اخرجوا إلى الهواء
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
جاءت السنوات العشر الماضية بمجموعة كبيرة من الشعراء والروائيين والكتاب وتوقعنا أن يخرج الى الهواء هؤلاء الذين يبدو أنهم كرسوا حياتهم لتكرار مناهج تعليمية يرددونها كل سنة لطلبة مختلفين ويمكن اضافة عمل هنا وعمل هناك كل عام.أما مهمة النقد وقراءة الأعمال الأدبية الجديدة فهي ليست من مهامهم النقدية وليست واجبا وطنيا تجاه أبناء جيلهم الذين يحتاجونهم في بداياتهم. وحتى لا يغضب مني أحد ويدعى أنني أكتب دون أن أذكر أسماء بعينها سأذكر أولا سبب هذا المقال وهو د.سليمان الشطي؛ أحد أهم الأسماء النقدية في الكويت سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، فالرجل منذ دراساته الأولى عن رمزية نجيب محفوظ يحظى بثراء نقدي مهم وفاعل في الحركة الأدبية في الكويت. وأسعدني أننى رأيته في المهرجان النقدي الأخير في الكويت، وأملنا دائما أن يقدم قراءاته مواكبا هذا الجيل الجميل الذي أتمنى أن يطلع على ما يكتب.الاسمان الآخران هما د.علي عاشور وزميله د.عباس الحداد وهما زميلا دراسة كان الأول يدرسنا العروض وهو طالب في الآداب والثاني كنا نرى فيه وعيا جميلا في الدراسات النقدية. وأعرف أنهما يمتلكان طاقة نقدية جميلة ولكنني لا اعرف سبب انزوائهما بعيدا عن حركة الجيل الذي ينتميان اليه والجيل الذي جاء فيما بعد.الاسم الأكاديمي الأكثر ايجابية في مواكبة النشاط الابداعي الحالي هو د. نجمة ادريس التي اهتمت كثيرا في دراسة أعمال الشباب دراسة تستحق أن تكون مرجعا نقديا حقيقيا ومازالت تقوم بذلك رغم اشتياقنا لأعمالها التحليلية، ود.علي العنزي المجتهد في تقديم خطاب نقدي جديد يتناول أعمالا جديدة برؤى غير تقليدية.اقتصرت هنا على أسماء الأساتذة حملت الدكتوراه حتى لا يغضب بقية الأخوة الذين أقدر جهدهم النقدي كثيرا.غياب دور الناقد الأكاديمي ترك المجال مفتوحا للأدباء والشعراء أن يحتلوا أماكن لا يرغبون كثيرا باحتلالها، وترك المجال أيضا لمن لا علاقة له لا بالابداع ولا بالنقد أن يجد نفسه معلما وأستاذا وهنا تكمن الكارثة!