في مقابل الهجوم الثلاثي لمحور النظام السوري في المنطقة الحدودية الحساسة قرب إسرائيل والأردن، بدأت كتائب المعارضة المعتدلة الاستعداد لحرب عصابات للدفاع عن آخر معاقلها، في حين أعلن تنظيم «داعش» احتجازه جاسوساً للموساد من عرب إسرائيل.

Ad

تعهدت قيادة تحالف الجبهة الجنوبية في سورية بشن حرب عصابات رداً على الهجوم الكبير، الذي بدأته الأحد القوات النظامية المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني وتمكنت خلاله من استعادة أربعة تلال وثلاث بلدات في آخر معقل مهم للمعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب.

وقال أبو أسامة الجولاني وهو قائد بارز في الجبهة، التي تضم جماعات تلقت دعماً عسكرياً صغيراً من دول غربية يشمل صواريخ مضادة للدبابات الأميركية الصنع: "المعركة قد تطول، وسيكون هناك كر وفر، لأن هذا هو النظام الذي سنتبعه في القتال".

وقال الجولاني لـ"رويترز" عبر الانترنت من منطقة قرب الحدود السورية- الاردنيةـ "نحن لسنا جيشاً نظامياً يدافع عن الحدود ومناطق بخط دفاع متماسك. نحن نعمل وفق نظام حرب عصابات. الأرض بالنسبة لنا ليست مهمة. هم يتقدمون أشبارا، وفي كل شبر أو متر يتقدمون فيه سيخسرون الكثير".

دور «النصرة»

وقال الجولاني، الذي كان يحمل رتبة رائد عندما انشق على الجيش السوري في عام 2011 وهو الآن نائب قائد "الجيش الاول" المشكل من ثلاث جماعات معارضة، إن القوات المهاجمة منيت بخسائر فادحة وإن مكاسبها ليست مهمة، نافياً أن يكون لجبهة النصرة أي دور في المنطقة التي توقفت المعارك فيها أمس الأول بسبب تساقط الثلوج.

الحصن الأخير

وبينما تسيطر جماعات جهادية من بينها "داعش" على معظم الشمال والشرق فإن المعارضين في الجنوب يعتبرون أنفسهم آخر حصن للانتفاضة ضد الأسد، لكنها تشكو من أنه في حين يتلقى الأسد دعماً عسكرياً أساسياً من "حزب الله" وإيران لم تعاملها الدول العربية والغربية التي تريد رحيله بالمثل.

وقصف الجيش النظامي قرى خاضعة لسيطرة المعارضة قرب مواقع للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان، في حين عرقلت هجومه على ثلث محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق عاصفة ثلجية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

جاسوس الموساد

إلى ذلك، أكد تنظيم "داعش" أمس الأول أنه يحتجز عربياً إسرائيلياً تظاهر أنه مقاتل أجنبي ليتجسس لحساب الموساد، وهي رواية نفتها اسرائيل وعائلة الرجل التي قالت إنه خطف.

وفي مقابلة مع مجلة "دابق"، التي ينشرها "داعش" باللغة الانكليزية عبر الانترنت، قال محمد سعيد مسلم (19 عاماً) إنه انضم الى التنظيم في سورية لينقل تقارير للإسرائيليين عن مخازن أسلحته وقواعده ومجنديه من الفلسطينيين، مضيفاً أنه بعدما "أثار سلوكه ريبة قادة الدولة الإسلامية كشف عن نفسه باتصاله بوالده في القدس الشرقية، مما أدى إلى الامساك به".

نفي وتأكيد

ونقلت المجلة عنه قوله "أقول لمن يريدون التجسس على الدولة الإسلامية لا أعتقد أنكم أذكياء لهذا الحد وأنه يمكنكم خداعها. لن تنجحوا على الإطلاق وأبقوا بعيدا عن هذا الطريق. ابقوا بعيدا عن مساعدة اليهود والمرتدين. اتبعوا الصراط المستقيم".

ونفى سعيد والد مسلم أن يكون ابنه، الذي عمل كرجل إطفاء إسرائيلي، جاسوساً. وقال إنه فقد بعد سفره كسائح الى تركيا، مبيناً أن الابن اتصل بعد ذلك بمنزله وقال إنه خطف ونقل إلى سورية المجاورة لكن يمكنه شراء حريته، لكن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً أوضح أن مسلم سافر إلى تركيا يوم 24 أكتوبر ليحارب مع "داعش في سورية، مؤكداً لـ"رويترز" أنه "ذهب من تلقاء نفسه دون علم عائلته".

غارات أردنية

وبينما أعلنت القوات المسلحة الأردنية قصف سلاح الجو الملكي مجدداً "أهدافاً منتخبة للتنظيم الإرهابي وتدميرها"، أكد المرصد السوري مقتل 20 "داعشياً في غارات للائتلاف الدولي استهدفت أمس الأول منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي شمال شرق سورية.

وذكر المرصد أن عدد ضربات الائتلاف الذي تقود الولايات المتحدة على هذه المنطقة بلغ 19 ضربة جوية، مشيراً إلى أنها أصبحت اكثر دقة وتستهدف مواقع معينة منذ إعلان  إعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة قبل نحو عشرة أيام.

معارك حلب

وفي حلب، أفاد استطلاع للرأي نشر أمس الأول أن غالبية سكان الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، تؤيد وقف المعارك وفق خطة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، لكنها تشكك في تطبيقه.

وفي القسم الذي يسيطر عليه المعارضون المسلحون في المدينة منذ يوليو 2012، أعرب 53 في المئة من المستطلعين عن تأييدهم التام لخطة دي ميستورا، ورأى 13 في المئة أنه ينبغي العمل أيضاً على هدنات مماثلة في مدن سورية أخرى بينما اعترض على الخطة 34 في المئة فقط.

وأجرى الاستطلاع مركز صدى للأبحاث واستطلاع الرأي ومبادرة الاصلاح العربي، وشمل 975 شخصاً في 13 حياً يسيطر عليها المسلحون المعارضون. وثلثا الاشخاص الذين سئلوا هم دون الاربعين من العمر.

ورأى 48 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع، أن الهدنة يجب ان تؤدي الى تراجع المعارك، بينما قال 38 في المئة أنها ستسهل المساعدات الانسانية. ويعتقد 10 في المئة فقط انه سيكون من الممكن ان تعود الحياة إلى طبيعتها و9 في المئة أنها مفتاح حل سياسي شامل.

(دمشق، عمان- رويترز،

أ ف ب، د ب أ)