الأديب عصام الشيخ: «درامادول» يُعالج أزمة الشباب مع دور النشر
ظهرت بمصر في السنوات الأخيرة مبادرات وكيانات أدبية شبابية عدة نتيجة مباشرة للحراك السياسي عقب ثورة 25 يناير. من بين هذه الكيانات مبادرة «كُتّاب بلا هوية» المكونة من شباب أخذوا على عاتقهم نشر أعمالهم الأدبية بأنفسهم من دون اللجوء إلى دار نشر تتاجر بأحلامهم أو أن ينتظروا رضا مسؤولي وزارة الثقافة. «الجريدة» تحاور مؤسس المبادرة الشاعر عصام الشيخ الذي أكَّد أن باكورة إنتاجهم ظهرت منذ فترة قريبة وهو ديوان «درامادول» وأنهم مصرون على استكمال المشوار الذي بدأوه ولن يلجأوا إلى أحد كي يتبنى فكرتهم.
كيف جاءت فكرة المبادرة؟
لاحظ مؤسسو المبادرة أن أعمال الأدباء الكبار تلقى رواجاً نقدياً وإعلامياً كبيراً بخلاف شباب الأدباء الذين يتم تجاهلهم تماماً ولا يشعر بهم أحد، بالإضافة إلى أننا لاحظنا أيضاً أن صفحات كبار الأدباء على مواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بالشباب الموهوب الذي يضع أشعاره وكتاباته في تعليق على هؤلاء المشاهير كمحاولة منهم للفت الانتباه وكي يرى كتاباتهم من يدخل على صفحات المشاهير. والغريب والملاحظ أيضاً أن ثمة شباب موهوبين من الممكن أن يقدموا إنتاجاً أدبياً أهم وأفضل كثيراً من الأسماء الرنانة في عالم الأدب العربي، لكن للأسف لم يجدوا الفرصة الكافية. من هذا المنطلق، اتفقت أنا ومجموعة من الشباب على تدشين هذه المبادرة التي أنشئت بهدف لمّ شمل الكُتّاب والشعراء الشباب الذين لم ينالوا الحظ في نشر أعمالهم.متى بدأت المبادرة فعلياً؟في مطلع العام الماضي 2014 وضمَّت 39 شاعراً وشاعرة من معظم محافظات مصر، وعقدنا أمسيات شعرية كثيرة في المحافظات لأننا كنا نريد تحقيق الانتشار أولاً. وكنا خلال هذه السنة نكتفي بنشر أعمالنا عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. فعلاً حققنا قاعدة جماهيرية لا بأس بها ساعدتنا كثيراً في الانتشار الذي سيتسع أكثر وأكثر بالنشر الورقي الذي سيعتبر نقلة كبيرة لنا كمبادرة.اسم العمل الأول لكم ديوان {درامادول} قد يكون مستغرباً. لماذا تم الاستقرار عليه وهل قصدتم أن يكون غريباً حتى يلقى جدلاً نقدياً يسهم في نشر المبادرة إعلامياً ونقدياً؟لم نختر الاسم من باب الشهرة أو التواصل مع الإعلام، ولا ليكون محل نقد. إنما الديوان عبارة عن دراما حياتية يمرّ بها المجتمع، ونحاول نسيانها كل يوم بالشعر والأدب والإبداع، لذا كل شاعر مشارك في الديوان وضع عصارة اصطدامه بالواقع ودهشته وتساؤلاته وسخريته أحياناً.صدق الكلمةعلى أي أساس اختيرت القصائد التي صدرت في الديوان الأول، وماذا عن الشعراء؟تملك مبادرة «كُتّاب بلا هوية» مجموعة شعراء شباب مميزين تم اختيارهم من بين مئات قدموا أعمالهم لنا، ذلك بناءً على صدق كلماتهم ومعرفتهم بقواعد الشعر وأساسياته. يشارك معنا أيضاً في الديوان الأول ست شاعرات جديدات أرى فيهن امتلاك ناصية الشعر وهو الأساس الوحيد الذي تم اختيارهن عليه.بدأتم مشروعكم بالنشر عبر الإنترنت. لماذا تحولتم إلى الطباعة الورقية؟ مواقع التواصل الاجتماعي إحدى كبرى وسائل النشر راهناً، لكننا رأينا أنها غير كافية والنشر الورقي يملك مصداقية أكبر من أي وسيط آخر، بالإضافة إلى رغبة المشاركين في المبادرة في رؤية أعمالهم داخل ديوان مجمع يصل إلى أفراد المجتمع لأن الأخير هو الأساس في النقد.هل من الممكن أن تضموا للمبادرة كتاباً جدداً أم اكتفيتم بالمؤسسين؟نبدأ قريباً في إدخال عناصر جديدة في الشعر والقصص والمقالات النقدية كي نضمن انتشاراً أوسع وتحقيق فائدة أكبر لأدباء الأقاليم.هل عرضتم أعمالكم على كبار النقاد الأدبيين؟نعم، من خلال عرض أعمالنا في أمسيات شعرية أقمناها ودعونا إليها الكثير من الشعراء الكبار، أبرزهم زين العابدين فؤاد الذي أبدى إعجابه بالمبادرة وشعرائها وكتب الكلمة الافتتاحية في الديوان الأول على الغلاف الخارجي، وكانت كالآتي: «في مصر انطلقت مبادرات كثيرة مثل «الفن ميدان» و «مائة ألف شاعر» وغيرها لأجل التغيير وغردت أصوات جديدة ومبشرة. نعمل راهناً على مبادرة أخرى سعدت بها وهي «كٌتًاب بلا هوية» التي لم تكتف بفتح الباب أمام الشعراء للغناء معاً بل تنشر أعمالهم أيضاً».مسابقة أدبيةكانت البداية بالشعر. هل ستكتفون بإصدار الدواوين الشعرية أم ستنشرون روايات ومجموعات قصصية في ما بعد؟«درامادول» ليست مشاركة المبادرة الأخيرة في الأعمال المكتوبة. سيصدر ديوان آخر بعده إن شاء الله وكذلك نحضِّر لمسابقة كبيرة هي عبارة عن مجموعة قصصية كثاني إصدار للمبادرة، سنتناول من خلاله الأماكن التاريخية والأثرية والسياحية بصورة إبداعية بهدف تشجيع السياحة. وسيُترجم الكتاب إلى أكثر من لغة.ألم تطرقوا باب وزارة الثقافة لتبني مبادرتكم؟ وما رأيك في سياسة النشر من خلال الوزارة؟لم نحاول التواصل مع وزارة الثقافة، فأعضاء الفرق الشبابية والمبادرات لا يلجأون إلى المسؤولين حيث يكون التمويل ذاتياً من مؤسسي تلك الكيانات الشبابية.