بعيداً عن أرض الوطن.

وبينما كان والده المريض يرقد في الشمس خارج المنزل قال يحيى «لا نريد أن نرحل. لو أننا أردنا ذلك لفعلناه منذ وقت طويل».

وانخفض عدد اليهود الذين رحلوا من محافظة صعدة معقل الحوثيين عام 2009 إلى المجمع الذي تحرسه القوات الحكومية من 76 شخصاً إلى 45. وتعيش مجموعة أخرى من 26 فرداً في مدينة إلى الشمال من العاصمة صنعاء.

وقبل بضعة أعوام كان عدد اليهود يتراوح بين 200 و300 فرد مقارنة بعدد السكان البالغ 19 مليون نسمة.

(صنعاء - رويترز)

back to top