سيطرت جماعة «أنصار الله» الحوثية أمس على دار الرئاسة اليمنية وهاجمت منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث خاضت اشتباكات عنيفة انتهت بعزل الرئيس داخل منزله، في خطوة واضحة لإسقاط الشرعية وفرض معادلة سياسية جديدة.

Ad

وفي كلمة تلفزيونية وجهها إلى اليمنيين، اتهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي هادي بـ«التآمر على اليمن وعدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني»، مؤكداً أن السلطة الحالية عادت إلى «سابق عهدها من الاستبداد والاستكبار» على حد قوله، مشيداً في المقابل بالجيش.    

ووصفت وزيرة الإعلام نادية السقاف ما جرى بأنه محاولة لإسقاط نظام الحكم، بينما عقد مجلس الأمن جلسة عاجلة دعا بعدها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للقتال والعودة إلى الحوار، وذلك عشية اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيبحث المستجدات.

ونهبت الميليشيات الحوثية الأسلحة من مستودعات دار الرئاسة، في حين قُتِل جنديان في الاشتباكات التي جرت أمام منزل هادي في شارع الستين.

ونجا وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، من هجوم استهدف موكبَه أمام منزل هادي، الذي أفادت آخر الأنباء بأنه بخير، ولكنه بات معزولاً بسبب الحصار الحوثي.

ونفى عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله أن يكون دخول مقاتليهم قصر الرئاسة اليمني يهدف إلى السيطرة عليه. وقال إن جماعته تحمي المجمع من أفراد أمن يحاولون نهب الأسلحة.

وكانت مواجهات بين الحوثيين والحرس الرئاسي دارت أمس الأول عند دار الرئاسة أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، وانتهت بإعلان سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، خرقه الحوثيون بحصار منزل رئيس الحكومة خالد بحاح الذي يقع داخل المجمع الرئاسي قبل السيطرة التامة على المجمع.

وجاءت هذه التطورات بعد خطف الأمين العام للحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني، والذي يعد أحد مهندسي مشروع الدستور الجديد. ويرفض الحوثيون هذا المشروع الذي ينص على قيام دولة اتحادية من ستة أقاليم. ويحرمهم تقسيم البلاد في الواقع من منفذ على البحر، وهذا أبرز ما يسعون إليه منذ غادروا معقلهم الجبلي في صعدة في الشمال للسيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية.

(صنعاء، مأرب ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)