وسام بريدي: «رقص النجوم» فتح أمامي مجالاً عربياً واسعاً

نشر في 16-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-03-2015 | 00:01
إعلامي لبناني تنقّل في بداياته بين الإذاعة والتلفزيون، وحقق، بفضل ثقافته واجتهاده، مساحة خاصة به في تقديم برامج مبتكرة سواء حوارية أم ترفيهية. ذاعت شهرته في السنوات الأخيرة من خلال برنامج {رقص النجوم}، وهو راهناً يقدّم برنامج minute to win it عبر {قناة النهار} فضلا عن مشاريع في مصر ودبي وبيروت.
حول جديده تحدث إلى {الجريدة}:
مع انطلاق الموسم الجديد من «رقص النجوم»، هل ما زال يحافظ على حماسة الجمهور؟

يعتمد هذا البرنامج على الرقص لذا لا يمكن تحديده بموسم أو بمدّة معيّنة، من هنا يكتسب جمهوراً أكبر من موسم إلى آخر، خصوصاً أنه يتمتع بمواصفات عالمية خوّلته الانتشار عربياً عبر قناتي «النهار» وFox Movies، إضافة إلى عرضه محلياً عبر محطة {أم تي في}.  وهذا الانتشار يوّفر فرصاً أفضل وأوسع للإعلامي.

هل ترى انعكاساً إيجابياً له على الجمهور؟

شجّع الناس على ثقافة الرقص بفضل لوحاته الراقية والجميلة والمنافسة الشريفة بين المشتركين الذي يجتهدون للتقدّم والتطوّر. فضلا عن أنه يمكن لأي شخص تعلّم الرقص بينما لا يمكن لأي كان الغناء مثلا، وهذا الفارق بين «رقص النجوم» وبرامج الهواة الغنائية.

في مقابل الجمالية المشهدية في البرنامج، ثمة  بشاعة تحيط بالمواطنين جراء الأوضاع الاقتصادية والأمنية، فهل هم قادرون على تقبّل الرقص والفرح في ظل المرارة التي يعيشونها؟

رغم ظلام الليل نستطيع رؤية  ضوء الشمعة البعيد، فالأمل هو الأساس في الحياة، لذا يجب عدم الاستسلام والبحث دائماً عن ضوء الشمعة للاقتراب منه، إنما يحتاج ذلك إلى قرار شخصي.

نرى أن الخليط العربي بات مطلوباً سواء على صعيد البرامج أو الدراما، فهل هو انعكاس للواقع الاجتماعي الراهن؟

برأيي كما نجتمع عند حدوث أمور سلبية، يجب أن نجتمع عند حدوث إيجابيات. صحيح أن السلبيات والأزمات متشابهة في العالم العربي، إنما حان الوقت لنشبه بعضنا بعضاً في الإيجابية أيضاً، وفي الأمور التي تطوّر مجتمعنا وتمنحنا بعضاً من الفرح. من هنا أرى أن هذا التنوع جميل ومهم، كونه يؤدي إلى انفتاح الدول العربية على بعضها البعض.

ثنائيتك مع كارلا حداد مستمرة، فهل هي نقطة دفع إضافية للبرنامج؟

هذه الثنائية جيّدة تتمتع بكثير من الحسنات، ونحن نبتكر جوّاً إيجابياً ومحبباً لدى الناس. إنها إنسانة محترمة ولائقة، لذا حققنا انسجاماً جميلاً واختلقنا مناوشات لإضفاء جوّ معيّن على البرنامج.

ما أهمية اختيار المشتركين النجوم؟

ليست نجومية المشتركين هي المهمة بل الطاقة الإيجابية التي يتمتعون بها  وقدرتهم على إضفائها على جو المنافسة.

ألا تضعك هذه الاستمرارية في قالب معين بدل التنويع في التقديم؟

أقدم برامج أخرى في مصر ودبي وبيروت في موازاة «رقص النجوم» الذي هو منفصل أساساً عن حياتي المهنية، فضلا عن أنه فتح أمامي مجالات عربية واسعة جداً.

بعدما نجحت في البرامج الحوارية انتقلت إلى الألعاب والمنوّعات والترفيه لماذا؟

أحتاج إلى طاقة إيجابية وترفيه للخروج من الجوّ الذي نعيشه في العالم العربي. لذا توجّهت نحو هذا النوع، خصوصاً أنه يجب التأقلم مع كل مرحلة اجتماعية نمرّ فيها، وتتطلب هذه المرحلة بعضاً من الإيجابية والترفيه بعيداً من الحوارات المتشنجة والثرثرة.  

كيف تصف تجربة minute to win it الذي يرتكز على تحدي المشتركين من مصر ولبنان؟

لا تتغير شخصيتي مع تغيّر البرنامج، فأنا أعتمد الأسلوب العفوي والبسيط الذي يتقبله الجمهور كونه يشبهه ويشبه مجتمعه. لذا ليس نوع البرنامج الذي نقدّمه هو المهم بل الشخصية التي من خلالها نطلّ على الجمهور.

هل ثمة توقيت مناسب للتنويع في البرامج؟

طبعاً، فالبرامج الحوارية ماتت، وهذا دليل على أن قراري موضوعي في هذا الإطار، فضلا عن أن المنافسة في المحطات المحلية لم تعد مشجّعة، بل مجرّد موجة تمرّ في الإعلام اللبناني ولن تستمرّ طويلا.

