البقاء في صنعاء اعتراف بـ «الحوثيين»!

نشر في 09-03-2015
آخر تحديث 09-03-2015 | 00:01
 صالح القلاب حتى لا تصبح ظاهرة «الحوثيين» في اليمن ظاهرة تتكرر كأمرٍ واقع في دول عربية أخرى، يُفترَض أن يكون هناك موقف عربي جاد، لإسقاطها وتثبيت الرئيس عبد ربه منصور هادي كرئيس شرعي يمنع العودة إلى التشطير والانفصال، ويحافظ على وحدة هذا البلد، الذي بات الحفاظ عليه ضرورة أمنية للمنطقة كلها، وضرورة لمنع وقوع باب المندب تحت السيطرة الإيرانية الزاحفة.

وهذا يتطلب أن تغادر السفارات العربية صنعاء إلى عدن مؤقتاً، حتى يتم تصحيح الأوضاع وإعادتها إلى مكانها قبل الانقلاب «الحوثي»، الذي ثبت أنه لم يكن نزوة عابرة، بل هو جزء من مشروع إقليمي، إن لم يتم إيقافه وإحباطه وإفشاله فسينتقل إلى دول عربية أخرى، والمستهدف هو دول الخليج العربي، التي تعرف هذا الأمر معرفة مؤكدة.

 لا عذر لأي دولة عربية في الإبقاء على سفارتها في صنعاء، فمثل هذا الإبقاء سيعني الاعتراف في النهاية بالنظام الحوثي، الذي فرض نفسه بالتآمر وقوة السلاح والدعم المعلن، الذي لا يحتاج إلى براهين وأدلة، من إيران التي تجاوز تمددها في المنطقة العربية كل الحدود، والتي باتت عينها على باب المندب بعد مضيق هرمز الذي أصبح ممراً بحرياً إيرانياً بالقوة وعلى أساس الأمر الواقع.

والغريب أن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك ببقاء سفارتها في صنعاء وعدم الانتقال إلى عدن، وهذا يثبت صحة المعلومات التي تقول إن واشنطن على علاقة بـ»الحوثيين»، وعلي عبدالله صالح منذ البدايات، وإنها بحجة أنها بحاجة إلى الاستعانة بهؤلاء ضد تنظيم «القاعدة» تخلت عن الشرعية اليمنية، ووضعت يدها بأيدي عصابات انقلابية بتخطيط من الرئيس السابق، الذي من المعروف أنه كان قد وقَّع على المبادرة الخليجية مضطراً ورغم أنفه.

والسؤال الذي لا بد من طرحه هنا هو: هل هذا الموقف الأميركي المتمسك ببقاء السفارة الأميركية في صنعاء هو جزءٌ من الصفقة السرية مع إيران، التي يجري الحديث عنها، والمتعلقة بالمشروع النووي الإيراني الذي لا يُعرَف إلى أي مرحلة وصل... وما إذا كان الإيرانيون سيستأنفونه بعد مرحلة معينة ومحددة أم لا؟!

إنَّ بقاء سفارة الولايات المتحدة في صنعاء ومعها سفارات بعض الدول العربية يعني، مهما حُشدت له من مبررات، اعترافاً بنظام «الحوثيين» الانقلابي، وسكوتاً على وصول إيران إلى باب المندب والبحر الأحمر، وهذا في المحصلة سيؤدي إلى إعادة الأوضاع إلى ما قبل وحدة عام 1990، أي إلى الانقسام والتشطير والعودة إلى واقع يمن جنوبي ويمن شمالي، وإلى حروب طاحنة بين اليمنين كالحروب التي سبقت هذه الوحدة التي يبدو أنها متجهة لتصبح: «وحدة مغدورة».

back to top