بدأت الجولة الأولى من «حرب» القلمون، أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين «حزب الله» ومقاتلين تابعين لجبهة «النصرة» في جرود بريتال والطفيل اللبنانيتين، وقد تحدث الطرفان عن تحقيق تقدّم.

Ad

ونعى الحزب «القائد» علي خليل عليان الذي قضى أثناء "ق«امه بواجبه في الدفاع المقدس»، وفق ما جاء في بيان النعي الذي تناقلته مواقع تابعة للحزب. وأعلنت مواقع موالية للحزب مقتل 12 من «جبهة النصرة» خلال المعارك.

وفي تطور جديد بثت «النصرة»، عبر أحد حساباتها على «تويتر»، تسجيل فيديو لعدد من العسكريين الشيعة المخطوفين لديها، بعنوان «رسالة من الأسرى الشيعة إلى بني قومهم»، حذروا فيه من أنهم سيدفعون ثمن معركة القلمون إذا انجر الجيش و«حزب الله» إليها.

وقال العسكريون: «نُطمئن أهالينا أننا بخير ونطالبهم بالوقوف بوجه حزب الله الذي يُسيّر الدولة اللبنانية ويدفعها لتصرفات معيبة بحق اخواننا في السجون، ونناشد كل مواطن لبناني شيعي لا يُناصر حزب الله أن يقف بوجهه لأنه في حال انجر الجيش الى معركة القلمون فنحن من سيدفع الثمن».

وتابعوا: «نحن نتابع المفاوضات وتصلنا كل الأخبار ونُطالب اللواء عباس ابراهيم بأن يُعطي الأهالي إثباتات واضحة عن مسار المفاوضات»، متمنين على أهاليهم «تشكيل لجنة وانتخاب مفاوض صادق كالوزير وائل أبو فاعور أو (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط أو اللواء أشرف ريفي، وأن يكونوا على اطلاع مباشر على مسار المفاوضات».

وأضافوا: «لن نقبل أن يتم الإفراج عنا إلا إذا أُفرج عن إخواننا في سجن رومية نساءً كانوا أو رجالاً».

«جيش الفتح»

كما أعلنت «النصرة» أمس، من خلال حساب مراسل «القلمون» على «تويتر»، عن «تشكيل جيش الفتح - القلمون من المخلصين الصادقين من معظم الفصائل المتواجدة في القلمون».

و«جيش الفتح» هو مظلة لتحالف واسع من الفصائل الإسلامية المقاتلة، يضم خصوصا «النصرة» و«أحرار الشام». وتمكن هذا الاتحاد منذ تأسيسه في مارس الماضي من السيطرة على إدلب وجسر الشغور في محافظة إدلب شمال غرب سورية.

ويؤشر تشكيل «جيش الفتح - القلمون» إلى أن «النصرة» لن تكون منفردة في القتال، وانها قد تتمكن من استدعاء دعم عسكري ولوجستي من فصائل إسلامية اخرى لها تواجد في مناطق متعددة من سورية.

الحريري

في السياق، اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن «أجهزة الاعلام وبعض القيادات في لبنان تتوالى على دق نفير المعركة في جبال القلمون، فيما يلتزم النظام السوري الصمت، وكأن هناك من يريد ان يقول إن المعركة المرتقبة هي معركة لبنانية على الاراضي السورية، ودائما بحجة الحرب الاستباقية ضد التنظيمات الإرهابية».

وأضاف الحريري، في بيان أمس، «حزب الله، كما نقرأ ونسمع يوميا، يحشد السلاح والمسلحين لبدء المعركة، ويستخدم الحدود اللبنانية دون حسيب أو رقيب في جولة جديدة من التورط في الحرب السورية، التي لا وظيفة لها سوى حماية الظهير الغربي لبشار الأسد في ظل الانهيارات العسكرية لجيش النظام في غير منطقة من سورية. وحزب الله كما العادة، لن يسمع نصيحة الشركاء في الوطن، وهو سيضرب بعرض الحائط مرة أخرى التحذيرات اللبنانية من استدعاء الحرائق السورية الى الداخل اللبناني».

وتساءل: «أي جهة يمكن ان تضمن سلامة العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى النصرة وداعش في حال مشاركة جهة لبنانية في المعركة؟»، لافتا إلى أن «ما يعنينا من طرح هذه الأسئلة، الموجهة أساسا لكل من يغطي الخروج على الإجماع الوطني، التأكيد على أن لبنان، حكومة وجيشا وأكثرية شعبية، غير معني بالدعوات الى القتال وتنظيم المعارك في جبال القلمون، وان حزب الله منفردا يتحمل تبعات التورط في الحرب خدمة للأجندة العسكرية لبشار الاسد».

واعتبر أن «ما من قوة في العالم، لا حزب الله ولا الحرس الثوري الإيراني ولا آلاف الأطنان من البراميل المتفجرة ومن خلفها ما يسمونه قوى النخبة والباسدران وخلافه من الصادرات العسكرية الايرانية، سيكون في مقدورها ان تحمي بشار الاسد من السقوط».

قاسم

في المقابل، اعتبر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أمس أن «معركة جرود القلمون قادمة وهي تطل برأسها، وتثبت مرة جديدة أن التكفيريين غير قادرين على التوسع كما يريدون، وهذه المعركة هي معركة حماية القرى اللبنانية ومنع التمدد التكفيري لمنعه من تحقيق أهدافه».