لماذا رؤساء أميركا يكرهوننا؟!
سألني محدثي:- لماذا رؤساء أميركا لا يحبوننا؟!
- ليس هذا حكماً مطلقاً ينطبق عليهم جميعاً، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ تعاملنا مع أميركا ومع رؤسائها يأخذ أشكالاً متفاوتة ومتباينة! ففي الوقت الذي كانوا يتعاملون فيه مع الدول الديمقراطية كاليابان، وسنغافورة، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وغيرها، بما جعل هذه الدول أكثر تطوراً وتقدماً، كان حكامنا منذ ذلك التاريخ حتى الآن يتعاملون مع الرؤساء الأميركيين، وكل منهم لديه أجندته الخاصة به هو وعائلته في الحكم!... فكان لابد لهؤلاء الرؤساء الأميركان أن يتعاملوا مع الحكام العرب، بما يتناسب ومصالح أميركا.• نظراً لما هو ثابت علمياً لدى الأميركان –من خلال دراسات مركزة عملوا على استخلاصها، كإيفاد أمين الريحاني وغيره إلى المنطقة مثلاً- أن العرب لديهم تاريخ حضاري ثري، فضلاً عن أن العقائد السماوية كلها انطلقت من أرضهم، وفوق هذا وذاك لديهم من الثروات الضخمة الكفيلة بجعل هذه المنطقة إذا ما توحدت أن تحتل مكانة حضارية في العالم قد تتساوى مع أميركا نفسها!• فعملوا جاهدين على إنشاء دولة إسرائيل لتكون البوابة التي يلجون منها لتحطيم طموحات الإنسان العربي.وهذا ما حدث بالفعل منذ أكثر من سبعين عاماً، مما جعل المنطقة العربية برمتها تتعرض لأقسى ما تعرضت له منطقة فوق هذا الكوكب!ولست -هنا– بصدد إحصائية للكوارث التي حلت بنا –كما أرجو ممن سيلصقون بي تهمة نظرية المؤامرة أن يكفوا– لأن الواقع المأساوي الذي نعيش فيه يؤكد هذه الحقائق التي جئت على نتف منها! فقال محدثي:- لكن روزفلت كان صديقاً للعرب!- هذا الصديق لم يحترم مواثيقه مع من التقاهم من القادة العرب بشأن العمل على إنشاء دولة إسرائيل!... بل إن خليفته ترومان يعتبر أن إلقاءه القنبلة الذرية على هيروشيما، وإنشاء دولة إسرائيل من أهم إنجازاته!- أليس فيهم شريف؟!- كان هناك رؤساء في أميركا شرفاء، يوم لم يكونوا يتعاملون مع حكام يضعون بين أيديهم كل أوراق اللعبة السياسية مثلما قال السادات: "إن تسعاً وتسعين في المئة من أوراق اللعبة بيد أميركا".• ولو عدنا تاريخياً لمواقف رؤساء أميركا في تعاملهم مع المبادئ الإنسانية، لوجدناها تحفل بالمعطيات التي تحترم الحرية والديمقراطية، وحق الشعوب في الحياة الكريمة.فمنذ جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، إلى أن نصل إلى ويلسون، حتى إلى ما قبل روزفلت، كان هؤلاء الرؤساء موضع احترام الأحرار في العالم، ولكن الذين تشير إليهم قد أفسدهم الحكام الذين لا يراعون مصالح شعوبهم بقدر ما يراعون مصالحهم الخاصة، وتثبيتهم في الحكم!... وهنا تظهر نذالة الرؤساء الأميركان الذين يفترض فيهم أن يساعدوا الشعوب على تحقيق ديمقراطيتها، للأسف وجدناهم عندما يتعلق الأمر بمصالح أميركا يضربون بالديمقراطية عرض الحائط ليمدوا أيديهم لأعتى الدكتاتوريات في العالم.