مع انطلاق أولى الطلعات الجوية الاستكشافية فوق سورية، وافق مجلس النواب الأميركي على خطة الرئيس باراك أوباما لتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية، لدحر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي باغت الأكراد بهجوم واسع تمكن خلاله من السيطرة على نحو 21 قرية، ومحاصرة ثالث أكبر المدن السورية.

Ad

حصلت خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية المعتدلة على موافقة مجلس النواب بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ عليها، سعياً لتشديد الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

ووافق مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية بسرعة على خطة لإمداد مقاتلي المعارضة المعتدلة بمعدات وتدريب، حتى يتمكنوا من قيادة الهجوم البري ضد «داعش» في سورية قبل أن يعطي الكونغرس أمس الضوء الأخضر لإطلاق خطة المساعدات.

 وأيد المجلس بأغلبية 273 صوتاً ضد 156 الخطة التي أدرجت كتعديل الحق بمشروع قانون للإنفاق المؤقت أقره المجلس في وقت لاحق. ولا يتضمن المشروع أي أموال للأسلحة أو التدريب.

ترحيب ورفض

وبينما أشاد أوباما بـ»هذه الخطوة المهمة إلى الأمام للتصدي للتهديد الذي تمثله المجموعة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الإسلامية»، قال النائب الجمهوري دنكان هانتر من كاليفورنيا، إن «هذا التعديل لا يفعل شيئاً للقضاء أو سحق الدولة الإسلامية. وكل ما يفعله هذا البدء بتدريب إسلاميين على قتال إسلاميين». وأضاف: «لن أصوت لصالح شيء أعلم أنه لن ينجح».

وقال النائب الديمقراطي رون كيند من ويسكونسن «أعتقد أن هذا هو أفضل الخيارات السيئة التي نواجهها، والتي يمكن أن توقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية وتبدأ في إضعاف قدراته والتحوط من التهديد المتصاعد الذي يشكله علينا وعلى المنطقة».

وأشارت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية بالمجلس كذلك إلى أن السياسة الأميركية لن تفتح الباب أمام إرسال قوات برية مقاتلة.

خطة التدريب

وخطة التدريب جزء رئيسي من حملة أوباما «لإضعاف وتدمير داعش» تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، وأعلن الحرب على الغرب، ويسعى لإقامة خلافة في قلب الشرق الأوسط.

والتفويض الذي وافق عليه مجلس النواب يستمر فقط حتى 11 ديسمبر، وهو اليوم الذي ينتهي فيه مشروع قانون الإنفاق. ويسمح المشروع لوزارة الدفاع (البنتاغون) بأن تقدم لاحقاً طلبات لتحويل أموال داخل الميزانية إذا قررت أنها تحتاج إلى أموال لتمويل البرنامج.

طائرة بدون طيار

ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن طائرة بدون طيار (درون) واحدة على الأقل شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب، حيث أخلت الجماعة المتشددة معظم قواعدها، مشيراً إلى أن مصادر متعددة في المدينة الواقعة شمال شرق سورية رصدت الطائرة فوق مدينتي الباب ومنبج.

تقدم «داعش»

إلى ذلك، سيطر «داعش» خلال الساعات الماضية على أكثر من عشرين قرية كردية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية، بعد هجوم مكثف شنّه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية.

وبحسب المرصد السوري، فإن التنظيم دخل خلال الساعات الأربع والعشرين 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب، إثر هجوم عنيف استخدمت فيه الدبابات والمدفعية»، مشيراً إلى أن آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة، وأن مدينة كوباني (بالكردية) باتت محاصرة بشكل كامل تقريباً، «والمنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية».

نزوح جماعي

وفي حال تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، سيكون التوسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سورية وشرقها، وسيصبح خطره داهماً على المناطق الكردية في شمال شرق سورية التي يحاول الأكراد منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من ثلاث سنوات التفرد بإدارتها.

وتدور معارك عنيفة بين الطرفين على مسافات قريبة في مناطق عدة في محيط كوباني، بحسب المرصد، أوقعت خسائر بشرية بين المدنيين والمقاتلين. وتشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة.

وتعتبر كوباني المدينة الكردية الثالثة في سورية بعد القامشلي (شمال شرق) وعفرين (حلب). ومن شأن السيطرة على كوباني أن يؤمن «داعش» تواصلاً جغرافياً على جزء كبير من الحدود السورية التركية، وأن يعطيه دفعاً في اتجاه مناطق أخرى مثل محافظة الحسكة.

ومع التقدم السريع للتنظيم، قال نائب قائد القوات الكردية في كوباني أوجلان ايسو أمس، إن مقاتلي الأكراد طلبوا من الأحزاب الكردية الأخرى بالمنطقة تقديم مساعدات عسكرية لصد «داعش».

وأوضح إيسو أن الأكراد يريدون الدعم من الجماعات الأخرى بما في ذلك حزب العمال الكردستاني، لصد تقدم الدولة الإسلامية.

وفي وقت لاحق دعا حزب العمال الكردستاني الاكراد في تركيا إلى حمل السلاح للتصدي لداعش.

في غضون ذلك، أفاد المرصد أمس بمقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في قصف جوي لقوات النظام استهدف مدينة الباب، التي يسيطر عليها «داعش» بريف حلب الشرقي.

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)