في السنوات الاخيرة، أصبح الالتفاف حول القبيلة والطائفة ظاهرة من يخالفها يكن شاذاً عن القاعدة ومنبوذاً من قبل أبناء قبيلته أو طائفته، ونتيجة للأوضاع المزرية التي نعيشها لم يعد المواطن يثق بالدولة، فأصبح يلجأ إلى قبيلته أو طائفته لمجرد ظلم وقع عليه أو مشكلة تعرض لها. في السابق كان الأمر لا يتعدى العملية الانتخابية لمجلس الأمة التي كرست تلك الظاهرة، أما اليوم فقد وصل الأمر إلى الصرح التعليمي والانتخابات الطلابية في الجامعة والمعاهد، بل حتى جمعيات النفع العام والنقابات والأندية الرياضية، ليصبح ظاهرة يتم الدعوة إليها علانية، والفزعة لها أمر مفروض، وهو أمر إذا استمر بهذه الطريقة الفجة فسيخلق جيلاً لا يعي معنى المواطنة ولا يفهم معنى الولاء.
كنّا، ومازلنا، نحذر من هذه الاصطفافات، فالأمر بلغ ذروته، ونشأ جيل من الشباب فاقداً لهويته الوطنية، ومتمسكاً بقبيلته أو طائفته يبحث من خلالها عن الحماية التي يفترض أن تقدمها له الحكومة التي ساهمت بشكل من الأشكال في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة، كما ساهم الساسة وأصحاب المصالح في خلق هذه الروح المقيتة لدى الشباب، مستغلين حماسهم وطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية المعقدة محلياً.يعني بالعربي المشرمح:إذا لم تعِ الحكومة والمسؤولون خطورة هذه الظاهرة وانتشارها بهذه الصورة، فإن القادم من الأيام سيخلق لدينا جيلاً قبلياً وطائفياً وعنصرياً لا يفقه مفهوم المواطنة، ولا يعي معنى الوطن، وسيفقد ثقته بالدولة والقانون، وستتحول مؤسسات الدولة بمجملها إلى قبائل وطوائف كل يريدها لفرقته.
مقالات
بالعربي المشرمح: احذروا الاصطفافات!
16-05-2015