من بين هؤلاء الفنانين منة جلال التي أعربت عن سعادتها بتكريم صندوق «شباب تحيا مصر» لها، لافتة إلى أنه دليل على أن ما تؤديه يراه الجمهور ويشعر به ويكرمها عليه، مضيفة أنها عندما تؤدي دوراً تمثيلياً ويتجاوب معه الجمهور يكون ذلك تكريماً أيضاً.

Ad

تتابع: «الأفضل أن يأتي التكريم من بلدي، شعور جميل أن يقدر الناس فني وموهبتي، لأن ذلك يدفعني خطوات إلى الأمام ويبرز ثمرة مجهودي، وهو أهم من المقابل المادي الذي أتقاضاه نظير عملي».

طارق صبري الذي تم تكريمه خلال حفلة تدشين «ائتلاف شباب وفناني مصر ضد الإرهاب»  يعتبر التكريم دعوة صادقة لاستمرار الجهد والعطاء والعمل، مؤكداً أن ذلك يعطيه دفعاً قوياً لإكمال مسيرته الفنية، رافضاً الدعوات التي تطالب بتكريم الفنان عندما يكبر في السن أو تكثر أعماله، وقائلاً:{من الواجب أن يكرم الفنان خلال رحلة العطاء ليكون لديه دافع لتقديم أفضل الأعمال وأحسنها».

يضيف أن المبدع يحتاج دفعاً معنوياً منذ بداية مشواره لزيادة القدرة على التميز والعطاء ورفع مستواه، محذراً من خطورة أن يعتمد الممثل على ذلك فحسب، ويكون همه التكريم ويهمل عمله.

مذاق مختلف

المطربة أمينة الفخراني التي تم تكريمها في مهرجان «فناني مصر ضد الإرهاب» ترى أن للتكريم  مذاقاً مختلفاً  وهو بمثابة شكر عن مجهود بذلته، موضحة أنها لا تهتم بالمؤسسة التي منحتها هذا التكريم، بل بالمصداقية التي تشعر بها أثناء دعوتها وتكريمها واحتفاء الناس بها.

تضيف: «يحملني التكريم مسؤولية أكبر في البحث عن الأفضل والأحسن باستمرار، من خلال الأدوار الجيدة التي أقدمها أو اللحن والكلمة المتميزة التي يستمتع معها الجمهور من دون إسفاف أو ابتذال، بالإضافة إلى أنه يحفزني كي أعمل بشكل أكبر وأفضل وأدقق في خياراتي».

للمكان الذي يخرج منه التكريم عامل كبير ومهم بالنسبة إلى الفنانة حنان شوقي، وتفضل أن يكون له اسمه، موضحة أنه في بعض الأحيان يتم تكريم الفنان بعد وفاته، فيما الأفضل أن يرى الفنان تكريمه بنفسه.

تعتبر التكريم لمسة وفاء تشعرها بأن ما قدمته جيد ويستحق التقدير، مؤكدة أن سعادة كبيرة تغمرها  عندما تمشي في الشارع وتلمس حب الناس، وهي تعتبر ذلك بمثابة تكريم لا يقل عن التكريم في المهرجانات الدولية والحكومية.

بدورها توضح الفنانة سميرة عبدالعزيز أن التكريم الصادر عن مؤسسة عريقة أو مهرجان مهم له تاريخ بمثابة تاج  يوضع على رأس المبدع ومؤشر إيجابي لمشواره الفني، مشيرة إلى أن تكريم المبدع في حياته ــ من جانب الدولة ــ يضفي عليه بريقاً ويريحه نفسياً وهو أمر مهم وضروري، لافتة إلى اهتمامها بتكريم المواطنين العاديين الذين يبدون إعجابهم بأعمالها، وثقتهم بأنها ستقدم لهم فناً مميزاً.

تلاحظ أن بعض جوائز مؤسسات الدولة تذهب لمن لا يستحقها،  وتدفعها التوازنات السياسية في اتجاه شخص معين، فيما حب الجمهور العادي للفنان هو الأهم ولا تشوبه أي توازنات.

«شو» إعلامي

الأهم الجهة التي تمنح هذا التكريم وتاريخها، برأي الناقدة ماجدة خيرالله، تقول «ليس من الطبيعي أن ينشئ كل شخص كياناً وهمياً ثم يطلق التكريمات هنا وهناك، أصبحنا نرى مدارس تكرم النجوم ومهرجانات تقام لمرة واحدة في العمر، ما يجعلنا أمام فوضى المهرجانات والتكريمات».

تضيف:{قبل تكريم الفنان يجب أن نعرف السنوات التي قضاها في هذا الكفاح، والصعوبات التي واجهته أثناء عمله»، مطالبة أن يكون التكريم في حياته وليس بعد وفاته، وفي سن تتيح له استثمار هذا التكريم في تقديم أعمال جيدة.

بدوره، يوضح الناقد الفني سمير الجمل أن التكريم الحقيقي المنبثق من مكان معلوم ولا دوافع مادية أو سياسية له، يُمثل تحريضاً صريحاً على التميز والتفوق والإبداع، ويعطي مؤشراً إيجابياً لبذل مزيد من المجهود والإصرار والإخلاص في العمل، مشيراً إلى أن المكرمين تزداد إنتاجيتهم ويرتفع مستوى أعمالهم أكثر من ذي قبل.

يضيف:{نلاحظ في الفترة الأخيرة أن ثمة أماكن مجهولة تكرم فنانين مجهولين لا نعرف عنهم شيئاً، يكون الهدف من كل ذلك الـ {شو} الإعلامي أو جمع التبرعات أو جلب مزيد من الفنانين لإحدى الفاعليات، في محاولة لإنجاحها وإضفاء أهمية عليها، ودعوة القنوات الفضائية التي لن تأتي إلا بوجود هؤلاء الفنانين}.