أليس الوقت مناسباً لتقديم برنامج أسبوعي؟

قررّت ربط صورتي بالإيجابية، لذا لا أريد، في ظل ما يعانيه العالم العربي، أن أكون طرفاً أو أن يحوي برنامجي سلبية معينة. إذا كنت، كإعلامي، لا أجد أحياناً شيئاً لافتاً لمتابعته عبر المحطات اللبنانية، فكيف الحال بالنسبة إلى الجمهور العادي الذي لا علاقة له في هذا المجال. ثمة برامج، برأيي، تبثّ طاقة سلبية يجب الإبتعاد عنها.

ما هي مشاريعك المرتقبة؟

ثمة مشاريع عدّة قيد التحضير لكنني أفضل الإعلان عنها فور جهوزيتها.

هل تطمح إلى الانتقال إلى نطاق فضائي عربي أوسع من النطاق المحلي؟

طبعاً، فهذا هدفي في النهاية، لأن النجاح المحليّ جميل إنما النجاح العربي مهم أيضاً.

هل التوّجه إلى الجمهور العربي يختلف عن الجمهور المحلي؟

لا تكمن المشكلة الحقيقية عندنا باللهجة إنما بالصياغة وأسلوب المعالجة وكيفية مقاربة الأمور. لطالما تحدثنا عن عدم قدرة الدراما اللبنانية على تحقيق الانتشار العربي، لكن ما إن تحقق الاختلاط حتى اكتشفنا أن اللهجة اللبنانية مفهومة من الجميع وقريبة من الفصحى وسهلة. ما يدل على أن كيفية معالجة الدراما اللبنانية هو سبب عدم تحقيقها الانتشار لا اللهجة، فنحن نجد دائماً عناصر لبنانية في البرامج المنتشرة عربياً.

كيف تقيّم  مستوى الإعلام اللبناني والعربي؟

مثلما مرّت مجالات عدّة بخضات وموجات سلبية تحصل راهناً في الإعلام، حتى أننا لم نعد نكترث شخصياً بالمنافسة، لأن معيار النجاح لم يعد العمل اللائق والمحترم بل  الفجور والفضائح ومدى قدرة الإعلامي على إثارة البلبلة في معالجة المواضيع.

ألا تنعكس هذه الموجة على الفنّ والثقافة أيضاً؟

طبعاً لأن الإعلام يسلّط الضوء على الجزء الاجتماعي الذي يبني حياته على فنجان القهوة أي الثرثرة.

لماذا تعطي المحطات الهواء لإعلاميين دون المستوى؟

الأزمة الاقتصادية التي تمرّ فيها المحطات دفعتها إلى الاستعانة  بهؤلاء لتعبئة الهواء بدلا من الإعلاميين النوعيين، لأن لا قدرة مادية لديها لتأمين رواتب لهؤلاء.

ثمة تداخل بين الفن والإعلام والغناء، فهل عُرض عليك دور درامي؟

أتلقى دائماً عروضاً من هذا النوع لكنني لست بوارد الدخول إلى مجال التمثيل، لأنني أسير وفق خطة مهنية محددة ، لذا لا يمكنني التنقل من مجال إلى آخر وخربطة ما خططت له.

طالما أنك درست العلوم السياسية إضافة إلى الإعلام، لماذا لم تقدّم برنامجاً حوارياً سياسياً؟

لست بمزاج تقديم هذا النوع من البرامج والتأقلم معه.

بين السياسة والفن

من يشكّل مادة دسمة أكثر، السياسيون أم الفنانون؟

لم يعد الجمهور مهتمّاً بمتابعة السياسيين، والدليل تراجع نسبة مشاهدي برامج سياسية، خصوصاً أن الأوضاع نفسها تتكرر منذ سنين ولا شيء جديداً في الواقع.

قدّمت برامج رمضانية، فهل تختلف عن البرامج الأخرى؟

لبرنامج رمضان نكهته الخاصة، فهو يكون مبتكراً ويرتكز على المشاركة. علماً أننا نلاحظ، في الفترة الأخيرة، أن الدراما سلبت البرامج رهجتها في هذا الموسم.

هل تفرض طبيعة البرنامج شخصية الإعلامي أم العكس؟

يجب أن تكون شخصية الإعلامي واضحة، بغض النظر عن طبيعة البرنامج، فأنا لست مجرد مقدّم بل أستطيع ابتكار برنامج جديد فضلا عن قدرتي على ابتكار شخصية قريبة من شخصيتي في البرنامج. مع الإشارة إلى أن أكثر من خمسين إعلامياً قدّم «رقص النجوم» حول العالم وتميّز كل منهم بشخصيته الخاصة.

إلى أي مدى نفتقر إلى الإعلامي الذي يُعدّ ويقدّم برنامجه ولا يكتفي بقراءة ما يحضّر له؟

يجب أن يكون المقدّم معدّاً ومنتجاً إضافة إلى التقديم، ويجب أن يكون مسيطراً على الهواء المباشر وملماً بالأمور كافة، وهذا ما يميّز مقدّماً عن آخر.

عندما يحقق إعلامي نجاحاً في برنامج معيّن، هل تؤيد استثمار نجاحه في البرنامج نفسه لمواسم عدّة أو في برنامج أضخم؟

إذا كان البرنامج يستحق الاستمرارية فلمَ لا، خصوصاً أن طبيعته هي التي تفرض مدّته بغض النظر عن نجاحه.

back to top