رموز مبارك ينفقون من أجل البرلمان ويتجاهلون «التقشف» و«التبرع»
في تحرك يكشف مدى عدم اكتراث رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لمطالبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رجال الأعمال بالتقشف ودعم الاقتصاد، يُنفق فلول الحزب «الوطني» المنحل، ببذخ على مؤتمراتهم الانتخابية، استعداداً لانتخابات البرلمان المقبل، المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الحالي بحسب الدستور، متجاهلين دعوات التبرع لصندوق «تحيا مصر»، التي أطلقها السيسي بُعيد انتخابه رئيساً للبلاد 8 يونيو الماضي.ويتجه رموز نظام مبارك إلى عقد اجتماعاتهم ومؤتمراتهم في أرقى فنادق القاهرة، الأمر الذي يكلفهم مبالغ ضخمة، تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات، ويعتبر فندق «رمسيس هيلتون» المطل على نيل القاهرة، المقر الدائم لرموز نظام مبارك لعقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم، إذ قال مسؤول التسويق بالفندق محمد زكريا إن تكلفة إيجار القاعة لثماني ساعات، يصل إلى 7 آلاف جنيه مصري (نحو ألف دولار أميركي).
وأوضح زكريا لـ»الجريدة» أن تحالف «تيار الاستقلال» أحد أبرز التحالفات الانتخابية التي تضم أحزابا محسوبة على نظام مبارك- نظم مؤتمرين، أطلق عليهما «تحالف الجبهة المصرية»، وبلغت كُلفتهما 12 ألف جنيه مصري (نحو 1800 دولار أميركي). يأتي ذلك في ظل تجاهل رجال أعمال محسوبين على نظام مبارك لدعوات الرئيس السيسي لتقديم الدعم للاقتصاد المصري من خلال التبرع لصندوق «تحيا مصر»، الذي يطالب السيسي بضخ نحو 100 مليار جنيه فيه، إلا أن رجال الأعمال أبدوا عدم اكتراث، فيما بدأت تظهر معالم البذخ في تحركات القوى السياسية المحسوبة على فلول «الوطني»، ما يعكس حالة من التباعد بينهم ونظام الرئيس السيسي.وقال أستاذ العلوم السياسية جمال زهران إن فلول نظام مبارك ينفقون من أموال الشعب التي جمعوها على مدار ثلاثين عاماً مدة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، مضيفاً لـ»الجريدة»: «فلول مبارك يلجأون إلى الإغراءات المادية لجذب أكبر عدد من المؤيدين».في المقابل، أوضح عضو الحزب «الوطني» المنحل توفيق شوقي أن رموز مبارك منقسمون حالياً إلى فريقين، الأول قرر التبرع لكنه ينتظر التأكد من جدية استخدام تلك الأموال في مشروعات تنموية والعائد الذي يعود عليه بالتبرع، والفريق الآخر ركز كل اهتماماته على البرلمان، لتحقيق مكاسب وبسط النفوذ.